ينتظر أصحاب مشاريع سياحية، أعمالها شبه متوقفة هذه الأيام، انتهاء حظر أيام الجمع، لتهيئتها مجددا في محاولة منهم لتعويض خسائرهم باستثمارها في استقبال السياح خلال فصل الشتاء الذي يستمر في المحافظة لأكثر من أربعة أشهر.
وأكدوا أن عدم تهيئة المواقع الأثرية والمشاريع السياحية للبنى التحتية المناسبة لموسم الأمطار، يسهم في تراجع الإيرادات السياحية، بحيث تضيع 4 أشهر من عمر الشتاء من دون مردود حقيقي لأصحاب المشاريع، مطالبين بتحسين البنى ليكون بمقدورها المساهمة في ديمومة الحركة السياحية طيلة الشتاء، وتوفير الدعم من قروض ومنح لأصحاب المشاريع لتطوير استثماراتهم بما يتلاءم والسياحة الشتوية.
ويقول مشرف مخيم راسون السياحي عمران الشرع، إن حظر أيام الجمع الممتد منذ أشهر، وضعف الإمكانات الذاتية لإقامة المرافق الشتوية داخل المعسكر، وعدم توفر البنى التحتية المؤدية للمعسكر، كلها أمور تزيد من تراجع السياح خلال فصل الشتاء وبالتالي تتراجع الإيرادات بشكل كبير، داعيا إلى تحسين البنى التحتية من طرق مؤدية للمشاريع السياحية، وتوفير المنح والقروض لأصحاب المشاريع لتحسين البنى التحتية في مشاريعهم وتطويرها بما يشجع على الزيارة خلال الشتاء.
وبين مالك المشروع زهير الشرع، أنه أقام سابقا شاليهين في المعسكر لاستقبال السياح خلال الشتاء، كما يعمل حاليا على إضافة 3 أخرى، داعيا إلى توفير الدعم من منح وقروض لتطوير مشروعه وبما يضمن ديمومته خلال الشتاء؛ كإقامة صالة زجاجية يمكن للسائح أن يشاهد من خلالها تشكل الضباب وهطول الأمطار والثلوج.
ويشير إلى مشكلة تتعلق بمعارضة “البلديات” وعدم الموافقة للراغبين بإيجاد مشاريع سياحية، رغم موافقة جهات أخرى عدة، إلا بوجود طريق تنظيمية تخدم المشروع بسعة 12 مترا، داعيا إلى ضرورة تجاوز مثل هذه الاشتراطات التعجيزية.
ويقول بدر الصمادي، إن أجواء الشتاء يجب أن تجذب آلاف المتنزهين للاستمتاع بالمناظر الجميلة، ومشاهدة الأودية والينابيع المتفجرة وتجمع المياه بسد كفرنجة، ما يستدعي تسليط الضوء على المواقع السياحية، التي يمكن أن تقام فيها استثمارات سياحية جاذبة للزوار خلال الشتاء، وتوفير المنح والقروض لإقامة المشاريع الملائمة للشتاء.
وأكد أن عشرات المشاريع السياحية في المحافظة تعاني من خسائر كبيرة جراء تراجع الحركة السياحة بسبب ظروف كورونا وحظر أيام الجمعة، وبالتالي تراجع أعداد الزوار إلى حدودها الدنيا، متمنيا أن يشهد مطلع العام المقبل تزايدا في أعداد الزوار لتعويض شيء من الخسائر التي تكبدها أصحاب المشاريع السياحية.
ويقول مستشار مركز “إرادة” في المحافظة علي المومني، إن إقامة المشاريع السياحية في محافظة عجلون تعد إحدى أساسيات التنمية فيها، ليس لدورها الاقتصادي المهم فحسب، بل لأن المنطقة ذات طبيعة ملائمة ومناسبة لإنجاح هذه المشاريع التي تحقق مردودا متزايدا في الاقتصاد وتشغيل الأيدي العاملة، وهذا ما يؤكد أهمية الدور الذي تقوم به الحكومات ووزارة السياحة في تشجيع وتمويل هذه المشاريع في المحافظة الجميلة والخضراء.
وزاد أن الحديث عن تطوير هذا القطاع، يأتي في مقدمته السياحة الشتوية لتكون أمرا مهما لزيادة أيام عمل هذا القطاع المهم وضرورة العمل على ذلك لتحقيق أهداف تنموية أخرى، وتكون بيئة ملائمة لاستيعاب الزوار للمنطقة في مختلف الأوقات وخاصة بعد تشغيل التلفريك.
ومن جهته، أكد مدير سياحة المحافظة محمد الديك، تراجع أعداد الزوار للمحافظة خلال الشهر الماضي إلى الحدود الدنيا، مشيرا الى تأثيراتها السلبية على أصحاب المشاريع السياحية، بسبب تفشي كورونا وحظر الجمعة.
وبين أن أعداد السياح لم تتجاوز لشهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي 5 آلاف زائر جميعهم من السياحة المحلية، متوقعا أن تتزايد هذه الأعداد مطلع العام المقبل وحلول الربيع، لا سيما مع إعادة العمل ببرنامج “أردننا جنة”، وتوقع انتهاء حظر الجمعة كما هو معلن نهاية العام.
وكشف أن مخصصات مديرية السياحة من مجلس المحافظة للعام المقبل تبلغ 100 ألف دينار، بحيث سيذهب مبلغ 30 ألف دينار لتطوير محمية غابات عجلون، فيما سيخصص المبلغ المتبقي لأعمال الصيانة والتأهيل لموقعي قلعة عجلون ومار إلياس.
وزاد الديك، أن مديرية السياحة تؤمن بأهمية تنشيط الحركة السياحية خلال فصل الشتاء، وإيجاد البرامج والأنشطة الملائمة، مشيرا إلى أن هذه السياحة تلقى رواجا محدودا في المحافظة، ما يتطلب تجاوز العوائق التي تتلخص بعدم توفر البنى التحتية المناسبة، لافتا إلى أن قلعة عجلون، وهي المعلم الأبرز في المحافظة، لا يعقل أن تصل إليها طريق واحدة بسعة 12 مترا وتمر وسط عجلون، فيما يصبح المسير عليها خطرا خلال تساقط الثلوج وتشكل الجليد.
وبين أن المديرية وبهدف تنشيط السياحة الشتوية تسعى سنويا إلى تنظم فعاليات مختلفة تتضمن تسويق المنتجات في مركز الزوار وعمل فقرات ترفيهية واجتماعية، مؤكدا أن إنجاز مشروع التلفريك وتحسين البنى التحتية كالطريقين الملوكي والدائري، سينهضان بالمحافظة سياحيا على مدار العام، لافتا إلى أنه سيتم مطلع العام المقبل تشغيل متنزه “سوس راسون” بعد أن تم إحالة عطاء تشغيله على مستثمر محلي.
يذكر أن المحافظة كانت تشهد في أعوام سابقة قدوم وفود سياحية أوروبية ومجموعات سياحية بين شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (اكتوبر) لزيارة المسارات السياحية، الأمر الذي ينعكس إيجابا على مشاريع الإيواء وبيوت الضيافة والمطاعم.
يشار إلى أن رئيس مجلس إدارة المجموعة الأردنية للمناطق الحرة والمناطق التنموية الدكتور خلف الهميسات، أكد في تصريح سابق لوكالة الأنباء الأردنية، أن القطاع الخاص شريك أساسي في مشروع تطوير منطقة عجلون التنموية من خلال المرحلة الثانية التي سيتم طرحها للاستثمار.
وبين الهميسات أن الفرص الاستثمارية التي ستعلن عنها المجموعة لهذا المشروع تتضمن إقامة مركز مؤتمرات، وفنادق، إضافة إلى عدد من الأسواق التجارية والمطاعم والمقاهي والمنتجات الزراعية الموسمية، تستهدف القطاع الخاص محليا وإقليميا ودوليا، مؤكدا أن إنشاء تلفريك عجلون يهدف لتطوير المحافظة وتحفيز وجذب الاستثمارات السياحية ودعم الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل.