اسعد العزوني
أثبت صانع القرار الأردني جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين -الوريث الشرعي الوحيد للمقدسات والحكم في الحجاز ،وصاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة ريثما تعود لأهلها بعد تحريرها من براثن الإحتلال الصهيوني- أن الصمود والثبات على الموقف المبدئي،لا علاقة له بمساحة أو عدد سكان البلد أي بلد،بل يتعلق فقط بقوة وشكيمة صانع القرار في البلد.
هذا ما فعله جلالة الملك عبد الله الثاني بعد أن طفح الكيل،وكشر التحالف الصهيو-بترودولاري – الترامبي عن الأنياب ،وإستهدفوا الأردن ،ظنا منهم أنه سهل المنال،وأنهم بتهديداتهم وتبرعاتهم غير المرئية وجبروتهم يستطيعون كسر إرادة قائد مثل أبي الحسين ،أو إرادة شعب هو الشعب الأردني من كافة الأصول والمنابت،وأظن أن الصعقة أصابتهم وأدركوا إنسجام الموقف الرسمي مع الموقف الشعبي في الأردن،وإلتحمت القيادة بالشعب ،وسجل الأردن موقفا نفاخر به الدنيا،ونسأل الله الثبات.
تجلى ذلك الإلتحام المستحيل في العالم العربي في قضية إستعادة منطقتي الباقورة والغمر المؤجرتين للإحتلال بحكم خدعة قديمة ،قامت بها بريطانيا عندما إشترت مساحة محدود من الباقورة ،وباعتها للوكالة اليهودية التي جيّرتها لأول من دق وتد مستدمرة إسرائيل في فلسطينن ،وهو اليهودي الأوكراني بنحاس روتنبيرغ الذي أسس مشروع روتنبيرغ “كهرباء فلسطين”،وتعهد فيه بأنه سيزود الكهرباء لكامل فلسطين ومناطق الشمال تحديدا في شرق الأردن ،وكان ذلك عام 1921،لكنه غدر ولم يزود الأردن بالكهرباء،وحسنا فعل الأردن بتدمير مشروعه عام 1948 ،الذي ما تزال بعض معالمه قائمة خربة حتى يومنا هذا.
إنعكس موقف جلالة الملك عبد الله الثاني الصلب والحاسم ،على الخطاب الأردني الذي أدرك أن ثلاثي التحالف القذر ضدنا لا يريد لنا الخير ،فها هي المراهقة السياسية في الخليج تمارس كافة أشكال الضغط على القيادة الأردنية لإجبارها على التنازل عن الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة ،ومن أجل الموافقة على صفقة القرن مقابل التعهد بدفع المليارات من الدولارات،كما أن”كيس النجاسة “حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو وزبانيته من أيتام المواخير الغربية يهددون بضم أغوار الأردن ،ولا ننسى أن المرابي الجديد ترمب رهينة الجانبين الإسرائيلي والسعودي .
بتلاحم الموقفين الرسمي والشعبي نجحنا في إستعادة الباقورة في الغمر،وبإستمرار تلاحمنا وثباتنا على الموقف ،نستطيع بناء أردن جديد حر سيّد غني ديمقراطي،فجلالة الملك له سمعة عالمية جابت الآفاق وهو أبو الجوائز وآخرها قبل أيام وهي جائزة الباحث ومن مؤسسة أمريكية عريقة،ولكننا أمام إستحقاقات لا بد من تلبيتها وهي: الإتيان بحكومة منتخبة تضم خبراء أردنيين يعملون من أجل الشعب الأردني،وببرلمان منتخب فعليا وإعتبار الأردن دائرة واحدة ،من أجل إنتاج نائب وطن وليس نائب حارة أو نائب خدمات ،فالخدمات هي من واجب الوزراء وليس النواب،والأهم مما تقدم أن نحسم العلاقة مع مستدمرة الخزر في فلسطين ونتطهر منها .
بذلك نكون قد حققنا شروط بناء الوطن ،ودعم جلالة الملك ،وضمان العيش الكريم للجميع ،لأن الوطن للجميع والجميع للوطن ،فعندما عادت الباقورة والغمر إلى حضن الوطن ،عم الفرح كافة حدود الأردن ،بينما غضب البعض المتأسرلون الذين شككوا بقدرتنا على زراعتها مع ان الإسرائيليين تركوها لنا بورا بعد ان قلعوا أشجار النخيل والأفوكادو بأيد تايلندية وزرعوها في النقب،وقال بعضهم انها مملوكة للإسرائيليين.
مفرح جدا ما إنتهت إليه مسيرة الجمعة رفضا لصفقة القرن ،وكانت في حقيقتها غيثر المعلنة ،دعما لموقف جلالة الملك المشرفة ،وقد تآخى المواطن مع رجل الأمن وهذا ما نتمناه على الدوام.