الصحف الورقية وكوادرها .. في غرفة الانعاش!!! والحكومة ترفع عنهم أجهزة التنفس!! بقلم الإعلامية :بسمه الحجايا أوجعتني صرخات الزملاء ، في الصحف الورقية. والحكومة(اذن من طين واذن من عجين) لم اكتب ابداً، في تلك الصحف العريقة ، لانني ببساطة كنت أجد نفسي( مذيعة) ،بعد دراستي للصحافة والإعلام ، واذكر في هذا الدور نصائح اساتذة ،، كان لهم دورا كبيراً في اختياري ،، الدكتور زياد الرفاعي والاستاذ المخرج المعروف صلاح زكي رحمه الله .وغيرهم من الاساتذة الذين كان وقعهم علينا كوقع الصحف الورقية بعراقتها. ولكني ما زلت اذكر ، التسابق على كتابة الأعمدة ، في تلك الصحف ، والتي كان لها دوراً كبيراً في شهرةِ عددٍ من الصحفيين، في الوقت الماضي والحاضر. الصحف الورقية ليست قصة تمر هكذا بسهولة، فهي تراث للاوطان راسخة وشامخة مثل اثار يلادنا ،، يحافظو عليها ويرمموا بعضها لتعيش للاجيال. اتذكر والدي رحمه الله ،، عندما كانت الصحيفة الورقية طقوس يومية مرافقة لفنجان القهوة الصباحي ،، تعودوا عليها وتوارثها الاجيال. أجد نفسي مجبرة أن اذكركم بالدول الغربية ، وبعض الدول الاسلامية والعربية ،، التي تحرص كل الحرص ، على هذا الموروث التراثي،، بل وتدعمه كل الدعم ،،فالحكاية ليست عندهم ربح وخسارة ،،مع ان الدول اشتركت مؤخراً بوقف طباعتها وتوزيعها، في زمن كورونا اللعين،مع أن بعض الدول لم تتوقف عن النشر ،، بقوة الصحفيين والإعلامين الذين رفضوا ان تتوقف الصحف الورقية والمجلات الثقافية ،، مع اخذ كل الاحتياطات اللازمة ،، لعدم نقل المرض. لكن حكومتنا الرشيدة ، تطاولت اكثر مما ينبغي ،كيف لا!!وقد جاءت جائحة كورونا الملعونة، على صينية من ذهب ، واعطتها كل ما كانت تحلم به ،، وجارت على تلك الصحف ورفعت دعم الاعلانات التي كانت تنعش الصحف وكوادها، متجاهلة أن الصحافة الورقية ، والصحفيين، التي تخلت عنهم ؛ هم قادة الفكر والرأي ،شاءُوا ام أبو..!!وهم ايضا قادة السوشيال ميديا، وتحرك رقعة التويتر ، والفيسبوك وغيرها ، بغض النظر عن تدخل الحكومة في بعضها ، بعد أن وضعت قوانين المطبوعات والنشر ،، التي كممت ب أفواه الصحفيين ،، وحدّت من حريتهم، على قتل الكلمة الحرة واعتقال بعضهم ،، دون أن يجدوا سندا قويا للدفاع عنهم . في الدول الغربية يعشقون القراءة عشقاً عجيباً ،، فلا تكاد تجد امرأة او رجل شاباً او عجوزاً، تخلو يديه من صحيفةٍ اوكتاب ، في كل الاوقات الضائعة ، في المترو ، القطارات ، في الشارع ، في الحدائق وحتى في الجلوس على الشاطئ. كنت انظر اليهم بتقدير واحترام أعجاب كبير ،، لان الأمة التي تقرأ لا تموت؛ناهيك عن المتعة التي يشعر بها المرء وهو يتصفح ورقات الكتاب بيديه ،، ولن اتخيل أن اقرأ كتاب يوماً من الهاتف او من اجهزة الكمبيوتر ،، فشتان بين هذا وتلك . فالصحف الورقية والكتب ،، كالكتب المدرسية ، لا غنى عنها ابداً. اذّكر الحكومة التي رفعت العون عنها ،، أن يوماً ما سينطفئ ضجيج النت والتطور ،، وفيروس مصنوع بايدي عفنة ،يلغي كل ما حفظ في ادوات التطور ،، ويبقى التاريخ راسخاً بالورق والكتب. ستبقى الصحف الورقية مجدها وتاريخها ،، كتاريخ الامم.. بغض النظر عن السقطات المنظورة من قبل البعض ، والتي لا تعي قيمة الورق المكتوب . الضعف والوهن والعجز ، الذي وصلنا اليه ،، تراكمات من سنين طوال . ولكن !!على مجلس النقابة الحالي ، أن يصحو من السبات العميق ،ويحاول ان يسعفنا ، بما وقعنا به من هوان . مهنة كنا نفاخر الدنيا بها ،، فرسمت كورونا الخجل الحقيقي على وجوهنا وضعفنا وسندنا المائل الذي كسر ظهورنا.. فالتاريخ لن يرحم،تلك الأيادي، التي لم تكن على قدر المسؤولية والثقة التي منحناها اياها، فجعلت من كل صحفي يحمل هوية النقابة ،، خجلا أمام هويات النقابية الطبية القوية بمجالسها ومتباعتهم القوية ،، مع انني اذكر فقط ،، ان ليس كل من حمل هوية نقابة الاطباء والصيادلة والممرضين هم عاملون ،، بل كثيراً منهم عاطلون عن العمل ،، ولكن نقباتهم جعلتهم وهم عاطلون ، أقوى من اي صحفي حتى ما زال على رأس عمله ،، ولم تستطع النقابة والمؤسسات التي يعمل بها، منحه التصريح ليقوم بواجبه المحتم عليه في هذا الوضع الاستثنائي. ليس وقت العتاب ولا الحساب،، ولكن اتمنى على مجلس النقابة أن يقوم بواجبه الاخير متحداً مع الصحفيين، متناسين الخلافات متعاونين بأيدي قوية ، أن يعملوا جاهدين على اخراج الصحف الورقية ،وكوادرها من غرفة الانعاش قبل ان تموت .