راكان السعايدة
ندخل مكتب رئاسة تحرير «الرأي» بهمة عالية، وعزم لا يلين،
ندخلها وبيدنا خطة وحلم، نريدهما واقعاً ملموساً، ويغرينا
في ذلك سلة من خبرات وطاقات حرفية شابة نذرت نفسها
للرأي وللمهنة.
اليوم، نريد «الرأي» سنديانة وطنيّة تغوص عميقاً، فتخرج
بيديها معالجات صحفية جادة، تشبع حاجة الناس، وتجيب على أسئلتهم، نريدها
قاطرة إعلاميّة، تصمد في وجه التحديات ثم تحيلها إلى فرص، ومواد صحفية جادة.
ندرك يقيناً أننا ندخلها من بوابة مختلفة، ندخلها والإعلام الوطني يواجه صعوبات
ماليّة، والأهم مهنيّة، والورقي، تحديداً، يعاني تحديات وتعقيدات جمة، منها الذاتي
ومنها الموضوعي.
و«الرأي» ليست استثناءً في سياق تلك التحديات والتعقيدات المتشابكة، غير أن
المختلف، أن قيض لها مجلس إدارة وإدارة تنفيذيّة، تشتبكان، يومياً، مع التفاصيل،
في مسعى جاد للارتقاء بمخرجاتها ومعالجاتها، في إطار من رؤية صحافية منحازة
للأردن وناسه، تسعى بهدوء لإحداث الفارق اللازم في مسار الصحيفة؛ مالياً وإدارياً.
مهنيا، تتكئ «الرأي» على قدرات وإمكانات صحفيّة متميزة يتوافر عليها زميلات وزملاء
ينتظرون بيئة مناسبة، وفرصة حقيقيّة، ليعيدوا الانطلاق بروحيّة جديدة، ورؤية
تطويريّة تكرّس تميزها، وتعلي من مكانتها الإعلاميّة والوطني
الأساس في ذلك، القاعدة الذهبيّة التي قوامها «المهنيّة والموضوعيّة» وفي نتيجتها
المصداقية، وهي قاعدة ستحكم اشتباكنا مع القضايا الوطنيّة والإقليميّة والدوليّة،
وتحدد طبيعة المحتوى الذي سنقدمه للقارئ، ويليق به، يحترم عقله ووعيه، أكانت
اهتماماته سياسيّة أم اقتصاديّة أو خدميّة أم اجتماعيّة أم ثقافيّة أم رياضيّة.
فـ «الرأي» ستكون حاضرة في كل زوايا الوطن، مدنه وقراه ومخيماته وبواديه، ومع
المغتربين وبالقرب منهم، تنقل آلام الناس وأوجاعهم، كما تنقل آمالهم
وطموحاتهم، فواجبنا ورسالتنا المهنية أن نضع الهموم والأماني بين يدي صانع القرار،
وكل مستويات المسؤولية.. نتابع مقدار الاهتمام بها، والمعالجات التي تمت عليها.
نكتب الخبر والتقرير والتحقيق بلغة راقية محترمة، لأننا نميز، ويجب أن نميز، بين «عنف
اللفظ» و”عنف المعنى»، ولن نقع ضحية الشائعات والمناكفات وتصفية الحسابات، ولن
يكون لمصالحنا الخاصة مكان، فالمصلحة وطنية بحتة، وهي النبراس الذي به نهتدي.
وسنميز بين الرأي الموضوعي الذي يقدم تحليلًا منطقيًا، وموقفًا ناضجًا واعيًا، وفكرة
معتبرة، وذلك الانفعالي الشعبوي أو الانشائي، الذي لا يضيف قيمة بقدر ما يخلق
التباسات وتشوهات في الوعي، لأن الأصل في الرأي والتعبير أن يُبنى على فهم عميق
ودقيق للقضايا الداخلية والخارجية، وتشابكاتها وتقاطعاتها وتضادها.
«الرأي» الورقية، بعون االله، ستقدم وجبة يومية ذات وزن وقيمة، الأولوية فيها للبحث
في خلفيات الأخبار وتحليلها، وفي تقارير وتحقيقات ومقابلات نوعية ومؤثرة، وإعلام
«الرأي» الرقمي (موقع إلكتروني و«تواصل اجتماعي») سيثبت جدارته وتميزه وتنوع
محتواه واختلافه عن محتوى الرأي الورقي
نأخذ كل ما سبق بالاعتبار ونحن نقيم ونحلل واقع الإعلام الوطني، وعلى نحو يجعلنا
أكثر إصرارًا على التغيير النوعي والإيجابي، لقناعة ويقين أن الإعلام أداة «القوة الناعمة»
الرئيسية، إن لم يكن أهم أدواتها على الإطلاق.
«الرأي» صحيفة الدولة، الدولة بكل مكوناتها وناسها، معنية أن تنهض وتحلق، وعندما
نقول صحيفة الدولة، فاننا نعي ونعني تمامًا ما نقول، فهي للوطن، كل الوطن،
ومنصة فرص للشباب، وللرأي والرأي الآخر، بحكمة واتزان ومسؤولية، وبمهنية وحرفية.