الزميله نيروخ تكتب : الحجر المنزلي فرصة لتعزيز ثقافة إنتاج الغذاء الصحي
كتبت الصحفية بشرى نيروخ
– تتفنن العديد من الفتيات والسيدات في صنع الأطعمة المنزلية، ليوفرن لأسرهن العديد من البدائل الغذائية السوقية، كصناعة الخبز واللبنة والفلافل والمعجنات، وغيرها من المأكولات التي اعتدن شراءها من المطاعم والمخابز، ليعيد الحجر المنزلي إليها الألق كثقافة غذائية صحية بامتياز.
العشرينية هيا الحاج قاسم، وجدت نفسها، قد اضطرّت لإعداد أطعمة جديدة، في ظل الحجر المنزلي، وبديلة عما اعتادت عليه أثناء انشغالات حياتها اليومية، تتنافس مع زميلاتها ورفيقاتها في عرض منتوجاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بفخر، موفّرة على نفسها الكثير من المال.
سفيرة نادي هواة المطبخ والشيف الرئيس بالتلفزيون الأردني علا نيروخ، والحريصة على نشر فيديوهات تعليمية لصناعة الأطعمة بأقل التكاليف، بينت أن المرأة الأردنية أثبتت في أقل من 24 ساعة، قدرتها على التكيف والالتزام وحرصها على تعلم فنون الطهي لإطعام العائلة والأبناء بأشهى الأطباق بنظافة وأقل تكلفة.
وأشارت إلى أن العديد من السيدات، أثبتن قدرتهن على التصنيع المنزلي حتى ما قبل “كورونا”، وتفوقن في ذلك، وأصبح الأمر يدرّ دخلاً عليهن.
وبينت أن الجيل الجديد، الذي تعود البعض منه على الاطعمة الجاهزة، سيجد نفسه في مثل هذه الظروف، مضطرا لتعلم صناعة الأغذية كالخبز والحلويات واللبنة، وحفظ الأطعمة بشكل جيد، والتي قد تعتبر عادة ايجابية فيما بعد، توفر على الأسر المال، وتضمن النظافة وسلامة وجودة المنتج، إلى جانب ترسيخ ثقافة الطعام وبخاصة التقليدي منه، باعتباره هوية وطن.
وأوضحت أنه توجد الكثير من الأطعمة تصنع من مواد أولية، كالخبز سواء البلدي منه أو الصاج فهو مصنّع من الطحين، وأما الفلافل من الحمص، كما أن الحلويات الشعبية كالهريسة تحتاج لمواد أولية كالسكر والزيت والطحين والسميد، معتبرا أن تعلم صناعة الأطعمة لا بد لتعلمه من المصدر الأول من الأمهات والجدات ومن المختصين في ذلك.
واعتبرت أن الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد تعد فرصة للتلاحم والتكاتف وإطعام الجار لإشاعة البركة والمحبة والطمأنينة في النفوس، في وقت يحرص فيه الأردنيون على التكافل الاجتماعي حتى في أصعب الظروف.
وبين أخصائي التغذية ضياء هندي، أنه من الأمور التي تسهم برفع المناعة الاعتماد على الغذاء الصحي المتوازن، والإكثار من المواد الغذائية المحتوية على فيتامينات متنوعة، والموجودة في الحمضيات كالبرتقال والليمون والخضراوات الورقية مثل السبانخ والخس والجرجير والفواكه كالكيوي والأناناس، إلى جانب التقليل من الأطعمة المعلبة لقلة القيمة الغذائية فيها مقارنة بالأطعمة الطازجة، ولاحتوائها على مواد حافظة، مشيراً إلى ضرورة الحفاظ على الوزن المناسب، باتباع العادات الصحية والغذائية السليمة.
أخصائية التغذية دانية أبو ذياب، قالت إنه مع محدودية المواد الغذائية أثناء فترة الحجر الصحي للوقاية من الكورونا، تميل بعض النساء الى طبخ وتصنيع المواد الغذائية في المنزل، وبما أن الغذاء يعتبر وسيلة سهلة لنقل الميكروبات، لابد من التقيد بإجراءات السلامة العامة عند تصنيع الغذاء بالمنزل.
وأشارت إلى أهمية اتباع العديد من الإرشادات الوقائية لحماية الغذاء من التلوث، من أهمها غسل الأيدي قبل البدء بتصنيع المواد الغذائية، وتنظيف أواني الطبخ المستعملة والأسطح، وفصل المواد الخام عن الأطعمة المطبوخة وتنظيفها جيداً وتعقيم الخضار والفواكه، وإبعاد الحيوانات الأليفة أو الأشخاص المصابين بأي أمراض من منطقة اعداد الطعام، وعند استعمال الحليب ومشتقاته، ضرورة غليه جيدا وحفظه مبردا عند الانتهاء.
وأضافت أبو ذياب، أن من بين الإجراءات الضرورية، طبخ الأطعمة لمدة زمنية ملائمة، وبدرجات حرارة مناسبة لقتل البكتيريا، ومن الأمثلة على ذلك طبخ اللحوم والأسماك على درجة حرارة 145 فهرنهايت، واللحوم المفرومة 160 فهرنهايت، والدجاج 165 فهرنهايت، مبينة ضرورة كتابة تاريخ الإنتاج والانتهاء على عبوات الطعام المعد وتخزين الأطعمة في درجات حرارة ملائمة.
وأوضحت أن التنوع في الطعام هو مفتاح التغذية السليمة، مشيرة إلى أهمية متابعة أخصائيي التغذية، للحصول على أجوبة علمية حول النظام الصحي، وطريقة الطهي الصحي في المنزل.