مصطفى الشبول
في لقاء تلفزيوني جميل تم بثه على إحدى القنوات المحلية مع المواطنين في إحدى القرى الشبه نائية ، حيث كان عنوان حلقة اللقاء عن الانتخابات وما هي مواصفات المرشح الذي تنوي انتخابه؟ … وقد طغى على اللقاء المصداقية والبراءة من خلال أجوبة المواطنين الذين تم انتقائهم في مواقعهم وبشكل عشوائي ومن كلا الجنسيين ومن كافة الأعمار … فمنهم من قال : بأنه سينتخب من يُسَجّل له أبنه العاطل عن العمل بالدفاع المدني أو بالجيش ، ومنهم من قال : بأنه سينتخب من يُخَفّض أسعار الخبز والكاز ، ومنهم من قال ( وهي امرأة عاجزة) : سأنتخب من يُخرج لي راتب معونة وحجه بالإضافة لتجهيز بيت أبني الثلاثيني الأعزب ويُزوجه … لكن أجمل رد كان لرجل ستيني يجلس أمام منزله على حجر أزرق قديم عندما قالت له المذيعة : ما مواصفات المرشح الذي ستنتخبه ؟ … حيث قال : يا بنتي عندما درسنا اللغة العربية سابقاً وتَعَرّفنا على الأسماء والأفعال اللازمة والمتعدية والحروف الزائدة والأصلية ، وكيف نعرف أوزانها ، وإذا ما مر فعلاً مضارعاً وأردنا معرفته ما بين القوة والضعف علينا أن نقوم بإعادته إلى أصله الثلاثي أو إلى الفعل الماضي لمعرفته ومعرفة الحروف الأصلية من الزائدة فيه، فبهذه الطريقة نعرف الحرف وقوته و نعرف حقيقة الفعل … هكذا يجب أن نفعل بالمرشحين قبل أن نختارهم وننتخبهم ، فيجب أن تعرف كيف كان سابقاً ، وكيف كان تعامله وتعاملاته مع الناس ، لأن من ينوي الترشح تجده يتغير قبل الانتخابات بفترة (يعني بس يحط بباله الترشح يحاول تغيير نفسه ولبس الأقنعة المزيفة التي يظهر بها بشخصيته الجديدة ) … ثم أكمل (الرجل الستيني) قائلاً : انظروا إلى من ينوي الترشح وتذكّروا كيف كان في عمله السابق ووظيفته ، هل كان أهلاً لها ، وهل كان يمشي في عون الناس وخدمتهم … ثم اسألوا جيران المرشح وأقربائه ومن تعامل معه بالدرهم والدينار ، كيف كان سلوكه في التعامل والتسامح والعفو عند الخصام … فلا يغركم سلوكهم واجتماعياتهم الزائدة ومشاركاتهم في كل المحافل والمناسبات وقت الترشح ، وكيف اختلفت طريقة طرح السلام من التسليم و السلام بالحواجب ورؤوس الأصابع للسلام مباوسه وبالأحضان … ومن قطع المرحبا لطرح التحية والاحترام.
وقبل أن تنهي المذيعة اللقاء ، قالت للرجل الستيني (بعد أن أعجبها كلامه): بماذا تنصح من يريد أن ينتخب وكيف يختار المرشح؟ … فقال : بأن يتعامل معهم كما يتعامل مع الأفعال في اللغة العربية ، إما بإعادته إلى أصله الثلاثي ، أو للفعل الماضي للتعرف على حقيقة الحروف والصفات الزائدة والدخيلة فيه من الحروف والصفات الأصلية…
فعلاً كلام الحجي بِخُشّ الدماغ ، هاي هيك ما حكى عن الفعل اللازم (المستحق بجدارة ) ولا عن الفعل المتعدي ( جوزك وان راد الله) ….