خطاب العرش رسم ملامح المرحلة المقبلة للدولة الأردنية
رسم افتتاح جلالة الملك عبدالله الثاني اعمال الدورة غير العادية لمجلس الأمة التاسع عشر، وإلقاؤه خطاب العرش السامي، عنوانا مهما جديدا لملامح المرحلة المقبلة للدولة الأردنية التي تحتفل بمئويتها وسط التفاؤل بالمستقبل المشرق للوطن والمواطن.
ويكرس خطاب جلالته ان مبدأ المملكة يستند إلى تعزيز علاقاتها وتحالفاتها وفق مصالحها العليا، وأبرزها حماية أراضيها والدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس استنادا إلى مواقف الهاشميين الثابتة وغير القابلة للمساومة، بالرغم من تنامي المخاطر والتهديدات لهذه المقدسات.
وحمل خطاب العرش رسالة ملكية سياسية مهمة للغاية، عنوانها أن الأردن ملتزم بالاستحقاقات الدستورية ولن يقبل أي شكل من التدخل او التعدي على الدستور تحت أي ظرف.
ويقول مراقبون ان خطاب العرش الملكي، ينبع من ثقة جلالته بسيادة قرارات الدولة الأردنية كدولة مؤسسات راسخة تقترب من مئوية تأسيسها، وتتعاطى مع الشأن السياسي وفق ما تمليه عليها مصلحتها الاستراتيجية العليا.
ويؤكد الوزير الاسبق وائل عربيات، ان افتتاح جلالة الملك عبدالله الثاني، لأعمال الدورة غير العادية لمجلس الأمة التاسع عشر، في ظل ظروف استثنائية، “تأكيد ملكي على حماية الدستور والالتزام به، فضلا عن إرساء الأسس والتقاليد التي تعزز من احترام الدستور والسير قدما لتعزيز الديمقراطية في البلاد ممارسة وقيما”.
وقال عربيات، ان جلالته “طبق التزاما ملكيا بالاستحقاق الدستوري للمسيرة الديمقراطية، والحرص على المشاركة الشعبية في صناعة القرار، وبناء المستقبل المنشود، الذي يليق بطموحات الشعب الأردني وتضحياته الكبيرة، وحقه في الحياة الحرة الكريمة، والوطن النموذج في القوة والتقدم والازدهار”.
ويؤكد عربيات ان القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن هي رسالة واضحة “تتمحور على عدم التخلي عن الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وتسويتها من خلال تحقيق الحل العادل الشامل وفق قرارات الشرعية الدولية”، إذ لم يخل خطاب او لقاء او كتاب تكليف سامٍ من التركيز على القضية الفلسطينية وأهلها وايلائها كل اهتمام ورعاية.
وأضاف، ان الهاشميين يركزون دوما على أهمية القدس والوصاية الهاشمية، وتأكيد الدور التاريخي والديني في حماية المقدسات في القدس.
من جهته يرى الوزير الاسبق مجحم الخريشا، ان خطاب العرش الملكي جسد اعتزاز جلالته بالأردنيين واستنهاض هممهم، مستندا الى أسمى معاني الإنسانية والمسؤولية، مشيرا الى أن جلالته شدد على أن المواطن هو “محور الاهتمام في أي مكان وزمان”، ما رفع حجم المعنويات وأعطى في الوقت ذاته بارقة أمل كبيرة بقدرة المملكة على تجاوز أزمة كورونا قريبا.
ويرى الخريشا ان حالة تفاؤل سادت الشارع الاردني بعد خطاب جلالته والتي اظهرت الهمة العالية والعزيمة الصلبة في مواجهة الصعاب.
واضاف، ان توقيت خطاب العرش جاء في الوقت الذي لا بد وان “نقطف فيه نحن الأردنيين نتائج الصبر والمعاناة والتحمل الكبير الذي فرضه الواقع المر لهذه الأزمة التي يمر بها الاردن والعالم اجمع”، خاصة وان الخطاب الملكي بث في وجدان الاردنيين الأمان، والعزة والكبرياء، وأكدت صمود الاردنيين وقدرتهم على التحدي والرسوخ والارادة التي لم تنل منها عوامل الخوف والذعر من هذا الوباء، في ظل قيادة حكيمة من جلالته في التعامل مع هذه الازمة منذ بدايتها.
واشار الى ان خطبة العرش حملت مضامين التفاؤل والعمل الجدي والإنجاز لتجاوز هذه الازمة، الامر الذي أدخل الطمأنينة إلى نفوس الاردنيين والثقة بتعاضدهم وتكاتفهم لتجاوز ازمة كورونا، واظهرت المعدن الحقيقي للأردنيين وقيادتهم الهاشمية والتناغم الكامل المبني على الثقة المتبادلة والشفافية.
العميد المتقاعد حافظ الخصاونة، اكد أن ما ورد في خطاب العرش أمس، عن الجيش العربي، يجدد الثقة بأداء هذا الجيش الوطني القومي الرفيع ودفاعه عن الأرض والشعب والاستقرار، ويعيد الذاكرة إلى صوره المشرقة، فهو منذ تأسيسه وحتى اليوم يعد جيش الأمة العربية، كونه جند نفسه لخدمة قضاياها والدفاع عن وجودها وكرامتها.
وشدد على التزام الجيش العربي على مر التاريخ بالدفاع عن قضايا الأمة وترابها وأمنها من أي خطر يهددها، مشيرا إلى أن الجيش المصطفوي والأجهزة الأمنية مستعدة للتصدي لكل ما يمكن أن يهدد أمن المملكة أو أشقاءها في الجوار.
وفيما يتعلق بكورونا، جدد الخطاب تأكيد جلالته على تسخير جميع الإمكانيات لحماية المواطن والحفاظ على صحته، وحماية الاقتصاد الوطني في نفس الوقت.
السفير السابق احمد مبيضين قال، لطالما أكد جلالته في العديد من المناسبات والمواقف، بأن صحة المواطنين وسلامتهم هي في مقدمة الأولويات، بالتوازي مع أهمية صون حقوق المواطنين وإنفاذ سيادة القانون على الجميع وبمنتهى الحزم والشفافية.
واضاف، خطاب العرش الملكي جاء ليؤكد اهمية “دعم القضاء وسيادة القانون على الجميع بحزم ودون تردد أو محاباة لأي كان، والاستناد الى احكام القانون وسيادته لبناء منظومة قيمية لمفهوم المواطنة وسيادة القانون وبما يكفل الحقوق ويحدد الواجبات والمسؤوليات في إطار الدولة”.
وبين ان جلالته يرى على الدوام أن سيادة القانون هي المظلة التي تحمي مسيرة الديمقراطية والإصلاح في الأردن وهي عنصر أساسي لإحداث التنمية والتطوير.
![خطاب العرش رسم ملامح المرحلة المقبلة](https://www.enjaznews.com/wp-content/uploads/2020/12/pic_136919-1.jpg)