عجلون : كورونا تفرض ظروفها وتجعل مرشح الاجماع صعبًا لعدم السماح بالانتخابات الداخلية عجلون-الدستور
بعض العشائر فقط هي من قامت بفرز مرشحيها لخوض الانتخابات النيابية حتى الآن، غير أن السواد الأعظم من العشائر الكبيرة ما زالت الخلافات تعصف بين افرادها وتعنت المرشحين بعدم التفاهم أو الانسحاب لصالح بعضهم بعضا، وبعض العشائر تطبخ الامور فيها على نار هادئة جدا، وبعض المرشحين من النواب الحاليين في مرحلة دراسة وترقب سواء كانوا ذكورا أو اناثأ.ويبدو أن «الانا « المرتفعة عند بعض من يرغبون بالترشح عالية والبعض لا يقبل بالصندوق الداخلي ( رغم التحفظ الرسمي صحيا ) واخرون ليسوا الا تكملة عدد وربما أدوات بيد غيرهم.
ان عدم وجود توافقات حقيقية بين العشيرة الواحدة أو العشائر، وفي ظل عدم السماح بالإنتخابات الداخلية بسبب كورونا، خلط الأوراق وجعل الأمور تزداد صعوبة، ما سيجعل بعض المرشحين يتراجعون عن قرار ترشحهم في ظل قناعاتهم أن عدم وجود إجماع داخل عشائرهم سيعقد الأمور وسيجعل الفرصة تضعف كثيرا بالحصول على مقعد في البرلمان الأردني.
جهود الإصلاح والترميم التي تحاول العشائر القيام بها داخليا ما زالت لم تنضج بعد بسبب كثرة الاعتراضات والاقتراحات خاصة من جماعات «الفيس بوك « التي تحاول أن تتدخل في كل شيء تحت ذريعة كلمة ووجهة نظر الشباب ومحاولة تهميش لأصحاب الخبرة والمعرفة في مضمار الانتخابات، هناك أصوات تنادي وتقول للمرشح القادر على تشكيل قائمة والانفاق على الحملة الانتخابية فليتقدم.
لاشك أن هناك كفاءات تطرح نفسها وأعلنت خوض الانتخابات للمرحلة المقبلة تستحق أن تكون ممثلة لعشائرها لا بل محافظتها، واخرون مالهم بهذا الكار ولا يملكون من الامر شيئا، وربما لو وقع عليهم الاختيار لا يستطيعون الانضمام إلى قائمة على الأقل كحشوة. وتشير الاستطلاعات الأولية للخارطة الانتخابية في محافظة عجلون أننا على أبواب 7 قوائم انتخابية على الأقل، وقد تتقلص هذه القوائم الى 6 أو 5 قوائم في حال تم الوصول الى توافقات في مناطق خيط اللبن وكفرنجة وعنجرة.
ففي منطقة خيط اللبن بشقيها الشرقي والغربي تبذل جهود حثيثة من قبل وجهاء وأبناء المنطقة وعدد من مرشحيها للوصول الى قائمة واحدة تمثل كافة عشائر ومناطق الخيط، حيث إن جميع الاحتمالات واردة، وقد يكون السبب وراء ذلك تداعيات الانتخابات السابقة وكثرة عدد المرشحين وتعدد الأراء في هذا المجال، غير أنه في حال اتفق أبناء المنطقة على قائمة واحدة، فسترتفع فرصتهم بالحصول على ثلاثة مقاعد و من المعروف أن المنطقة يوجد فيها أكثر من 23 ألف صوت، موزعة على بلدات راسون وقراها وباعون وعرجان وأوصرة والهاشمية وحلاوة والوهادنة ودير الصمادية.
وفي لواء كفرنجة الذي يضم مدينة كفرنجة وبلدات راجب والسفينة وبلاص والحرث وعين البستان والعامرية وغيرها ما زال يلفه حالة من الترقب الشديد، حيث يصعب تشكيل قائمة واحدة تمثله بسبب ظروف التكتلات العشائرية، فمن المعروف أن اللواء يضم ثلاثة تكتلات كبيرة، وكل من هذه التكتلات لديه الفرصة للحصول على مقعد في البرلمان الأردني، وبالطبع فإن عدم السماح بالانتخابات الداخلية للعشائر ما يزال يخلط الأوراق في اللواء الذي دائما يسجل أعلى نسبة انتخابات تتجاوز 85 % حيث إن بعض العشائر ما زالت تبحث عن آلية مناسبة لفرز مرشح إجماع، وهو الأمر الذي يبدو صعبا. وفيما يتعلق بلواء القصبة « عجلون « الذي يضم مدن عجلون وعنجرة وعين جنا وتجمعات قرى الروابي التي تضم إشتفينا ورأس منيف وسامتا وأم الينابيع ومحنا والطيارة وتجمع قرى الصفا التي تضم الساخنة والشكارة والفاخرة والجبل الأخضر والخشبية والصفصافة والسوق والزراعة، ما تزال الأمور دون وضوح باستثناء ظهور عدد كبير من المرشحين الشباب الذين لا يعرف مدى جديتهم بالاستمرار في الانتخابات أم أنها قضية مناورات أو لإثبات الوجود.
والوصول الى مرشح إجماع في ظل ظروف كورونا وأوامر الدفاع التي لا تسمح بالتجمعات وإجراء انتخابات داخلية يبدو الامر صعبا، ولكن يبدو أن هناك بعض الإقتراحات التي أصبحنا نسمعها ومن أهمها التزكية وأن يقوم عدد محدود من أبناء العشائر باختيار مرشح إجماع لكل عشيرة وغير ذلك من الإقتراحات التي ما زالت تصطدم بعقبات.
أما العشائر المسيحية في لواء القصبة فما زالت تدرس أمورها، ولم يطرح أي مرشح رسميا اسمه لغاية الأن للترشح مع أن هناك بعض الأسماء تتردد، ولكن بالطبع لم يتم ذلك رسميا. وفي منطقة الجنيد التي تضم بلدات صخرة وعبين وعبلين، تعتبر من المناطق الساخنة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، حيث يملك أبناء المنطقة عددا كبيرا من الأصوات يمكنهم من الفوز بمقعد في البرلمان بكل يسر وسهولة، ولكن بشرط أن تزيد نسبة التصويت في المنطقة عن حاجز الـ 70%، وأصبح معروفا عن منطقة الجنيد أنه مهما كان حجم الخلافات والتجاذبات والظروف فإن المنطقة لا تتشكل فيها إلا قائمة واحدة وهذا الأمر يحسب للمنطقة وهو أيضا ما سيمكنها من الفوز بمقعد على الأقل في البرلمان بكل يسر وسهولة.. قد تحمل الأيام القادمة أخبارا وتطورات جديدة وخاصة في ظل بحث العشائر عن آلية مناسبة لفرز مرشح إجماع، وإذا توفرت هذه الألية فقد تتمكن العشائر التي أجمعت على مرشح واحد من تحسين فرصها بالحصول على مقعد في مجلس النواب، وخاصة العشائر ومرشحيها الذين يملكون رصيدا إنتخابيا من خارج عشائرهم، لا بل القادر على تشكيل قائمة انتخابية.