أ.د. القضاة يشير في محاضرة له في جامعة إربد الأهلية إلى إمكانية العودة للجامعات والمساجد ضمن إجراءات عبر تطبيق زووم
بدعوة من كلية العلوم التربوية في جامعة إربد الاهلية، وبرعاية الأستاذ الدكتور أحمد منصور الخصاونة رئيس الجامعة، تم عقد ندوة حوارية بعنوان “فايروس كورونا حقائق علمية وتداعيات بشرية”، قدمها الدكتور عبد الحميد القضاة/ أخصائي تشخيص الأمراض الجرثومية والأمصال/ بريطانيا/ المدير التنفيذي لمشروع وقاية الشباب العالمي، ومدير مختبرات القضاة التشخيصية في محافظة إربد، باستخدام تقنية الاتصال المرئي عن بعد، بحضور الأستاذة الدكتورة وفاء الأشقر عميدة كلية التربوية، والعمداء وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية.
وفي بداية اللقاء رحب الأستاذ الدكتور الخصاونة بالأستاذ الدكتور القضاة، واستعرض بموجز عن سيرته الذاتية العطرة، واستعرض للحضور ما حصلت عليه الجامعة من موافقة وزارة التعليم العالي باستحداث تخصصي ريادة الأعمال والأمن السيبراني لمرحلة البكالوريوس، والحصول على تخصص العلوم المالية والمصرفية لمرحلة الماجستير، والتي تلبي احتياجات سوق العمل، وعرض لأهم الانجازات والمبادرات التي قامت بها جامعة إربد الأهلية في سبيل الخروج من الأزمة بنجاح، وتمنى أن يحفظ الوطن وأهله من كل داء، وأشاد بما يقدمه حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم من جهود عظيمة بتوجيهاته للجهاز الحكومي والجيش والأمن والصحة، وكافة القطاعات للخروج من جائحة الكورونا التي اجتاحت العالم بأسره، وأشاد بكافة أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية في الجامعة على ما يبذلونه ويقدمونه في سبيل رفعة الوطن والجامعة.
وبين الدكتور القضاة في كلمته، التعريف بفيروس الكورونا، وأنواعه التي انتشرت بين بني البشر، وفي الحيوانات، وفي النباتات، وطرق انتشاره للإنسان، وطرق فحصه، وكيف يتشكل في جسم الإنسان ويهدم الخلايا، والصراع الذي ينشأ في مناعة جسم الانسان لمقاومته، وبين الأعراض التي يسببها الفيروس على الجسم، وأكد على أن الانسان عند العطس ربما ينشر الرذاذ الخارج من الرئتين والفم والمحمل بالفيروس لمسافة تمتد لحوالي 6 أمتار، مبيناً بأن رئة جسم الإنسان تحتوي حوالي 600000000 مليون حويصلة يهاجمها الفيروس ليقلل الأكسجين عن الشخص، فهذا الفيروس الصغير بحجمه كبير في عمله بتدمير الخلية حيث انه يدخل المادة الوراثية في الخلية ويخرج منها بملايين الفيروسات، وبين بأن الفيروس قد أصاب حوالي 3.5 مليون انسان وبأن اكثرهم قد شفي بدون علمهم، وبين بأن جريدة النيوز ويك قد فاجأت قرائها لنشرها عدداً من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم قبل 14 قرناً من الزمان، والتي تبين الإجراءات التي تتخذ عند الحجر الصحي للمرض والعلاج منه، ودعا إلى الاتعاظ من قدرة الله والعودة اليه دينياً، وعلينا ان نتعظ من هذه الجائحة التي أوقفت العمل والاقتصاد والزيارات واغلاق أبواب العبادة والمطارات وأماكن التنزه والالعاب، ووقف كثير من العلاقات الاجتماعية، وكأننا في يوم الحشر.
وأكد الدكتور القضاة على أهمية طرق الوقاية من الإصابة، فالأمر في غاية الحساسية، ويجب علينا أن نبتعد عن العواطف، وعدم الاستهتار بالموضوع، وعلى المصاب أن يبقى تحت الحجر الصحي باستخدام المعقمات والكمامات والقلفزات للمدة المطلوبة للحضر، وبين بأن الجهود الملكية الحثيثة والاحترافية التي قل نظيرها، بإدارة ملف أزمة فيروس كورونا في المملكة، باتت محط أنظار العالم، فحكمة وحنكة الملك في التعاطي مع الأزمة بدت واضحة على جملة قرارات حكومية مدروسة، تهدف إلى احتواء الأزمة، فإجراءات الأردن في التعامل مع أزمة كورونا يمكن التعامل به وتعميمه عالمياً.
وأشار الدكتور القضاة بان جائحة كورونا قد استفاد منها العالم بأسره بعدد من الحسنات ومن أهمها التعليم عن بعد لكافة التخصصات، الطبية والإنسانية، وفي المهارات اليدوية والمهنية، وسنجد لاحقاً دراسات لم تكن موجودة مسبقاً، وبأن كثيراً من الأشياء ستختلف بالتكنولوجياً الحديثة لما بعد أزمة كورونا، وبين بأنه متفائل للأحسن في الأيام القادمة في تحسين كافة القطاعات التعليمية والصحية والاقتصادية والصناعية والزراعية.
وأشار الدكتور القضاة إلى أن هذا العصر هو عصر تكنولوجيا معلومات وعصر التعليم الإلكتروني والذي أصبح مطلباً أساسياً للارتقاء بالتعليم العالي وطنياً وعلى المستوى العالمي، وبين بأنّ الكلمة التي وجهها جلالة الملك عبد الله الثاني إلى أبناء وبنات شعبه الأوفياء، تشكل بطاقة عبور نحو مرحلة جديدة من حياة الدولة الأردنية وقوامها لتحقيق المزيد من الإنجازات، مؤكداً بأن قول جلالة الملك في كلمته واصفاً الظرف الدقيق “فيروس كورونا” الذي يواجهه الأردن يبعث على الأمل والطمأنينة، بأن بلدنا سيهزم الوباء اللعين وسينتصر وسيعود الأردنيون كلٌّ إلى مكان عمله ليواصلوا البناء والعطاء المخلص لوطنهم، وسيدفع بهم إلى مضاعفة العمل بكل الإمكانيات حتى يظل الأردن واحة أمن وأمان وصاحب تجربة فريدة في التعاون والتكاتف والحرص على مصلحة الوطن.
وأجاب الدكتور القضاة على بعض الاستفسارات من الحضور، حيث بين بأنه علينا ألا نلوم الحكومة في إجراءاتها الصائبة، حيث أن المبالغة والتشديد بمثل هذا الظروف أفضل كثيراً من نقصان شيء بسيط، وبين بأنه في المرحلة هذه يرى وضمن ضوابط ومحددات واحتياطات من ضرورة العودة إلى المساجد والجامعات، وبأن المرض يمكن أن يعود في أية لحظة وعلينا أن نطور أنفسنا اجتماعياً ونظافة شخصية ومكانية وصحية، ونطور أجهزتنا وأبحاثنا وأطبائنا ومختبراتنا لاستقباله بأريحية.
وبنهاية اللقاء أشاد الدكتور القضاة بجامعة إربد الأهلية، مبيناً بأنها وبجهود رئاستها والقائمين عليها قد أصبحت مثالاً يحتذى ومدعاة للفخر والاعتزاز بين الجامعات في مجال التعليم الإلكتروني، وقدم شكره لرئاسة وكوادر الجامعة المختلفة، على هذه الاستضافة، وأشاد بما تشهده الجامعة من نقلة نوعية وبما تحققه من مكانة علمية وتعليمية مميزة ضمن مختلف الجامعات الأردنية الأهلية والحكومية، وخاصة في المرحلة الحالية والذي ينتشر فيه فيروس الكورونا، وأشار إلى أن جامعة إربد قد تميزت في هذه الفترة الحرجة بتميز وتنوع أنشطتها بما يخدم العملية التعليمية التعلمية خاصة استخدمها للتعليم الإلكتروني عن بعد منذ اللحظات الأولى للأزمة، ولاهتمام الجامعة بتحسين أداء الطلبة الأكاديمي لوضعهم على مدرجة المستقبل الواعد بالخير والعطاء، وتمنى للجامعة ولجميع العاملين فيها مزيداً من التقدم والازدهار، وأن ينعم الوطن قريباً بالتخلص التام من وباء فايروس الكورونا.