تبرز قصة نجاح جديدة لمستشفى بدأ قبل سنوات قليلة، مهمة انسانية عظيمة، بموارد محدودة، وتحديات كبيرة، لتتمكن ادارته في غضون فترة وجيزة، من تطويره بشكل لافت، واستحداث مرافق جديدة نوعية فيه، وتحديث معداته وتجهيزاته الفنية، ورفده بكفاءات طبية وتمريضية، وتقديم خدمات طبية نوعية عالية الجودة، ما جعل من مستشفى المقاصد الخيري، الكائن بمنطقة حي نزال، صرحا طبيا متميزاً، يضاهي مستشفيات القطاع الخاص، ويشار له بالبنان.
مستشفى المقاصد الخيري الذي انشىء من نفقات اهل الخير، عبر لجنة زكاة وصدقات حي نزال والذراع الغربي، يعتبر اول مستشفى وقف في المنطقة، ويخضع لاشراف وزارة الاوقاف والمقدسات والشؤون الاسلامية.
الدكتور علي السعد بني نصر، المدير العام للمستشفى، والذي بذل جهودا ادارية استثنائية للارتقاء بالصرح الطبي الذي يقدم خدماته للمرضى الاردنيين والسوريين وغيرهم، اكد ان المستشفى حقق معادلة غاية في الاهمية، تقوم على جودة الخدمات، وتنافسية الاسعار، مبينا بان المستشفى اصبح يحتوي الان على 93 سريرا، ومجهزا باحدث المعدات الطبية، من غرف العمليات، والإسعاف والطوارئ، والعيادات الطبية المتخصصة، والمختبرات، ومرفود بمركزين صحيين خارجيين، هما مركز صحي حي نزال، ومركز صحي السيدة زينب، اللذان يقدمان خدمات طبية لاهالي المنطقة.
واوضح د. السعد، ان المستشفى تمكن لاحقا من تقديم مختلف الخدمات الطبية المتخخصة، كالجراحة العامة، والباطني، وجراحة الاعصاب والعظام والعيون، والتنظير، والقلب، وجراحة الاوعية الدموية،والمسالك البولية، والانف واذن وحنجرة، والصدرية، والولاة، والخداج، والنسائية والاطفال، والعناية الحثيثة، وقسم خاص لغسيل الكلى مزود بست وحدات، حديثة ، وقسم الإسعاف والطوارئ.
واشار الى انه تم استحداث عدد من العيادات المتخصصة مؤخرا، منها عيادة لجراحة السمنة، تجرى فيها عمليات قص المعدة، وربطها، اضافة لاستحداث عيادة للامراض الجلدية، واخرى للدماغ والاعصاب، وعيادة للانف واذن وحنجرة،
كما تم استحداث قسم للتاهيل والعلاج الطبيعي، مجهز باحدث المعدات، وكذلك استحداث قسم لطب الاسنان، تقدم فيه خدمات
زراعة الاسنان، والتقويم، ومعالجة العصب وغيرها من خدمات معالجة امراض اللثة والأسنان.
وفي الجانب الفني، لفت الدكتور علي السعد، انه تم تزويد المستشفى بعدد كبير من الاجهزة الطبية والمعدات، من اجهزة التخدير،
والتنظير الجراحي، وتنظير المعدة والامعاء والقنوات المرارية، اضافة لتحديث كافة اسرة المستشفى، وتزويد غرف المرضى بالثلاجات، وشاشات التلفزة.
ولم يتوقف التحديث على الجانب الفني والاداري، بل تم استحداث وحدة للتعليم الطبي المستمر، تنظم فيها المحاضرات والندوات الطبية، لتدريب الكوادر، واطلاعهم على اخر المستجدات في مجال الطب، كل حسب اختصاصه، اضافة الى استحداث وحدة للجودة، وسلامة المرضى، تهدف الى ضمان تقديم خدمة طبية عالية الجودة، كما تعمل على تجهيز المستشفى للحصول على الاعتمادات الدولية.
وفي الجانب الاداري والمالي، اوضح د. السعد، انه تم اخضاع المستشفى للتدقيق المالي عبر شركة تدقيق حسابات متخصصة، كما تم جرد كافة اجهزة ومعدات المستشفى، وحوسبتها، مشيرا الى انه تم تفعيل السجل الطبي بشكل علمي دقيق.
وفي جانب البنية التحتية، اوضح السعد، ان المستشفى تم تحديثه بالكامل، من المداخل والساحات الخارجية ومواقف السيارات، والكافتيريا، وزيادة عدد غرف المرضى، وإستحداث قاعة بمساحة 110 م للإجتماعات، وتحديث قسم التوليد والخداج، وإستحداث أجنحة خاصة للمرضى.
وعلى صعيد الخدمات الاجتماعية، بين الدكتور السعد ان المستشفى دأب على تنظيم حملات طبية مجانية، بالتعاون مع صندوق الزكاة التابع لوزارة الاوقاف، في العاصمة عمان، ومختلف محافظات المملكة، تم خلالها معالجة الاف الحالات المرضية للمحتاجين، وتقديم الدواء لهم، بشكل مجاني بالكامل .
واضاف السعد ان ادارة المستشفى عملت على استقدام وفود طبية اجنبية متخصصة، كالوفد الطبي الفرنسي، الذي قام خلال عام
2018 باجراء 143 عملية جراحية مميزة للاطفال، في مجال جراحة العظام بشكل مجاني .
ونتيجة هذه الجهود المتميزة، بين د. السعد ان نسبة التغيير الإيجابي زادت بشكل ملحوظ للغاية، من حيث نسب الاشغال
التي ارتفعت في العام الحالي 2018، الى 80 %، مقارنة بالعام 2017 التي كانت 30 %، وكذلك ارتفعت ايرادات المستشفى بشكل كبير ، فيما تمكنت ادارته من تحقيق نسبة وفر بلغت 297% .
وحول الطموحات المستقبلية لادارة المستشفى، قال د. السعد، ان العمل جار على توسعة المستشفى لان نسبة اشغاله وصلت الى
80% بالمائة، ما يتطلب زيادة عدد الاسرة، وكذلك العمل على ادخال خدمة القسطرة القلبية، وجهاز الرنين المغناطيسي.
واكد السعد، ان طموح ادارة مستشفى المقاصد لا يقف عند حد، مبينا ان ادارته تسعى للحصول على الاعتمادية الدولية التي يعمل المستشفى وفق معاييرها المعتمدة عالميا، كذلك فان ادارة المستشفى ستعمل على استخدام الطاقة الشمسية بدل الكهربائية في مرافق المستشفى، الامر الذي يقلص الكثير من الكلف، وايضا العمل على زيادة عدد وحدات غسيل الكلى من 6 وحدات الى 12 وحدة.