اسعد العزوني
هذا العنوان لمداخلة رسمية وعلنية ومسجلة ألقاها نائب في الكنيست الإسرائيلي هو “عوفر كاسيف”،وهو من إسمه ليس عربيا بطبيعة الحال،بل هو يهودي مستدمر لكنه إكتشف الحقيقة متأخرا كما يفعل غالبية المستدمرين الصهاينة،مع أن مبعوث مؤسس الحركة الصهيونية النمساوي العلماني الصحفي ثيودور هيرتزل ،بعث له برقية عام 1936 قال له فيها بعد أن قطع الجهات الأربع في فلسطين بناء على تكليف من هيرتزل”إن للعروس زوج”،بمعنى أن للأرض أهل،ولكن هيرتزل المدعوم ليس من قبل الغرب المتصهين بل من قبل الملك عبد العزيز آل سعود ،صمم على أن تكون فلسطين هي الوطن القومي لليهود ،بدلا من المساحات المعروضة عليهم مثل سيناء وجورجيا وأوغندا ومناطق أخرى.
في مداخلته النارية أكد النائب اليهودي كاسيف أمام أخطر مركز لصنع القرار في مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية ،وخلفه بطبيعة الحال العلم الإسرائيلي الذي يعني ما يعني،أكد أن أصحاب الأرض الحقيقيين هم الفلسطينيون،وأن الأرض هي فلسطين وليست إسرائيل،وأنهم جيش إحتلال ودولة إحتلال ،بذريعة إرتباط ديني .
جاءت مداخلة كاسيف هذه صفعة مدوية ليس لأصحاب المشروع الصهيوني ،بل لشركائهم الإستراتيجيين في السعودية والإمارات والبحرين الذين أظهروا صهيونية أكثر من الصهاينة أنفسهم،وروجوا الرواية الصهيونية وشنوا هجوما على الشعب الفلسطيني وإتهموه ببيع أرضه لليهود،علاوة عن قيامهم بمحاولات شتى لتزوير القرآن الكريم،والإدعاء جهلا أن الله ذكر إسرائيل 33 مرة في القرآن الكريم ،ولم يأت على ذكر فلسطين ولو لمرة واحدة،دون علم منهم أن إسرائيل المذكور في القرآن الكريم هو نبي الله يعقوب وليست مستدمرة الخزر في فلسطين.
جاءت مداخلة النائب المستدمر كاسيف الذي إجتاحه الوعي متأخرا،في وقت حرج يشهد تطبيعا عربيا مجانيا مع خزر فلسطين ،وأعني الإمارات والسعودية على وجه الخصوص الذين يحاول مسؤولوهما إنجاز مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي دعا إليه الهالك شيمون بيريز ،ويقضي بتلاقح المال العربي”السائب”مع العقل اليهودي “الذكي”،ولم يكتفوا بالتآمر على فلسطين فقط،بل يتآمرون على الأردن الذي رفض مشاركتهم في جريمة حصار قطر،كما رفض التنازل لهم عن الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة،وهم حاليا يؤيدون ضم الأغوار الأردنية لإسرائيل سرا،مع إنهم يعارضون ذلك علانية لزوم اللعبة القذرة.
يقول المستدمر كاسيف :هنا شعب …هنا يتواجد الشعب الفلسطيني وهو الشعب الأصيل،ومن يقول غير ذلك إما جاهل أو كاذب ،أو مزيج من الإثنين وأنتم تختارون…وعندما يقوم شعب او دولة تابعة لشعب آخر ،بقتل وتدمير وسلب الشعب الأصلي،حتى لو ان هذا الشعب لديه إرتباط تاريخي ،فإنه شعب محتل ودولة إسرائيل محتلة ،وهي تقوم بقتل الشعب الفلسطيني أصحاب الأرض الحقيقيين.
بقي القول أنه تحدث أمام الكنيست باللغة العبرية ،ويبقى أن يكون لدى المسؤولين السعوديين والإماراتيين والبحرينيين الجرأة لإستضافته عندهم لإلقاء محاضرة حول هذا الموضوع كي يسمعوا الحقيقة منه شخصا،حتى يرعووا ويرتدعوا عن غيهم الذين هم فيه ويعتذرون علانية للأردن وفلسطين عن الجرائم التي إرتكبوها بحقنا.