مصطفى الشبول
أمثال شعبية قديمة ومقولات وحِكَم كنا لا نأخذ لها بالاً ولا أي اعتبار ، وكانت تمر على مسامعنا مرور الكرام فقط ، لكن مع الأيام و التجارب أثبتت بأنها صحيحة بعض الشيء ، فمثلاً كنا نسمع بقول : بأن ابن العم لازم ينَزّل بنت عمه عن ظهر الفرس … ومن توابع هذا القول أو المثل هو عندما يقوم أحد الشباب بطلب يد أحد الفتيات يكون جواب الأهل : والله محجوزة لأبن عمها ، أو مقري فاتحيتها على ابن عمها وهم صغار … وربما أن هذه العادة اندثرت وباتت مفقودة بعض الشيء وذلك من باب انه جيزة القرايب بتسبب مشاكل أو على قول الدم ثقيل على بعضه ، فقد أصبح الابتعاد عن زواج البنت من ابن عمها أو ابن خالها أسلم للمشاكل والخلافات وأريح للرأس ، لكن ما تَحَدّث به أحد الشباب (الذي لم يتزوج من أقاربه) قبل أيام في أحد الجلسات بعد أن قام بعمل مقارنة بينه وبين أخوه المتزوج من بنت عمه كان فيه شيء من الصواب وربما أزاح مؤشر البوصلة قليلاً ودخل كلامه أذهان معظم الجالسين ووصلوا لدرجة شبه الاقتناع … فقد قال: بأن زواج أخيه من بنت عمه دمج له معظم المناسبات كون التهنئة واحدة والنقوط واحد والعزومة واحدة حتى العزاء واحد لأنهم ضمن دائرة القرابة الواحدة (من نفس العلبة)… وذلك في ضل الإفراط بخلق المناسبات والمبالغة فيها بشكل لا يوصف والتي يترتب عليها التزامات وتكاليف لا تحتمل … فقد أصبح من أراد الذهاب لأداء مناسك العمرة يريد وداعاً واستقبالاً ، ومن تقوم بعمل ربط معدة بسبب وزنها الزائد تحتاج لزيارة وطلّه بالمستشفى وزيارة بالبيت ، عدا عن أعياد الميلاد لأبن السنة والسنتين والشهر والشهرين، وفلان طهّر ابنه بده طلّه ، وفلانه وقعت صرة أبنها بدها طلّه ، وفلانه اشترت جلّاية بدها زيارة وتهنئة، و و و ….الخ .
فنقول بان التزاور والتواصل بين الناس جميل ورائع لكن لا يشترط فيه الهدايا (والطلّات) فكم من فقير حُرم وأنقطع عن الناس بسبب عدم وجود ثمن الهدية ، وكم من فقير استدان وغرق بالدين وقطع عن نفسه و من مصروف بيته حتى يؤَمن ثمن الهدايا والزيارات ، فلا نلتفت لمثل هذه الأشياء ولا ندقق على فلان شو جاب معه هدية ولا على فلانة قديش رمت مصاري ، ولا على علان شو فات بيده… (فالماء يبقى ماء سواء قدمته في أكواب من ذهب أو أكواب من فخار ، فكن أنت الماء الذي لا يتأثر بالمظاهر )..
وقال شو: البنت محجوزة لأبن عمها مشان ما تطلع الورثة بَرّه أو لواحد غريب…