الاحتلال يهدم عشرات المنازل ويشرد مئات المقدسيين
صادقت المحكمة المركزية بالقدس المحتلة على هدم عشرات المنازل في بلدة سلوان بحجة تواجدها في نفوذ مخطط المناطق والحدائق الطبيعية، وذلك بعد أن ردت المحكمة الاستئناف الذي قدمه أصحاب المنازل التي يقطنها المئات ويواجهون خطر التشريد والترحيل.
ووفقا لصحيفة «هآرتس»، فإن المحكمة ردت قبل أسبوعين الاستئناف الذي قدمه الأهالي في سلوان والحي السكني وادي ياصول، وصادقت على طلب بلدية الاحتلال بهدم عشرات منازل للفلسطينيين الموجودة ضمن مخطط الحدائق الطبيعية «غابة السلام».
وفي المقابل، طلبت البلدية استثناء البؤر الاستيطانية ومنازل المستوطنين المتواجدة في نفس المنطقة، التي استولت عليها جمعية «العاد» الاستيطانية والمبادرة لمشاريع استيطانية بذريعة تطوير السياحة في المنطقة.
واشارت الصحيفة إلى أنه يوجد في تلك المنطقة 60 مبنى يعيش فيها أكثر من 500 فلسطيني. وتقع المنطقة بين سلوان وأبو طور، حيث بنيت تلك المنازل دون تصاريح بناء، بسبب صعوبة الحصول عليها. حيث أجبر السكان على البناء بدون الحصول على التصاريح اللازمة. وأشارت الصحيفة إلى أنه في عام 2008 رفضت خطة من قبل بلدية القدس لبناء المنطقة من جديد بهدف إنهاء قضية البناء غير القانوني.
وذكرت الصحيفة، أن حي وادي ياصول المتواجد بين سلوان وأبو الطور، يتواجد به عشرات المنازل التي يقطنها مئات الفلسطينيين، حيث أقيمت المنازل بظل رفض بلدية الاحتلال منح التراخيص للمقدسيين لإقامة وبناء المنازل، حيث اضطر سكان الحي للبناء المنازل دون تراخيص، علما أن الحصول على تراخيص بناء بالقدس المحتلة مهملة مستحيلة بسبب نهج بلدية الاحتلال التي تدفع من خلال ذلك السكان للهجرة القسرية، مثلما قال المواطن وليد شويكي الذي يسكن بالحي وصدر إخطار بهدم منزله.
ووفقا لسكان الحي، فقد تسبب نهج لجنة التنظيم والبناء وسياسية بلدية الاحتلال بخلق أحياء سكينة غير مرخصة من وجهة نظر القانون الإسرائيلي، وفي حي وادي ياصول، اضطر الأهالي لبناء 60 منزلا دون الحصول على تراخيص والتي صادر بحقها إخطارات هدم بموجب المخطط الهيكلي القطري للتحريش والغابات «تاما 22».
وفي مقابل ذلك، تعمل بلدية الاحتلال لشرعنة البؤر الاستيطانية ومنازل المستوطنين التي وضعت جمعية «إلعاد» اليد عليها، وتتواجد في ذات المنطقة التي تعتبر مناطق خضراء وأحراش، حيث قامت الجمعية ببناء مشاريع سياحية دون تراخيص، وشرعت بتحضير خارطة مفصلة لتقدم لبلدية الاحتلال ولجنة التنظيم للمصادقة عليها ومنع الهدم، وسيتم بغضون الأيام المقبلة التداول في المخطط الهيكلي للجمعية الاستيطانية، حيث من المتوقع المصادقة عليه ومنع الهدم رغم أن المباني أقيمت ضمن نفوذ ما يسمى «غابة السلام».
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس الأحد، 18 فلسطينيا بالضفة والقدس المحتلتين بينهم المحافظ عدنان غيث. واعتقلت شرطة الاحتلال المحافظ غيث من منزله في سلوان، واقتادته إلى أحد مراكزها للتحقيق معه، بالإضافة إلى أربعة شبان من العيساوية.
وفي محافظة نابلس، أصيب عشرات الطلبة بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال صوب مدرسة عوريف الثانوية، خلال هجومها على المدرسة، وجرى إسعافهم ميدانيا، فيما نقل أحد الطلبة للمركز الصحي في القرية، لتلقي العلاج.
بينما في قطاع غزة، أصيب صياد برصاص بحرية الاحتلال، عقب مطاردة قاربه في بحر منطقة السودانية على بعد نحو ثلاثة أميال، ما أدى إلى إصابته بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في رقبته وظهره، وتم نقله إلى مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، لتلقي العلاج، ووصفت حالته بالمتوسطة.
في سياق آخر، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن حديث رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو حول فرض السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية لن يؤذي خطة واشنطن المنتظرة للسلام.
وفي حديث لقناة «سي إن إن» قال: «أعتقد أن الرؤية التي سنعرضها ستختلف كثيرا عن النموذج المتبع سابقا. كانت لدينا أفكار عديدة لمدة 40 عاما، ولم تحقق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين… فكرتنا هي عرض رؤية تضم أفكارا جديدة مختلفة ومتميزة، وتحاول إعادة تأطير وحل مشكلة كانت مستعصية».
وفي تصريحات خلال الأيام السابقة للانتخابات، قال نتنياهو إنه ينوي فرض القانون الإسرائيلي بالتدريج على جميع المستوطنات، ويأمل بأن يتمكن فعل ذلك بموافقة الولايات المتحدة. وتعهد نتنياهو بالحفاظ على السيطرة الأمنية الإسرائيلية على الضفة الغربية وجعل الحكم الإسرائيلي على أكثر من 40 ألف يهودي في المستوطنات رسميا، على ألا يقتصر ذلك على الكتل الاستيطانية الكبرى، بل وينطبق على المستوطنات المعزولة أيضا. وفي وقت سابق وعد البيت الأبيض بإعلان خطته للسلام بعد الانتخابات في إسرائيل، التي جرت الأسبوع الماضي. (وكالات)