د . عودة أبو درويش
الرضا بنتائج الانتخابات
د . عودة أبو درويش
ستنتهي الانتخابات النيابيّة ، وستخرج نتائجها مرضية لمن يصل مرشّحيهم للمجلس القادم كأحد نوّاب الامّة ، ولن يرضى بها بعض الناخبين الذين يؤازرون مترشّحين لن يحالفهم الحظ . فمن الطبيعي أن يخسر فيها تسعة أعشار من ترشّحوا وهم راغبين في معظمهم لخدمة وطنهم وأبنائه ، وكلّهم من المواطنين الخيّرين الذين يريدون أن يكونوا من ضمن نوّاب الأمّة الذين يشرّعون القوانين التي تسيّر حياة الناس ، ومن المراقبين على أداء الحكومة لمهامها التي كلّفت بها وأجلّها خدمة المواطنين والسهر على راحتهم وتوجيهها الى العمل لمصلحة الوطن والمواطنين ، واقتراح الطرق الواضحة للتخفيف من أعباء العيش على الناس ، والرفع من مستوى معيشتهم واجتراح الحلول لمشاكلهم الكثيرة والبطالة أوّلها .
شعور الناخبين الذين لن يحالف الحظ مرشّحيهم سيكون متأججا وقابلا للانفعال سريعا ومن دون تفكير ، فتقبّل الخسارة في هكذا أمور ليس بسيطا ، وبعض الناس لحماسهم الشديد لمترشّح معيّن يقومون بأعمال هم أنفسهم لا يرضون عنها ان زالت الحماسة عنهم , ومنها بعض الاعمال التي يمكن أن تؤدّي للاعتداء على مقدّرات الوطن ، لا سمح الله ، وهذا يكون بتحريض ممن ليس لهم علاقة بالانتخابات وليسوا من مؤازري مترشّح معيّن ، ولكنّهم يتصيّدون الفرص في مثل هذه الأوقات ، وهمّهم التخريب والاعتداء على مرافق خدميّة لم تنشأ الّا بشقّ الانفس ، وبعد مطالبات كثيرة من المواطنين أنفسهم مثل المدارس والمستشفيات والدوائر الحكوميّة وغيرها .
المترّشح الذي سيصبح نائبا وسيفوز في الانتخابات عليه أن يكون نائبا لجميع الناس ، الذين انتخبوه والذين لم يصوّتوا له ، وأن يظهر هؤلاء النوّاب من أوّل لحظة لإعلان النتائج أنّهم سيكونون ممثلين لجميع المواطنين وليس لفئة معيّنة منهم ، وهم بالأساس نوّاب تشريع ومراقبة لعمل الحكومة وليسوا نوّاب خدمات ، والمجالس المحليّة والبلديّة التي سيتم انتخاب رؤسائها واعضائها في السنة القادمة ، هم من سيتولّون القيام بالتخطيط والتنفيذ للأعمال التي تخدم المواطنين في معيشتهم اليوميّة . ويقع على عاتق المترشّحين الذين لن يحالفهم الحظ مسؤوليّة تهدئة مؤازريهم وجبر خواطرهم ، ورفع معنويّاتهم والتأكيد على أنّ من وصل الى عضوية مجلس النوّاب من المترشّحين الآخرين ، يمثّل كلّ المواطنين الذين انتخبوه والذين لم ينتخبوه وأنّ عليهم أن يعينوه على حمل المسؤوليّة في خدمة وطنه .
جنّب الله وطننا الاردن بمدنه وأريافه وباديته ، الخلاف الذي يؤدّي الى الفرقة ، وجعلنا ممن يحافظون على هذا الوطن وممتلكاته . فسنذهب نحن وسيبقى هذا الوطن الجميل لمن بعدنا من الأجيال القادمة التي ستقتدي بنا ان نحن حافظنا عليه .