فارس الحباشنة
من لا يقرأ هذه الارقام لا يفكر في حل لنصف مليون عاطل جديد عن عمل، ومليوني فقير جديد، و250 الف شيك مرتجع بلا رصيد خلال ستة شهور..
كيف يمكن ان يأتي الحل هذه المرة، ومن اين ؟ التحلل يسبق اي تفكير بالحل. تذكروا ان ثمة فرص كثيرة تاريخية خسرها الاردن.
ماذا سيتحمل الاردنيون اكثر ؟ الجوع والفقر والبطالة. كورونا اطعمت الاردنيين الويل.
الجوع والفقر كان ممتدا عاموديا في المجتمع الاردني. ولكن اليوم اشباحه تطارد الاردنيين عموديا وافقيا. ولا تتخيلوا كم هناك من اردنيين فقرهم مازال مستورا ومخفيا، وهذه الشريحة كانت مستورة وامورها المعيشية طيبة.
نريد حلا. هذا اول سؤال نوجه الى الحكومة وسواها. وماذا ينتظرون ابلغونا، ولماذا لا نكون شركاء في التفكير بالازمة؟
ازمة كورونا عرت طبقة المال « البزنس «، وعرت حقبا لتاريخ من مصاصي الدماء، وسالبي المال العام وسارقيه، والذين اختفوا في عز الازمة.
من بين البدائل والتفكير في الحلول. معركة الدولة مع الفاسدين والحرامية. مليارات مسروقة ومسلوبة من اموال الدولة، تهرب ضريبي وتزوير جمركي، وغسيل اموال وتهريب اموال للخارج، وغيرها من فنون جرائم الاعتداء على المال العام وهيبة الدولة وسيادتها.
ارقام مرعبة تسمعها. مليارات ومئات الملايين قضايا تهرب ضريبي، وفساد في العطاءات وغيرها. والخاسر الاول والاخير هو الدولة والاردنيون. حروب كبرى وطاحنة في نهب المال العام.
و مجرمو وحرامية المال العام يحاولون التستر وعدم الاعتراف بالجرائم، ولي ذراع الدولة وابتزازها. حتى الان مازالت الحرب على الفساد فرصة وطنية تاريخية، ولو ان يد العدالة تشتد بقوة وصلابة، فالفرصة مواتية لانتاج حل محلي وطني للازمة التي تطوق اعناق الاردنيين.
لربما هناك فرصة لما هو ابعد سياسيا، تطهير الدولة ومؤسساتها من سارقين وحرامية ومستغلين وما اكثرهم. طبقة تكونت وتضخمت، وارست قواعدها في المجال العام.
الاردنيون سيقلعوا شوكهم بأيديهم. لا حل غير هذا الحل صدقوني. وقبل ان تطبق المجاعة والفقر. وقبل ان يكبر العجز ويتضخم، ويتحول الى واقع حال مرير، صعب تجازوه وتحديه.
ما يطفو فوق قلوب الاردنيين اليوم حبهم لوطنهم وخوفهم على مستقبله. ورغبتهم الجامحة والفارطة في حمايته وصونه من الفاسدين والحرامية، وناهبي خيراته وثرواته. الامل اردني، والثقة بالاردنيين كبيرة، والاردن قوي، ويستحق التضحية.