
عبدالله علي العسولي
سهرة في رحاب الذكريات مع الشيخ الجليل( عبده الحاج فاضل الخطاطبه )اطال الله في عمره
غارت به رحلة الشوق في صميم الذكريات لينتشل من شواطئها قصص وحكايات رسمت حقبا من الزمن الفائت فتراه يتنهد مره ويسرح في سردها مرة اخرى ,رسمت سني عمره على وجهه كد وتعب سنين وعلى عكاكيزه التي حملت جسده المتعب والذي هدّه الكدّ فنال منه ما نال ,ليستقبلنا انا واخواني بترحابه المعهود والذي عرفه ابناء جيله الذين تناقصدت اعدادهم اليوم الى أن كادت أن تتلاشى – استقبلنا وعلى محياه ابتسامة غلفها حزن على ما آل اليه من وهن وضعف – ينظر الينا وفي عينه دمعة لاجها البياض لتلمع في وجه الحضور نقاءا ومحبة
أسرجت سني عمره فشقت طريقها لتصل الى ما يقارب المئة عام ,
نجلس امامه لنترشف من فيض خبرته بعضاً من فصولٍ جمعته مع والدي رحمه الله والذي كانت تربطه به ذكريات كثيرة, جمعتهم فتألفت قلوبهم فترافقا في مشاوير عدّة فيها من الشقاء والتعب ما جعلتها تهون امام علاقتهم الأخوية والتي كانت تفتت التعب والكد الى شوقاً والفةً ومحبة
(هذا خالي فلُيرني امرؤ خاله) – انه خالي( عبده الحاج فاضل الخطاطبة ابو فاضل ) ذو المئة عام والذي كان بيته مجمعاً للمزارعين في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي – تتجتمع الفلاحين امام منزله الذي بُني من الطين داخل مزرعته الجميلة والتي بان عليها تعبه وتفانيه في خدمتها , يجتمعون في منطقةً تسمى (المرّبه) يتبادلون الاحاديث فتسمع ضحكاتهم قبل أن تراهم عندما تمر من الطريق التي تكشفهم وهم يصنعون محاريث دوابهم وكلّهم تضحك قلوبهم قبل أن تضحك شفاههم
خالي ابو فاضل جمعتنا به سهرة أنس سرد لنا فيها من كتابه الذي يُسمع ولا يُقرأ,والذي الّفته سني عمره الماضية — يختزله في صدره يبوح ببعضه عندما تداهمه الذكريات
ابو فاضل تاريخ يُحكي وقصص زمان تُسمع ومكان يتربع امام ناضريه لترسم ذاكرته التي لم توهنها سني عمره فيضاً من الأحداث في ذلك العصر
جلسةٌ غمرها الشوق والمحبة في سهرة تاريخية فضفض فيها بعضا من ارثه المختزل في قلبه ووجدانه
نِعم الخال أنت ونِعم صديق والدي أنت ونِعم المحبة والود الصادق الذي عمر قلبك الدافئ
سيبقى الشوق يقودني الى لقاءك لأحلّق في فضاء ذكرياتك ,أقتنص منها جميل محطات حياتك الزاخرة بالعطاء
أطال الله في عمرك ايها الشيخ الجليل وحفظ ذاكرتك وصحتك وعمرك لتبقى لنا مرجعا كلما هفّنا الشوق الى حنين الماضي