* الرزاز: الحكومة بحاجة دور المؤسسات البحثية للمساعدة في اتخاذ القرارات وتقييمها
* الرزاز: نتمنى أن تكون موجودة كمؤشرات للرصد والتقييم في مختلف المجالات
* الرزاز: ما نقوم به هو الانتقال من الثقافة الريعية إلى ثقافة تقييم الإنتاج والأداء
أكد رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز أهمية الدور المناط بالمراكز والمؤسسات البحثية في دراسة التحديات والأزمات والظواهر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وتقع توصيات لصنّاع القرار على مختلف المستويات للتعامل معها ضمن أسس علمية.
وشدد الرزاز، خلال لقائه في دار رئاسة الوزراء اليوم الاثنين عدداً من القيادات الفكرية ومدراء مؤسسات ومراكز بحثية، على أن الحكومة، وعلى مختلف المستويات التنفيذية، بحاجة لدور المؤسسات والمراكز البحثية، في إعداد دراسات ومسوحات مسبقة تساعد في اتخاذ القرارات، أو تقييم القرارات المعمول بها وجدواها.
وقال إن الحكومة وضعت برنامج أولويات مرتبط بإطار زمني ومؤشرات لقياس الأداء يعرّضها للرصد بهدف المساءلة، مضيفاً “نتمنى أن تكون هذه المنهجية موجودة لتقييم المؤشرات التي وضعتها الحكومة، وأيضاً أي مؤشرات أخرى يمكنها قياسها في التنمية الاقتصادية والحياة السياسة والعمل وحقوق الإنسان كمؤشرات للرصد والتقييم في مختلف المجالات”.
وأضاف الرزاز “أن هذه المراكز التي تضم خبرات وقامات علمية من الممكن أن تساعد الحكومة، التي لديها احتياجات وأولويات، في تقييمها وتقديم خيارات وبدائل”، لافتا في هذا الصدد، إلى أن رئاسة الوزراء تضم وحدة دعم القرار التي تنفذ دراسات مسبقة ووحدة تقييم الأداء، ولكنهما تحتاجان في كثير من القضايا إلى التواصل والتشاور مع مراكز الدراسات والأبحاث.
وجرى خلال اللقاء، الذي حضره عدد من الوزراء، استعراض جملة من قضايا الشأن الوطني، وفي مقدمتها أزمة إضراب المعلمين، وما نتج عنها من تعطّل للعملية التعليمية، والإضرار بحق الطلبة في التعليم.
وأكد رئيس الوزراء، في حديثه عن موقف الحكومة من استمرار إضراب المعلمين، أن هذه الحالة تختصر المشهد الأردني بكل أبعاده وتداعياته، لجهة الوضع المالي والاقتصادي الصعب على المواطن والحكومة على حدٍ سواء، مبينا أن المواطن لم يلمس تحسناً في وضعه المعيشي منذ سنوات فالتضخم في صعود دون انعكاس على الرواتب في القطاع العام، وهناك ايضاً ضعف النمو الذي ينعكس في القطاع الخاص، إلى جانب وضع مالي للحكومة التي تعاني من عجز في الموازنة والتحدي في كيفية إغلاقه وتجاوزه، وهو ما يطرح سؤالاً حول الأولويات.
وأضاف: أن أزمة المعلمين هي جزء مما يعانيه أداء القطاع العام، ورغم خصوصية بعض القطاعات، مثل التربية والتعليم والصحة، والإدراك للمشكلة المالية، إلا أن السؤال: “هل يستمر الحال على ما هو عليه، أم نطلق نقلة نوعية في القطاع العام، والتي لن تكون سهلة وقد تواجه معارضة”، موضحاً “أن ما نقوم به هو الانتقال من الثقافة الريعية إلى ثقافة تقييم الإنتاج والأداء”.
ولفت الرزاز إلى أنه ليس هناك حلول سهلة ولا حلول آنية لهذه الأزمة، لكن ناقوس الطلبة والمدارس هو المحرك الأساس للعمل، مؤكداً “أن نَفَس الحكومة طويل في الحوار للوصول الى حل، لكن وجود الطلبة خارج مقاعد الدراسة يضع مسؤولية على الجميع؛ الحكومة، وأيضاً مجلس نقابة المعلمين، الذي من منطلق المسؤولية نتمنى أن يشعر أنه في نهاية المطاف لا يمكن استمرار هذه الحالة”.
من جهتهم، تناول الحضور، في مداخلات لهم، عدداً من القضايا التي تهم الشأن العام، عارضين لمختلف وجهات النظر حولها، في إطار التقييم وطرح حلول وآليات مقترحة للتعامل مع المشاكل والتحديات التي تواجه الحكومة والمواطنين في جميع المجالات.
وأشاروا إلى أن مراكز الدراسات الاستراتيجية والمؤسسات البحثية وما تمثله من بيوت خبرة تضم قيادات فكرية، في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لها دور مساند في تسليط الضوء على الأزمات والمشاكل، من خلال التنبؤ بها قبل حدوثها أو تقديم معالجات لها بأفضل الطرق المستندة إلى العلمية والموضوعية.