أنباء عن انسحابات في قوائم الإسلاميين الانتخابية
يحيط المطبخ الانتخابي لدى الاخوان « غير القانونية « الانباء التي تتردد حول انسحابات مرشحين من قوائمه الانتخابية، في سرية تامة ويرفع اسوارا من الكتمان على تفاصيل وحيثيات واسباب هذه الانسحابات التي نسمع انها بدأت تتوالى خلال الايام الماضية دون أي رد فعل علني من قبل المعنيين بالملف الانتخابي.
في الانباء المتواترة حول هذا الملف يتوقع ان نسمع عن المزيد من حالات الانسحابات من قوائم الاخوان المسلمين من قبل متحالفين معهم تحت مايسمى بـ «قوائم التحالف الوطني « العنوان الذي اتخذه مطية لاعادة التموضع وجذب المرشحين والناخب الاردني نحو قوائمهم التي توحي للوهلة الاولى بمدى انسجامهم مع تنوع المجتمع الاردني وتشير -نوعا ما- لمدى قبولهم .
لا شك ان المنسحبين ادركوا بعد التعامل عن قرب مع الاخوان «بما يخص جزئية الانتخابات» ان انفتاحهم شكلي وهدفه تحقيق مصلحتهم اولا بالحصول على اكبر عدد من المقاعد عن طريق المتحالفين وبخاصة مرشحي الكوتات، ووجدوا انفسهم «المتحالفين» اداة وفقاعة اعلامية بيد الاخوان بعد اكتشافهم التوجهات الحقيقية في عقلية الاخوان بخصوصهم باعتبارهم مرشحين ضعفاء عبارة عن تكملة وحشوات، وعلى هذا الاساس فان التصويت سيكون لاعضاء الجماعة المنظمين فقط باعتبارهم المفضلين والصفوة بعيدا عن المعنى الحقيقي المفترض للتحالف اعلاه .
في تشكيلة قوائم الاخوان برزت تساؤلات من نوع كيف يتم التحالف مثلا مع انصار الرئيس السوري بشار الاسد فيما موقف الاخوان واضح ومعلن منه منذ سنوات، وان الاجابة الوحيدة لمثل هذه التحالفات ان الاخوان ركضوا خلف مصالحهم وبالتالي السقوط امام اختبارات المصالح الضيقة واصبحت المبادىء والقيم الكبرى التي يتغنوا بها مجرد شعارات فارغة.
وتبرز في سلوك مرشحين في هذه القوائم مواقف من نوع براغماتي اقرب للميكافلية ، اذ تسببت صورة لمرشح في هذه القوائم لاحدى الدوائر القريبة من عمان ظهر فيها وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية الجدل حولها بالنظر الى ان القضية الفلسطينية غابت عن اجندة الاخوان خلال سنوات ما يسمى الربيع العربي فيما يتم اليوم استغلال القضية ودغدغة عواطف الناس رافضين جمهور المتابعين والناخبين ان تكون قضايا فلسطين والدين وسيلة للدعاية واستعطاف الناخبين على قاعدة ان المشروع الوطني الاردني يعتبر فلسطين من اولى قضايا الاردن، وهذا امر لا يختلف عليه اثنان، ومكتوب ليس بعهود ومواثيق، بل بدماء الشهداء التي روت ارض فلسطين والقدس ، فلا مزاودة على اي مواطن بهذا الموضوع .
وتعليقا على صورة ذلك المرشح كتب احد المواطنين على صفحته على الفيس بوك « مُؤسف أن تَجِد دعاية مُرشح أكبر الأحزاب في الأردن «جبهة العمل الإسلامي» بهذا المستوى من التجارة بقضايا الأمّة ودِينها، ومُثْقلةً بكل هذه الأقنعة، فلا مُبرِّر أبداً لأن تَضَعْ قَضايا الأمّة تَمائِمْ على جَسَد المرشّح ودعايةَ انتخابيةً للحِزب؛ لتسحر بها الناخبين، وهذه قضاياهم بالفطرة، فكأن الحزب يقول عن مرشحيه (من لا ينتخبهم «كافر»، و»عميل»، و»صهيوني» .
وكتب اخر قائلا « الدين والقُدس ليست دعاية تُحصَد بها الأصوات، وليست رَغيفَ خُبزٍ يُحْلَف عليه، وليست «مرياع» تَظُنُّ فيه أن الناسَ «غنم» من حولك، فكلُّ شَخصٍ في وَطَنِنا عِندَهُ مكانة كبيرة للدين وللقدس في وِجْدانِه وقَلبه، ومَكانتها ومساحتها لا تقوى على حملها «لفحة»، أو يستطيع استيعابَها «بروشور انتخابي».
ملف الانسحابات يبقى حاضرا على طاولة « المطبخ الاخواني الانتخابي» للتعامل معه لاسيما وان استراتيجية الجماعة والحزب الانتخابية ارتكزت على اقامة تحالفات انتخابية واسعة مع شخصيات وطنية وعشائرية في محاولة منها لخلق هالة اعلامية وتضخيم صورتها في المشهد الانتخابي وطرح شعارات وطنية في حملتها الدعائية وذلك في سعي منها لتحصيل شرعية انتخابية وحماية عشائرية كتعويض عن فقدانها لشرعيتها القانونية.