انجاز-المصدر: مراد سامي شددت السلطةُ الفلسطينيّة ، على موقفها الرافض لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام بمنطقة الشرق الأوسط المعروفة إعلاميا باسم “صفقة القرن”، واصطفت وراء هذا الموقف مجملُ الفصائل الفلسطينيّة مؤكدة على تمسكها بالحقوق الفلسطينية التي تقرها القوانين و المعاهدات الدولية .. أولى تحركات القيادة الفلسطينية تمثلت في دعوتها لعقد اجتماع عاجل في جامعة الدول العربية للاتفاق على تحرك عربي موحد ضد صفقة القرن , تلاها تدخل للرئيس الفلسطيني محمود عباس في أروقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تحدث فيها عن معارضة الشعب الفلسطيني و سلطته للمحاولات الأمريكية لتصفية قضيته العادلة . الاتفاق الفصائلي في فلسطين بمعارضة صفقة القرن يخفي اختلافات جوهرية في منهجية الرد على هذه الصفقة ففيما ترغب الفصائل الإسلامية بغزة ـنقصد حماس و الجهاد الإسلامي ـ في التصعيد ترى القيادة في رام الله ان الرد يجب أن يقتصر على خوض معارك دبلوماسية في المحافل الدولية . السلطة الفلسطينية تدرك أن الخطب الرنانة التي تستهدف تحريك مشاعر الجماهير الغاضبة , ليست هي الحل الأمثل لمعارضة المخططات الصهيونية فالجميع يدرك أن دخول الضفة في مواجهة مسلحة ضد قوات الاحتلال سيخدم نيتنياهو الذي يسعى للمتاجرة بما يعتبره خطرا فلسطينيا يهدد الدولة اليهودية و شعبها من اجل اكتساح الانتخابات . ملف التنسيق الأمني طرح بقوة في الأيام الأولى التي عقبت اعلان ترامب عن صفقته , حيث طالبة بعض الجهات بقطع كل أشكال التعامل مع القوات الاسرائلية , و هو ما عارضته العديد من الشخصيات الفلسطينية في رام الله التي ترى ان عواقب هذا القرار قد تكون وخيمة على السلطة و على السكان في الضفة . مطالبة السلطة الفلسطينية بضبط النفس ليس خنوعا للاملاءت الأمريكية بل هو اقرب ما يكون لقراءة موضوعية للمعطيات الميدانية , فصفقة القرن لم تبرح مكانها في رفوف البيت الأبيض و لم يحصل أي تغيير على ارض الواقع يستدعي أي مغامرة جديدة.