اسعد العزوني
عندما انطلقت حركة فتح الفدائية الفلسطينية في الفاتح من يناير/كانون ثاني 1965،طرحت برنامجا سياسيا للحل ،يقوم على انشاء دولة ديمقراطية علمانية واحدة في فلسطين ،تضم العرب “مسلمين ومسيحيين “واليهود ،وتحكمها العدالة والقانون،ولكن الصهاينة – أصحاب الأجندة المحددة الذين نجحوا في سلب الأرض من أهلها الحقيقيين ،بدعم ومساعدة دولية ترغب في التخلص منهم ،لفسادهم وافسادهم،وجهات إقليمية مشبوعة أرادت تمكين نفسها بوجود طرف آخر من نفس طينتهم، بدليل انهم ما يزالون يرفضون التعايش في الإقليم مع الأتراك والإيرانيين ،وأعني بذلك بعض حكام جزيرة العرب الذين اغتصبوا الحكم من القبائل الأصلية-رفضوا مشروع فتح للعديد من الأسباب أهمها:انهم يعرفون مقدرة العرب الجنسية التي تغذي الواقع الديمغرافي وتقلب الموازين لاحقا.
فهم أي اليهود يعيشون على الطرز الغربي ويكتفون بعائلة تضم طفلا أو طفلين،بعكس العرب المسلمين والمسيحيين الذين يؤسسون أسرا كبيرة،مع إستثناء اليهود التوراتيين”الحريديم”الذين ينافسون العرب في عدد أفراد الأسرة،ولا شك ان العامل الديمغرافي إضافة إلى قلق الوجود،عاملان مقلقان بالنسبة لصناع القرار في مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية.
أما السبب الثاني لرفض الصهاينة للدولة الديمقراطية الواحدة ،فهو الرغبة الملحة بإقامة مملكة اسرائيل الكبرى التوراتية،التي تضم اليهود فقط ،وبحسب أدبياتهم فانهم ربما يضطرون بعد الترانسفير الفلسطيني ،إلى الإبقاء على عدد محدود جدا من “الضيوف” غير المرغوب فيهم أصلا،الذين سيقومون بأعمال دنيئة مثل تنظيف الشوارع والحمامات التي يأنف اليهودي من القيام بها.
كانت الرسالة الصهيونية واضحة منذ البداية،ولكننا عربا ومسلمين ولا أستثني أحدا،مصابون بعمى الألوان،لذلك توسلنا إليهم بحل يفضي إلى إقامة دولتين احداهما يهودية عملاقة ومسلحة نوويا،والثانية مسخ فلسطينية منزوعة السلاح،ولمزيد من العبط قلنا ان القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين،علما انهم وقبل توقيع أوسلو وخلال المفاوضات السرية في قصر مهجور بإحدى غابات أوسلو بالنرويج ،أكدوا انهم لن يمنحوا الفلسطينيين سوى “قنّ” دجاج صغير في باحة البيت الإسرائيلي الكبير.
والملاحظ انه ومنذ توقيع اتفاقيات أوسلو سيئة السمعة والصيط ،تآكلت أراضي الضفة الفلسطينية ،ولم يبق أصلا مساحة حتى في أحلام الذين يحلمون بحل الدولتين،لأن المنطق الصهيوني يقوم على نفي الآخر الفلسطيني،ولأنهم جاؤوا لتنفيذ مشروعهم الشيطاني ،القاضي بإقامة مملكة إسرائيل الكبرى الممتدة من الشلاطيء الشرقي للبحر الأبيض المتوسط،حتى الشاطيء الغربي لبحر قزوين حيث إنطلق يهود مملكة الخزر، الذين تهودوا مع الملك الخاقان بعد غزو جيوش هارون الرشيد لمملكته وإلحاق هزيمة نكراء به،والغريب في الأمر أنه ظهر حاكم عربي هو العقيد القذافي وطرح مشروع “إسراطين”،ولم يهتم بمشروعه أحد من الصهانية.