مصطفى الشبول
طلعت النتائج
دخلت الأم إلى غرفة ابنتها طالبة الثانوية العامة (التوجيهي) قبل إعلان النتائج فلم تجدها ، ووجدت رسالة ملصقة على باب الغرفة من الداخل ، وكان مكتوب فيها :
أمي الحبيبة .. بندم وأسف شديد.. أخبرك أني قد هربت مع صديقي بالمدرسة لأني وجدت معه الحب الحقيقي فهو لطيف جداً ، وأنا متزوجة منه منذ ثلاثة شهور …وقد قال لي : بأننا سنكون سعيدين جداً في حياتنا ، كما قررنا أن نعيش معاً إلى الأبد ،وسنحقق كل أحلامنا ، ولقد أخبرني أن الحشيش الذي يأخذه لا يضر ولا يؤذي ، وأن المخدرات التي يتعاطاها فيها متعة كبيرة ، ووعدني أن لا يدخل السجن مجدداً بعدما هرب منه بتهمة القتل ،لا تقلقي يا أمي لقد أصبحت راشدة وأنا أعلم كيف أعتني بنفسي وأولادي ، وفي يوم ما سأزورك لتتعرفي على أحفادك …. ابنتك المحبة..
ملاحظة أخيرة قبل ختام الرسالة ، أمي الحبيبة : أنا بمزح معك …أنا مختبئ بالخزانة فقط أردت أن أريك بأنه يوجد في الحياة أمور أسوأ من نتائج الامتحانات … أمي الحبيبة: النتيجة طلعت وأنا راسبة … فرحت الأم بهذه الملاحظة وطلبت من ابنتها أن تخرج من الخزانة وحضنتها وقالت بفرح : الحمد لله ، إن شاء الله عمرك ما تنجحي ودموع الفرح تسقط من الأم وابنتها.
ربما أن هذه القصة وهميه ولم تحدث بالفعل، لكنها تحمل إشارات ورسائل رائعة ، فالدنيا لا تقف ولا تنتهي عند نتائج التوجيهي ، فالنجاح جميل و فضائه واسع وليس محصوراً بمجال واحد ، ولا يشترط النجاح في أي شيء من المرة الأولى ، فإذا قصّر في أول مرة فمجال التعويض موجود ، فكم من إنسان نجح في حياته بعد عدة محاولات باءت بالفشل ، وكم من دكتور ومسؤول على رأس عمله لم ينجح من المرة الأولى ، نحن نعرف أن أهالي الطلاب يعيشون على أعصابهم في هذه الفترة حتى صدور النتائج لكن ليعلموا أن أحوالهم ليست بأفضل من أحوال أبنائهم النفسية …
فالأفضل أن ننشر الأمل في نفوس طلابنا وأن نبث التفاؤل في أرواحهم ، وأن نطلق الطمأنينة بينهم و نخبرهم بأن الفرج قريب وان ما بعد العسر يكون يسرا… وأن نكف عن إسماعهم بعض الكلام الجارح من تهديد ووعيد مثل (معك لفضاة البال من هون للنتائج ، أضحك بكرا بتطلع النتائج ومنشوف مين اللي بده يضحك ….).