مغزى أن يتسلّم جلالته جائزة رجل الدولة الباحث لعام 2019
أطبق الخناق الدولي على المراهقة السياسية في خليج كوكس،لإعتمادهم سلاح المنشار والنفي والقتل والسجن والتعذيب ،دون تفريق بين رجل عالم وشيخ دين أو إمرأة ناشطة،وإرتكازهم على حياكة المؤامرات الممولة من قوت شعوبهم ،وفرض العالم عزلة مشددة عليهم ،رغم غناهم وإمتدادهم الدولي بسبب رشاهم ومؤامراتهم ،وفرضهم حصارا شاملا على الشعب القطري الشقيق وشنّهم حربا شعواء على الشعب اليمني.
كما أنهم فرضوا حصارا ماليا وإقتصاديا على الأردن ،وإستمروا بالضغط التي تحتمل على جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ،كي يرضخ لمطالبهم وفي مقدمتها التنازل لهم عن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة،والموافقة على صفقة القرن التي يتبنونها مع الرئيس ترمب ،ووصل الأمر بهم إلى التنسيق مع “كيس النجاسة”حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو لإغتيال جلالته ،ولكن الله سلّم،وإنكشفت المؤامرة،وأخذوا يتوسلون البعيد قبل القريب كي يعفو عنهم جلالته .
في مثل هذه الظروف العصيبة شديدة الظلام والعتمة ،تظهر الحقائق جلية لتعلن عن نفسها وهي تشق العتمة وتخترق الظلام لتعلن عن نفسها،ردا على هرطقاتهم الجاهلة الغشيمة في ألف باء السياسة والدبلوماسية،وكرّم الله سبحانه وتعالى جلالته بالوزن الدولي أولا ،وبالإجماع الشعبي ثانيا،وبحسن الخطاب وفصاحة وبلاغة الخطابة ثالثا،إلى درجة انه وهو القادم من العالم الثالث الفقير ،وبالتحديد من دولة صغيرة وفقيرة،يشد إنتباه صناع القرار في العالم ،ويحاضر في أعتى جامعاتهم ،ويخاطبهم في أكبر محافلهم السياسية،ويطلبون منه النصح والإرشاد وهم يعلمون بحقيقة الوضع ،وأنه بحاجة للحصول على مساعدات ينعش بها إقتصاد بلده ،ومع ذلك يسبغون عليه أعلى درجات الإحترام ،في حين انهم ينظرون بعين الإهانة لمن يأتيهم محملا بالمليارات رشا لهم كي يصمتوا عن جرائمه.
رغم المليارات التي يحملها هؤلاء الأغبياء إلا ان الآخرين يتجاهلونهم ويعزلونهم في المحافل الدولية ويتجنبونهم قدر الإمكان،إلى درجة ان بن سلمان دفع رشوة كي يظهر في الصف الأول في ختام مؤتمر ال G20 في اليابان مؤخرا،ولا ننسى كيف تم تجاهله تماما في مؤتمر مماثل قبله،ووجد نفسه منبوذا مدحورا لأنه وعلى ما يبدو لم يتسنى له تقديم الرشوة لأحد.
أمس الخميس وفي عاصمة العالم السياسية نيويورك ،تسلّم جلالته أرفع جائزة عالمية لا يعرف كنهها إلى قلة قليلة في العالم ،وهي :جائزة رجل الدولة الباحث لعام 2019،ولا يعرف معناها إلا من له باع وذراع في مجال البحث والتمحيص وإستنباط النظريات وإتخاذ المواقف السليمة مضمونة النتائج.
فعلاوة على أنه ملك إبن ملك وتكفيه هذه وزيادة،وعلاوة على أنه الوصي على المقدسات العربية في القدس المحتلة،والوريث الشرعي والوحيد لحكم الحجاز المغتصب من قبل أبناء مردخاي بن أبراهام بن موشيه بنو القنينقاع ،بدعم من المندوب السامي البريطاني آنذاك السير بيرسي كوكس،فقد حاز بالأمس على أرفع درجة تجمع بين السياسة والحصافة والبلاغة ،وتم تتويجه رجل البحث لعام 2019،ليكتمل زمام المجد عنده من جميع الجهات،رغم ان هناك ملوكا عربا أثرياء لا “يفكون”الحرف،ويهذون في الخطاب المعد لهم سلفا،لكن مليكنا “يرطن “بالإنجليزية أفضل من ألسنة وجهابذة أهلها ،الأمر الذي يساعد في إيصال فكرته للآخر المستمع.
ملف الشهادات التي حصل عليها جلالته كبير ومشرف،وآخر شهادة قيلت بحقه أثناء تسلّمه الجائزة المذكورة،وجاءت على لسان المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى روبرت ساتلوف ،أن جلالته عندما يتحدث ينصت إليه قادة العالم وينصت إليه شعبه.
هذه الجائزة لا تمنح لمن يدفع أكثر ،بل ينالها من يبذل جهدا أكبر في حياته،ولذلك كانت من نصيب جلالته هذا العام،ولا تمنح إلا للقادة البارزين الذين يجسدون من خلال خدمتهم العامة وإنجازاتهم ،أهمية توظيف البحث والمعرفة العميقة بالتاريخ في سياسات فاعلة وحكيمة لتعزيز السلام والأمن في الشرق الأوسط.
خلال الحفل عدد رئيس مجلس أمناء المعهد المذكور جيمس شرايبر مناقب جلالته ومنجزاته،وأكد على أحقيته في الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة،وهذه رسالة نافرة الحروف لمن يتآمرون على جلالته كي يتنازل لهم عن الوصاية الهاشمية،ويحاولون إغراء شخصيات مقدسية مسلمة ومسيحية بالرشا للموافقة على تقديم مناشدة دولية تطلب سحب الوصاية الهاشمية من جلالته ،وتسليمها لإبن سلمان لاحقا.
بقي القول أن هناك أمرا لم يلتفت إليه أحد وهو توقيت هذه الجائزة الذي أضفى عليها أهمية فوق أهميتها،وهو أنه جاء بعد صمود مشهود له من قبل جلالته مدثرا بشعبه الوفي في معركة إستعادة الباقورة والغمر وإلغاء عقدي تأجيرهما للإحتلال،وهذا يعني أن الآخر لا يتعامل معنا بحسب رضا الصهاينة عنا،ولو كان كذلك حقا ،لما تسلّم جلالته تلك الجائزة ،ولتم الإعتذار عن تسليمها له حتى لو كان الموعد محددا أصلا والقرار متخذا قبل حين .