اسعد العزوني
مختصر القول أن حياة العرب ليست بأيديهم بل بأيدي دول الجوار غير العربية “إثيوبيا،إيران وتركيا”بسبب كون هذه البلدان الجارة هي مصادر مائنا وانهارنا”النيل”كارون،ودجلة والفرات”ولا يوجد عدنا نهر عربي أصيل سوى نهر الأردن،ومع ذلك سطت عليه مستدمرة إسرائيل في تألق شمس وحولته لري صحراء النقب،تحت مسمى نفق عيلبون،وكانت حركة فتح قد إستهلت كفاحها العسكريفي الفاتح من كانون ثاني 1965 بتنفيذ عملية ضد هذا المشروع،في رسالة واضحة حول ماهية وطبيعة النضال الفلسطيني،بمعنى أن أول عملية فدائية فلسطينية مسلحة كانت دفاعا عن مصالح الأردن.
لأن الآخر العدو يفهم واقعنا أفضل منا ، وضعت الصهيونية إستراتيجية لخنقنا مبكرا وهي خطة”خنجر إسرائيل”،التي تهدف إلى تشكيل تحالف صهيوني يضم إثيوبيا وإيران وتركيا،وكتب في ذلك الخبير اليهودي المعروف “الفريد لليلنتال”في ثمانينيات القرن المنصرم عن هذا التحالف وأصدر كتابا حمل ذات العنوان،وتحدث عن الخطة مطولا ،ولكن العرب لا يقرأون وإن قرأوا لا يفهمون كما قال الهالك موشيه دايان.
علّمونا في المدارس أننا أمة واحدة ،وأن انهارنا “النيل ودجلة والفرات “عربية ،وأن آلامنا وآمالنا مشتركة ،وأن مصيرنا واحد،وتمادوا بذلك الغي بقولهم”:بلاد العرب أوطاني ..من نجد لتطوان”،لكننا وبعد ان كبرنا إكتشفنا زيف إدعائهم،وأننا تجمع بشري متناحر نعادي بعضنا حد القتل،وان الانهار التي تجري في أراضينا ليست عربية ،بدليل أننا عانينا من تداعيات مشاكلنا القديمة مع تركيا العسكر وإيران الشاه ،ونعاني حاليا مع إثيوبيا بسبب سد النهضة،وقامت إيران ذات يوم بقطع نهر الكارون عن العراق،كما إكتشفنا أن الوطن العربي ليس كتلة موحدة وانه ليس لنا ،بل هو حارات مقيدة ومسيجة بأسلاك شائكة ومكهربة وتعج الأرض بالألغام لإعاقة الحركة ..وهكذا دواليك.
لو أننا فهمنا أن الحياة مصالح ،وأن العالمين العربي والإسلامي متكاملان ،وأقمنا مع بعضنا البعض علاقات صحية ،لما وصلنا إلى هذا الحال،لكننا لا نحسن التعامل مع بعضنا بالطريقة التي يجب ان تكون،ولذلك تركنا الساحة للصهاينة كي يعبثوا فينا كما يشاؤون ،ويعقدوا التحالفات مع جيراننا غير العرب ،كما إننا فتحنا الباب مشرعا لهم كي يعبثوا فينا كعرب ،ويحققوا أهدافهم بينما نحن نبكي على واقعنا كما بكى أبو عبد الله الصغير على ملك ضيّعه في الأندلس.
مطلوب منا إعادة النظر في واقعنا المر،وإصلاح ما خربته العنجهية والتصهين،ونسج علاقات عربية إسلامية ،قائمة على المصالح والإحترام المتبادل،وان نفهم ان الصهيونية سم زعاف تهدف لشطب العرب والمسلمين والمسيحيين وكافة الأمم.