كلمة معالى الدكتور محمد بن على كومان فى المؤتمر الثالث والأربعين لقادة الشرطة والأمن العرب
انجاز-المصدر: المكتب العربى للاعلام الامنى / القاهرة
بدأت صباح اليوم جلسات المؤتمر الثالث والأربعين لقادة الشرطة والأمن العرب المنعقد بتونس بحضور كلا من صاحب المعالي السيد يوسف الشاهد رئيس الحكومة ومعالي السيد هشام الفوراتي وزير الداخلية، ومعالي الفريق أول ركن/ خالد بن قرار الحربي رئيس المؤتمـر، ومعالي السيد يورغن شتوك الأمين العام للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الانتربول)،وأصحاب المعالي والسعادة رؤساء وأعضاء الوفود العربية، وأصحاب السعادة السفراء, واستهلت الجلسة بكلمة معالى الدكتور محمد بن على كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب حيث قال سيادته يسعدني أن أرحب بكم في قبلة الأمن العربي، تونس العزيزة التي تحيط مجلس وزراء الداخلية العرب بكل الرعاية وكامل العناية، ويشرفني بداية أن أرفع إلى سيادة الرئيس قيس سعيِّد حفظه الله، جزيل الشكر والعرفان لرعايته الكريمة للعمل الأمني العربي المشترك، مجددا الإعراب لسيادته عن تهانينا الخالصة بمناسبة الثقة الكبيرة التي أولاها له الشعب التونسي بانتخابه رئيساً للجمهورية، وراجيا له كل التوفيق والسداد.
ويشرفني كذلك أن أتقدم إليكم ـ صاحبَ المعالي رئيسَ الحكومة ـ بوافر الشكر والامتنان على تكرمكم بوضع هذا المؤتمر تحت رعايتكم السامية وعلى تفضلكم بمباركة انطلاق أعماله، مما سيكون دون شك دافعا لنا لمزيد من البذل والعطاء.
والشكر موصول إليكم – معالي الوزير – وإلى معاونيكم كافة على العناية الكبيرة التي تولونها للأمانة العامة لمجلسكم الموقر وأنشطتها المختلفة، معربا لسعادة السيد رشاد بالطيب المدير العام للأمن الوطني عن جزيل الشكر للإمكانيات الكبيرة التي تم تسخيرها من أجل راحة وطمأنينة المشاركين.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أتوجه بأنبل عبارات الشكر والعرفان إلى أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب، لدعمهم السخي والمستمر للعمل الأمني العربي المشترك.
تجتمعون اليوم في مؤتمركم الثالث والأربعين والعالم العربي يواجه ظروفا أمنية دقيقة تستوجب منا جميعا السهر على تعزيز العمل المشترك لمواجهتها بكل فعالية.
فعلى صعيد الإرهاب تشكل عودة المقاتلين الإرهابيين من مناطق الصراع وبؤر التوتر تحديا خطيرا لا بد من التعامل معه لا فقط من الناحية الأمنية الصرف بل كذلك من الناحية التشريعية بسن القوانين اللازمة ومن الناحية الفكرية بوضع برامج النصح والإرشاد الضرورية ومن الناحية الاجتماعية باتخاذ إجراءات التأهيل والرعاية اللازمة خاصة للقُصّر وأفراد أسر المقاتلين العائدين من تلك المناطق.
وفي هذا السياق وسعيا من المجلس لمواكبة هذه التحديات المتعلقة بالإرهاب نعكف الآن على إنشاء فريق لرصد التهديدات الإرهابية والتحليل الفوري للأعمال الإرهابية سيشكل دون شك رافدا مهما لجهود الدول العربية في التصدي لظاهرة التطرف والإرهاب المقيتة.
وتشكل الجريمة الإلكترونية تحديا آخر خطيرا يواجه دولنا العربية، في ظل الاعتماد المتزايد على نظم المعلومات في كافة المجالات والموقع الكبير الذي باتت تحتله مواقع التواصل الاجتماعي في حياتنا اليومية، وما تخلفه إساءة استخدامها من تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار. وسيكون لهذا الموضوع قسط وافر من مناقشات مؤتمرنا اليوم من خلال النظر في مشروع استراتيجية عربية لمواجهة جرائم تقنية المعلومات وإنشاء وحدة في نطاق الأمانة العامة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في مجال الأمن الإلكتروني في انتظار أن تتهيأ الظروف بحول الله لإنشاء مكتب خاص بهذا المجال الحيوي من العمل الأمني.
وفي إطار اهتمام هذا المؤتمر بمفهوم الأمن الشامل سيكون للمحافظة على الوسط البيئي وحماية المواطنين من الأخطار البيئية نصيب من مداولاتكم اليوم من خلال استعراض الهياكل التنظيمية والمهام الخاصة بشرطة البيئة في الدول العربية، تكريسا للحرص على تبادل الخبرات وتقاسم الممارسات الفضلى، وهو ما يتجلى كذلك في البند المتعلق بالتجارب الأمنية المتميزة الذي هو بند ثابت على هذا المؤتمر.
وانطلاقا من مسؤوليته عن تعزيز آليات التعاون الأمني العربي سينظر المؤتمر في تفعيل المؤتمرات والاجتماعات التي تعقد في نطاق الأمانة العامة في ضوء توصيات محددة اقترحتها لجنة مختصة درست الموضوع بتعمق خلال اليومين الماضيين. كما سينظر المؤتمر في تشكيل لجنة دائمة للإحصاء الجنائي في نطاق الأمانة العامة، ننتظر أن يكون لها إن شاء الله دور كبير في تطوير هذا المجال الهام من العمل الأمني وفي توفير المعطيات الإحصائية الدقيقة التي تسمح برسم السياسات الجنائية الناجعة.
إن ثقتنا العالية في قدرتكم على تعزيز التعاون العربي لمواجهة الظروف الأمنية الدقيقة التي تعيشها المنطقة العربية، ليست مبنية فقط على ما تحقق في مسيرتكم الحافلة من إنجازات رائدة شملت كل مجالات التعاون الأمني وأسهمت في التصدي للإرهاب والمخدرات والهجرة غير الشرعية وسائر أنماط الجريمة المنظمة، وإنما هي مبنية كذلك على التضحيات الجسام التي ما فتئت أجهزة الشرطة العربية تبذلها في سبيل أداء الواجب وتحمل الأمانة وهو ما يبرر بحق النظر في إنشاء صندوق عربي لتغطية نفقات الإحاطة الطبية والاجتماعية والنفسية بالمصابين من أجهزة الشرطة والأمن العرب وأسرهم، تقديرا لتفاني هؤلاء الرجال العظام في خدمة الوطن والمواطن.
ويسعدني ونحن نستعد للاحتفال بيوم الشرطة العربية في الثامن عشر من هذا الشهر تخليدا لذكرى انعقاد أول مؤتمر لقادة الشرطة والأمن العرب بمدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة أن أحيِّيَ المستوى المرموق الذي بلغته أجهزة الأمن العربية. وأود أن أُشير في هذا السياق الى تشرفي الأسبوع الماضي بالمشاركة في الاحتفال بمئوية الشرطة البحرينية الذي انتظم برعاية كريمة من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، وبإشراف معالي الفريق أول الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية حفظه الله. وكان بالفعل احتفالا مهيبا عكس المستوى الرفيع الذي بلغته الشرطة البحرينية بصفةٍ خاصة والعربية بصفة عامة، وما تتمتع به من كفاءات بشرية وتجهيزات متطورة، معربا عن تهانينا الخالصة لرجال الأمن في مملكة البحرين العزيزة، وفي سائر بلادنا العربية.
كما يُسعدني في الختام أن أجدد لصاحب المعالي رئيس الحكومة امتناننا العميق لما يوليه لنا من عناية واهتمام، ولما توفره لنا الحكومة التونسية الرشيدة من رعاية فائقة ودعم موصول، مقدرا كل التقدير ما أُحيط به المشاركون من كريم الضيافة وبالغ الحفاوة مما سيكون له دون شك أثر كبير في نجاح المؤتمر.