أكدت الأرقام الرسمية بأن عام 2018 شهد أقل عدد من جرائم القتل المرتكبة ضد الذكور والإناث منذ عشر سنوات بما فيها جرائم القتل الأسرية بحق النساء والفتيات حيث وقعت سبع جرائم خلال أول 10 أشهر من عام 2018، إلا أنه ووفقاً للرصد الذي تقوم به “تضامن” للجرائم المنشورة في وسائل الإعلام المختلفة فقد ارتفعت جرائم القتل الأسرية بحق النساء والفتيات منذ بداية عام 2019 لتصل الى 17 جريمة.
ارتفاع جرائم القتل الأسرية بحق النساء والفتيات في الأردن الى 17 جريمة منذ بداية 2019
وتشير “تضامن” الى أن هذه الجرائم تم رصدها من وسائل الإعلام المختلفة وتأسف لحدوثها ولحدوث أي جريمة قتل مهما كانت، وأن جميع هذه الجرائم لا زالت في مرحلة التحقيق ولم تصدر أية أحكام إدانة فيها أو في بعضها، كما لا يمكن تحديد أي من هذه الجرائم على أنها جرائم بذريعة “الشرف” تبعاً لذلك.
وفي التفاصيل، وقعت خلال شهر آب الحالي جريمتي قتل، فبتاريخ 4/8/2019 أقدم أخ على قتل أخته الثلاثينية ضرباً بآداة حادة في محافظة الرمثا، وبتاريخ 13/8/2019 باشرت الأجهزة الأمنية التحقيق بوفاة فتاة عشرينية بظروف غامضة في محافظة إربد.
وخلال شهر تموز وقعت 6 جرائم قتل أسرية بحق النساء والفتيات، فبتاريخ 3/7/2019 قام شخص بإغراق إبنه اخيه (15 عاماً) في قناة الملك عبدالله في منطقة العدسية، كما أقدم شاب يبلغ من العمر 25 عاماً على قتل شقيقته (24 عاماً) خنقاً في محافظة الكرك بتاريخ 10/7/2019. وعثر فجر الأحد 21/7/2019 على جثة سيدة في الخمسينيات من عمرها داخل منزلها في منطقة جبل اللويبدة، فيما عثر يوم 20/7/2019 على جثة سيدة في الثمانينيات من عمرها داخل منزلها في جبل عمان، كما قتلت سيدة أخرى بسلاح طليقها داخل منزلها في منطقة الدوار الخامس مدعياً في البداية إنتحارها، وبتاريخ 28/7/2019 إدعى زوج بتغيب زوجته عن المنزل ليتبين من التحقيقات قيامه بقتلها خنقاً بواسطة يديه وأخفى جثتها في برميل بلاستيك غمره بخلطة إسمنتية وذلك في منطقة القويسمة في العاصمة عمان.
وخلال حزيران 2019 وقعت 3 جرائم قتل أسرية، حيث أقدم شخص على قتل طليقته وأمها (خمسينية) وأصاب والدها بتاريخ 11/6/2019 طعناً بآداة حادة في منزلهم في الشونة الشمالية بمحافظة إربد، وبتاريخ 10/6/2019 أقدم شاب على قتل أخته (35 عاماً) في منزل ذدويها بمحافظة جرش، وذلك عن طريق سكب مادة بترولية على جسدها، وإعترف لاحقاً بقتلها إثر خلافات عائلية بعد الإدعاء بإنتحارها.
هذا ووقعت جريمة واحدة خلال شهر نيسان، في منطقة وادي الحجر بمحافظة الزرقاء، حيث أقدم الزوج على طعن زوجته الثلاثينية بآداة حادة إثر خلافات عائلية، وأصابها بجروح بليغة ولاذ بالفرار، إلا أنها للأسف توفيت متأثرة بإصابتها في اليوم التالي.
وخلال شهر آذار وقعت 4 جرائم قتل بحق النساء راح ضحيتها إمرأة وزوجها الى جانب ثلاث فتيات أخريات، حيث عثرت الأجهزة الأمنية على جثة فتاة (16 عاماً) داخل منزل ذويها في محافظة جرش، كما عثرت على جثة فتاة عشرينية داخل منزل ذويها أيضاً تعرضت للإصابة بعيار ناري في منطقة الصدر في منطقة القويسمة بمحافظة العاصمة، فيما تم العثور على جثتين لرجل وإمرأة عليهما آثار أعيرة نارية داخل منزل في منطقة خريبة السوق بمحافظة العاصمة أيضاً، وأقدم شقيق (16 عاماً) على قتل أخته (13 عاماً) عن طريق خنقها إثر خلاف عائلي في محافظة البلقاء. وفي شهر كانون ثاني وقعت جريمة واحدة حيث أقدم زوج على قتل زوجته العشرينية عن طريق خنقها بكتم النفس وذلك في منطقة القويسمة بمحافظة العاصمة.
وتشير “تضامن” الى أن تشديد العقوبات على مرتكبي الجرائم ضد النساء والفتيات والطفلات، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، لن يكون كافياً لوحده للحد و/أو منه هكذا جرائم ما لم تتخذ إجراءات وقائية تمنع حدوث الجرائم وعلى كافة المستويات بدءاً من الأسرة ومحيطها.
إن الحماية من العنف وأشد أنواع العنف قساواة ألا وهو القتل، تتطلب إجراءات وقائية تعالج الشكاوى الواردة لمختلف الجهات المعنية وتأخذها على محمل الجد، وتدعو “تضامن” الى تكثيف العمل على برامج إرشاد ومساعدة إجتماعية وصحية وقانونية، مع التركيز على الجانب النفسي الذي لم يأخذ الإهتمام اللازم بإعتباره مؤشراً هاماً من مؤشرات إحتمالية إستخدام الفرد للعنف بكافة أشكاله وأساليبه. وتطالب “تضامن” بتوفير برامج الإرشاد والعلاج النفسي مجاناً وفي جميع محافظات المملكة.
كما أن الجانب الإقتصادي وفي ظل الظروف الحالية يدعونا الى التوسع في تقديم الخدمات الإرشادية لتشمل الجوانب المالية والمهنية، من خلال تقديم الإقتراحات والحلول لطالبي الخدمة فيما يتعلق بوسائل وطرق التوفيق ما بين متطلبات المعيشة اليومية للأسرة والدخل الذي تحصل عليه، وتوجيههم ذكوراً وإناثاً لتفادي العقبات والمشكلات التي قد تعترضهم في سبيل وقف دائرة العنف المرتبطة بهذا الجانب. ولا بد من تفعيل أنماط التحكيم الإجتماعي كبرامج التوفيق العائلي والوساطة الأسرية لحل الأزمات والمشكلات العائلية قبل وقوع الجرائم والتي لها دور هام وحاسم في منع العنف ضمن إطار الوقاية، وعدم الإنتظار لحين وقوع الجرائم لكي تبدأ الوساطة والإجراءات الصلحية والعشائرية.
جرائم القتل المرتكبة ضد الذكور والإناث خلال عام 2018 هي الأقل منذ عشر سنوات
يذكر بأنه تراجعت بشكل كبير خلال عام 2018 جرائم القتل المرتكبة في الأردن ضد الذكور والإناث، كما تراجعت جرائم الشروع بالقتل، فقد أظهر التقرير الإحصائي السنوي لعام 2018 والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة تراجع جرائم القتل بنسبة 30% وتراجع جرائم الشروع بالقتل بنسبة 20.4% مقارنة مع عام 2017.
وتشير “تضامن” الى أن جرائم القتل بأنواعه (القصد والعمد والضرب المفضي للموت) والمرتكبة ضد الذكور والإناث خلال عام 2018 هي الأقل منذ عام 2008 أي قبل 10 سنوات (وهي أقدم إحصاءات منشورة)، حيث أرتكبت 89 جريمة قتل خلال عام 2018، فيما أرتكبت 127 جريمة عام 2017، و 133 جريمة عام 2016، و 159 جريمة عام 2015، و 176 جريمة عام 2014، و 144 جريمة عام 2013، و 153 جريمة عام 2012، و 133 جريمة عام 2011، و 109 جرائم عام 2010، و 91 جريمة عام 2009، واخيراً 100 جريمة عام 2008.