الطفيلة – انجاز
من عبدالله الحميدي
“وطن بنكهة هاشمية” كان عنوان ورقة العمل الاولى ضمن ندوة مئوية الدولة، التي ط رعاها الوزير المهندس خالد الحنيفات
والورقة التي أعدها د. حاكم المحاميد، تكتنز بألم أقف، وبالمحطات التاريخية، اذ ان المحافظ السابق المحاميد، يعد باحثا في المجال
وتاليا نص الورقة
لم يكن الاردن جغرافيا خارج الاهتمام الاقليمي والعالمي في يوم من الايام، بل كان في معظم الاوقات في صدارة الاحداث السياسية، الا انه في أواخر عهد الدولة العثمانية أصبح خارج الاهتمام الاداري وخضع في التعامل معه لشرط المصلحة العليا للدولة المركزية ولم يكن أهله في الحسبان.
إنطلقت الثورة العربية الكبرى وإنحاز الاردنيون اليها، وأصبحوا جزء رئيسا منها الى ان وصلت طلائعها دمشق، فأصبح الاردن ضمن مشروعها الجديد الذي تمثل في الحكومة الفيصلية السورية التي أجهضت جيوش فرنسا احلامها في البقاء بعد معركة ميسلون، ليعود شرق الاردن من جديد في فراغ سياسي قام أهله بسدّه من خلال حكومات محلية مرحلية.
جاءت النداءات المختلفة والمتسارعة من قبل اهالي شرق الاردن، ومن خلال مؤتمرات ولقاءات مختلفة، ومعهم أحفاد الثورة في سوريا والعراق للمطالبة بقائد عربي هاشمي يقود المرحلة القادمة، ويؤسس لمرحلة نضالية جديدة بعد أن غادر الملك فيصل سوريا وشرق الاردن.
بعد ان توقفت ثورة العرب في دمشق، وبدأت أحلام القومية العربية بالإتساع، إستشعر الاستعمار ذلك، فقرر تنفيذ “سايكس بيكو” على الأرض سريعا في مواجهة طموحات القومية العربية وقادتها، وعلى رأسهم الشريف الحسين بن علي وإبنه فيصل في سوريا، فدخلت الجيوش الفرنسية دمشق بعد معركة ميسلون الفاصلة .
إنحلت الحكومة العربية في دمشق، وبدأ الفراغ السياسي واضحاً في شرق الأردن حيث تشكلت حكومات عدة لسد هذا الفراغ، إلا أن الخوف من زحف الجيوش الفرنسية إلى الشرق الأردني، وضعف الحكومات المحلية وكثرتها، كان الدافع القوي وراء تداعى وجهاء البلاد للالتقاء في الثاني من ايلول 1920 في أم قيس، وقبلها في السلط، لصياغة تصورهم الأول واشواقم لبناء كيان وطني .
قرر أهل البلاد، ان يكون لهم أمير عربي، يعيد لمشروع النهضة العربية حيويته، يوحد البلاد الأردنية، وان يكون لهم حكومة وطنية مستقلة ، لها جيشها الوطني المستقل، وتمثيلها الخارجي المستقلة فانطلقت رسالتهم لتصل شريف العرب، فيأذن الشريف الحسين لولده الأمير عبدالله بالقيام بهذه المهمة التاريخية حيث البوصلة تتجه نحو شرق الأردن والهدف واضح .
غادر الأمير عبدالله الحجاز متجهاً إلى معان ليصلها في 1920/11/21 حيث كان بانتظاره كل من غالب الشعلان وفؤاد سليم وقائم مقام معان وغيرهم من وجهاء معان وأعيانها، فاستقبل إستقبال الملوك، مما أثار حفيظة بريطانيا وفرنسا، فاعتبروه امرأ خطيراً يهدد وجودهم في سوريا، خاصة بعد أن صرّح الأمير عبدالله أنه جاء لإحياء الثورة التي خمدت في حوران، وأعلن أنه جاء وكيلا ونائبا للأمير فيصل. وفي معان كتب الامير إلى الزعماء المحليين ، وإلى كل ذي رئاسة أو نفوذ من أهل البلاد الموالين للقضية العربية ، وكتب إلى أعضاء المؤتمر السوري يطلبهم الالتحاق به في معان ، فلبى الدعوة الكثيرون وقدم إليه من الشمال احمد مريود ومعه الشيخ مثقال الفايز وحديثة الخريشة وخير الدين الزركلي وحمد بن جازي وعطوي المجالي وسعيد خير وسعيد المفتي وميرزا باشا الذي عينه الامير قائدا عاما لقطاعات الفرسان، وعودة ابو تايه وحسين الطراونة وغيرهم فيما كانت رسائل الترحيب تصل تباعاً, فجسّد وصول الأمير إلى معان التي أضحت جذرا أصيلا في طريق التأسيس، اللحظة الأولى للحوار السياسي الوطني الجامع مع أهل البلاد بشتى منطلقاتهم الفكرية والجغرافية.
ومن “مقر الدفاع الوطني”، المكان الذي إنطلقت منه رحلة تأسيس الدولة الأردنية الحديثة بعد أن إتخذه الأمير مقرا له والذي سمي فيما بـعد “قصر الملك المؤسس”، بدأ الأمير عبدالله بن الحسين ممارسة نشاطاته وإتخاذ قراراته السياسية، نائباً عن أخيه فيصل ملك سوريا الشرعي, وأصدر صحيفة (الحق يعلو) لتكون الناطقة بإسم النهضة الجديدة وعنواناً من عناوين الثقافة والوعي للمرحلة القادمة، فحملت خطابه السياسي والثقافي ودعوته إلى أحرار العرب، ونقلت لهم بيانه السياسي الذي جاء فيه: “كيف ترضون أن تكون العاصمة الأموية مستعمرة فرنسية .. أن رضيتم فإن الجزيرة لا ترضى وستأتيكم غضبى…”.
وعلى الرغم من رسائل التهديد البريطانية التي وصلت إلى الأمير بالعودة من حيث أتى، وافق الأمير على تأسيس الكيان السياسي في شرق الأردن، وتمت مبايعته في معان، ثم طلب زعماء الأردن من الأمير التوجه إلى عمان، يقول الامير: “فقد هـرع الناس اليّ يدعونني إلى عمـان فكنت أجيبهم بأنني فاعل إن شاء الله …” وتحرك الأمير من معان بعد أن ودع أهلها الذين أحسنوا ضيافته وكانوا أهل كرم وجود بكلمات مختصرة: ” كلكم يعلم ما جرى في البلاد ..
وإننا نرى دماءنا وأموالنا رخيصة في سبيل الوطن وتخليصه, ولقد قطعتم الفيافي والقفار والتحقتم بنا للذود عن البلاد والأعراض, وقد كان سعيكم سعياً مشكوراً وعملاً مبروراً, وهذا شأني فيكم وأحيي شعوركم الصادق … إني الآن مودعكم وأود أن لا أرى بينكم من يعتري إلى إقليمه الجغرافي بل أحب أن أرى كلا منكم ينتسب إلى تلك الجزيرة التي نشأنا فيها وخرجنا منها, والبلاد العربية كافة هي بلاد كل عربي”. ووصل موكب الأمير محطة القطرانة والتقى بأهالي الكرك والطفيلة هناك، وبايعوه مطالبين أن يتشكل في الأردن كيان سياسي عربي تحت إمرة أمير عربي، وفي الجيزة التقى الأمير بأهالي البلقاء ومادبا وقبيلة بني صخر، فأخذ منهم بيعة تؤكد أنهم ينتظرون قدومه بفارغ الصبر، لينطلق بعدها إلى عمان، التي يصلها في ظهر يوم الأربعاء (2 آذار/مارس 1921م) وكان في إستقباله حشد كبير من مختلف نواحي البلاد.
وفي اليوم التالي أقامت بلدية عمان التي كان يرأسها سعيد خير حفل إستقبال حاشداً خطب فيه زعماء البلاد والاستقلاليون وعلى رأسهم كامل القصاب الذي طلب من الحضور أن يعاهدوا الأمير ففعلوا، وخطب الأمير في الجموع التي احتشدت للترحيب به، فقال في الخطاب الهاشمي الأول فوق الأرض الأردنية: “سروركم بنا وترحيبكم لنا واجتماعكم علينا أمر لا يستغرب . انتم لنا ونحن لكم”.
وقال الامير شعراً في هذه المناسبة :
وإن قصدت سراة العرب تندبهـم …
منهم أمامـــــك للأرواح قد بـذلــوا
تلك السراة وإن رام الـطغـاة بـها …
شرا وخانوا حقوق العهد لا تكلــوا
فلم تتخـل أبدا عن أصل مبدأهــا …
وليس يعرو قواها الوهن والفشـــل
تواصل السعي لا يثنى عزائمهـا …
خلف الوعود ولا التسويف والحيل
في كل وقت لهـــا سـعي يناسبـه …
وخطة ملؤهـا الإقدام والعمـــــــــل.
وصل الامير الى عمان وبدأ يؤسس لدولة حديثة، فأرتفعت المداميك الاولى بوصوله، وأخذت الحياة الادارية تسير في شرايين الدولة الوليدة، وأصبحت تتسع شيئاً فشيئاً حتى غدت بعد مرور مئة عام على تأسيسها من الدول المحورية في المشروع العربي ومنطقة الشرق الاوسط الجديد.
إنطلقت بناءات التأسيس الأولى بعد ان وصل الامير فعمد الى تاسيس نواة للجيش والدرك لحفظ الامن وشرع بتأسيس دوواين إدارية، وشكل مجلس مستشاريه الاول بعد وصوله عمان بوقت قصير، في 11 نيسان (أبريل) 1921 بدأ يرسم ملامح الدولة ويبني مؤسساتها ويؤسس لتنظيماتها الادارية والتشريعية والسياسية والعسكرية والمالية، ويرسم ملامح شكلها القادم وفق المعادلات الجيوساسية التي وضعت في المنطقة آنذاك، فنهض الاردن مبكراً ليلحق بالعالم ويقود الركب العربي. وبعد ان تشكلت الحكومة الاولى بدأت بالانتباه الى التعليم والصحة والعدل والامن، فشرعت القطاعات الحيوية بالعمل، فبعضها إنطلق من الصفر وبعضها بدأ يصلح ويطور ما كان موجوداً ويبني عليه، لتكشف مرحلة التأسيس في عهد الملك المؤسس عن قدرة عالية لدى ابناء شرق الاردن بالنهوض في بلدهم والاصرار على تطوير مؤسساته، فعند قراءة العديد من المؤشرات الاحصائية لعدد من القطاعات الحيوية نجد اننا حققنا معجزة في الكثير من المجالات رغم ما كانت تواجه البلاد من صعوبات مالية وضغوطات سياسية وحروب مدمرة، كان فيها الاردن في عين العاصفة، ولعل النهضة التي حصلت في قطاع التعليم والصحة والثقافة منذ تأسيس الدولة الاردنية الحديثة حتى الان يعطي مؤشراً واضحاً على سرعة نهوض هذا الوطن وتطوره.
يعرف الأردنيون ان مرور مئة عام على تأسيس هذا الوطن لم تكن تمر بسهولة، وإنما جاءت من خلال رؤية وطنية إستشرف فيها اهل الاردن بقيادتهم الهاشمية واقع المنطقة وظروفها، فعملوا مع الملك المؤسس على تأسيس البنى الراسخة للمؤسسات، وبنوا مع الحسين الباني مداميك الحضور الراسخ، وعززوا مع الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين القدرة والعزيمة والاصرار على المضي قدماً نحو مئة عام جديدة تتمثل فيها ملامح الهوية والرسالة، ويستمر فيها نهج العطاء والتطور في التنمية والصحة والتعليم وريادة الأعمال والتكنولوجيا، والالتزام بحقوق الانسان وتعزيز الحريات، والديمقراطية، والمؤسسية، ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية، من خلال الاصرار والطموح والتي ستكون العناوين الرئيسة للمئوية القادمة التي نسير اليها بثقة خلف حادي الركب جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وولي عهده الأمين.
ولعل مشرف الندوة، د. ابراهيم الياسين، يتابع، وينشر، وهو على يقين. ان اوراق الندوة، كانت مجودة ورصينه، اذ قال، أيها السيدات والسادة الأجلاء
أقمار الملتقى سدنة الثقافة وحراس الأدب وأصحاب الفكر،،
صباح أخضر كالربيع، معطر برائحة الورد والعشب لكم جميعاً يا من تشبهون الربيع بكل مدلولاته وتجلياته، أقدم لك أنقى التحايا وأعطر السلامات على ما قدمتم من ملاحظات وآراء ومقترحات حول ورقة معالي المهندس خالد الحنيفات، واستمرارا للعطاء ننشر اليوم ورقة لعطوفة الدكتور حاكم المحاكيم بعنوان (وطن بنكهة هاشمية)، راجين المشاركة من الجميع في مناقشتها بعمق وبيان تفاصيلها الدقيقة. مع خالص المحبة والتقدير لكم.
ويؤيد د. كامل الطراونه ما ذهب اليه الكاتب، شاكرا هذه الجهود لابراز مئوية الاردن بوجه قشيب من خلال محاور جادة تشبع نقاشا كي تكتسي ثوبها الانقى فيكون لها الحضور السامق في ثقافتنا العربية على مدى الوطن العربي وتستمر في اشعاعاتها كي تاخذ لها طريقا الى الثقافة العالمية.. شكرا للجهود الاكاديمية وللهمة العالية التي وظفت كي يبرز هذا العطاء المتوهج.
وفي تعليقه قال الوزير المهندس خالد الحنيفات، الذي افتتح الندوة، انه تأريخ أكاديمي مرموق ممزوج بانتماء وولاء لا حدود لهما….أبدعت د .حاكم وأنت الحاكم الاداري الانموذج في الاداره والاشتباك مع قضايا الناس بكل جرأه وواقعيه وشفافيه…
ويراها الاديب احمد الحليسي، ورقة شاملة ومتميزة، ركزت على تاريخ و جغرافية المنطقة، ابرزت دور الهاشميين في المحافظة على إرث الأباء و الأجداد، لغة متميزة وثقافة واسعة، شكرا لك دكتور حاكم، حفظك الله ورعاك،
وفي الاثناء كان رد الشاعر د. كامل الطراونه، “ابشر” د. ابراهيم فنحن جاهزون ان اردتم نعطرها نثرا او شعرا فانت دكتورنا ابراهيم السنديانة السامقة تعلو بشعلة وعيها وتزكو باريج محبتها وتنثر غلال ثقافتها بوهج جميل على دروب الشوق وفي جوانح العاشقين لوطنهم وبنى الانسان، دمت د. ابراهيم مفجر الذاكرة السنية ودام عميدنا ابا ايمن الدائم السعي في دروب الوعي والثقافة بهمة واقتدار.
وفي توصيف لما في الورقة، قال الشاعر ايمن الرواشده. قد يتجاوز الأمر شأن النكهة إلى شأن الحياة ..
ففي مرحلة من المراحل أصبح الهاشميون شريان حياة للعروبة ووريد أمل للوحدة ..
تتبع جميل وتسلسل تاريخي لمئوية الدولة في ظل الهاشميين ..
أبدعت دكتور حاكم المحاميد في رصف الورقة ورسم الطريق.
وتقول الشاعرة نبيلة حمد، حمى الله الأردن وحمى الهاشميين ورعى الله هذا الشعب الكبير ، لتستمر مسيرة هذا الوطن المعطاء والعظيم الحافظ لقلب هذه الأمة العربية الإسلامية بإنجازاته وصبره على التحديات
كل التقدير د .حاكم المحاميد
وفي قراءته الورقة، قال استاذ الادب العربي في مؤتة، د. خليل الرفوع. انها ورقة تستحق القراءة والتأمل لما فيها من تجلية لتفاصيل تأسيس الدولة الأردنية ولما بسطه الكاتب المحترم من سرد تاريخي يؤكد أن ثمة وعيا شعبيا كان عند آبائنا الذين ساروا في طريق النهضة العربية،
وإن إجماع الأردنيبن على الملك عبدالله الأول لم يكن مزاجا مؤقتا بل قال انه كان إدراكا لحالة سياسية ممتدة في ظل ظروف كونية وإقليمية حتمت عليهم المشاركة في تأسيس دولتهم.
الشكر موصول للدكتور حاكم المحاميد صاحب الورقة القيمة التي اكتنزت معلومات دقيقة، وللأستاذ الدكتور إبراهيم الياسين كل الاحترام.
وإن الأردن وطن يستحق عشقنا ونستحق شميم أقحوانه سياجا لنا من العاديات.
ويسجل الشاعر هشام القواسمه، كلماته الواثقة. ويقول دام هذا الوطن عصيا على التحديات داحرا كل المتأمرين.. كل التحايا د. حاكم على ما قدمت.. والشكر لك دكتور ابراهيم ولأبي أيمن كل المحبة ولراعي هذه الفعالية معالي المهندس خالد الحنيفات.
وتعتقد الاديبة د. فيفيان الشويري، ان النكهات الأردنية يعبق بها التاريخ المشرف للوطن العربي. وانت تقرأ التاريخ بقلم دكتور المحاميد، ياخذك السياق الصادق والموضوعي الى الحلم، فتتمنى لو كنت في ذلك الزمن فاعلا ومساهما، ومنتظرا ان يذكر اسمك مع هؤلاء الشرفاء، صانعي أمجاد الوطن وعزته…
ليت كل من تسلم مسؤولية ادرك معنى ان يسطر اسمه بشرف في سجل التاريخ والخلود.
ويرى الشاعر ايمن الرواشدة المئوية، من خلال هذه القصيدة،
مئةٌ مضتْ والليلُ ولّى والسَّنا
طلعتْ بشائرهُ من الآفاقِ
يا موطنَ الأحرارِ دونكَ خافقي
لتظلَّ فوقَ الشامخِ الخفّاقِ
طَلْقٌ مُقامُكَ ما بقيتَ مُنعّماً
يا خيرَ جارٍ مُترَفٍ رقراقِ
فاضتْ على كلِّ الجِوارِ محبةٌ
من عذبِ ماءِ وريدِكَ الدفّاقِ
أنت الذي جمعَ العروبةَ كلَّها
وخبأْتَهم في وارفِ الأحداقُ
وضَويْتَهم تحت العباءةِ حينما
ضاقت بلادُ الله بالأرزاقِ
َمئةٌ توقّفَ كلُّ مجدٍ عندها
شَغَفاً كما شُغِفَ الهوى بعِناقِ
ويقول مشرف الملتقى، د. ابراهيم الياسين.
نعم لقد ولى الليل والسناء وغاب الظلام وتلاشى الدجى مع سطوع شمس الوطن، وانتشار بشائر الخير في آفاقه الفسيحة، وارتفاع رايات الحق والمجد خفاقة. إنه وطن المحبة، وومقر الحرية، ومأوى الطيبين، وموضع شغف العاسقين، ومحل إقامة التائهين. (انت الذي جمع العروبة كلها) وانت الذي جمع المحاين كلها با ايها العاشق الشغف بخب الوطن وأهله ومن سكنه
وتراها الاديبة نعمات الطراونه، ورقة بحثية متميزة وقف فيها دكتورنا العزيز حاكم المحاميد على فجر تأسيس وطن حرص أبناؤه من مختلف العشائر على أن تكون قيادته هاشمية، سعت خلال مائة سنة إلى توطيد أركانه والحفاظ على أمنه واستقراره على الرغم من وجوده وسط منطقة ملتهبة،
وقالت يكفيه عزة وشرفا موقفه من القضية الفلسطينية، ودفاعه عن المقدسات الإسلامية(المسجد الأقصى) ووجوده على أطول خط مواجهة مع الكيان الصهيوني المستعمر، … مسيرة حافلة بالعطاء على مختلف المستويات ..
وقال الباحث محمد النعانعه، ان مئة عام مرت بني الهاشميون والاردنيون الاحرار الاردن طوبة طوبة يد تبني واخرى على الزناد
صدقت الرؤيا ايها الفاضل ان الاردن ليس الجغرافيا فقط
وانما هو تاريخ عريق مشرق وسلسله من الاحداث المتتالية والمتسارعة صطرها أبنائه الغر الميامين بدمائهم وعرق جباههم ليكون الاردن الحديث عناوين مجد وخلود وعلامة فارقة في سفر الدول المتطورة علميا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وشتى المجالات وما المديونية الكبيرة الا تركة هذا التطور والتقدم في العمران والاقتصاد والطب والعلم و والتكنولوجيا والبنية التحتية المتقدمة وان كانت هناك هنات لبعض المسؤلين لكن العزيمة والارادة قوية وصلبة نحوغد مشرق للوطن والمواطن
نعم سادتي ان الثورة العربية الكبرى ليست رصاصة أطلقت في الفراغ وانما اعلان للحرية والكرامة والحياة الافضل للاردنيين وللعرب.
وللتربوي الاديب الاستاذ محمد التميمي رؤية في ورقة الدكتور حاكم المحاميد، قال انه لرجل النشمي صاحب الوفاء والصداقة المخلص في كل المواقع التي عمل بها
وقال انه استعرض بالورقة “وطن بنكهة هاشمية”مسيرة النضال العربي منذ معركة ميسلون ورجوع الملك فيصل منها وعرج على اتفاقية سايكس بيكو والفراغ السياسي وكيف تنادى الأحرار في لقاءات أم قيس واربد والجنوب مرورا بوصول الأمير عبدالله بن الحسين إلى معان وطلب الشرفاء منه القدوم لعمان وفاتحة العمل بانجاز صحيفة الحق يعلو وهو توجه الأمير إلى العمل والثقافة والعلم رغم الصعوبات المالية والاقتصادية الا ان بنيان الدولة قد ارسيت دعائمه
ورقة لها كل التقدير تؤطر لمرحلة جميلة ومعان رائعة
وقبل ان يكتب نظما وقافية قال، الشاعر بكر المزايده، عطوفة الدكتور حاكم المحاميد. لقد طويتَ على مفاصل الكلام، وحززتَ أنامل المرام. نعم هو الأردن منذ فجر التاريخ يمضي على قدم وساق، ويعبر كل الأمواج حتى يصل إلى بر الأمان وذلك بتضحيات رجاله وقيادة الهاشمين الكرام. فحمى الله الأردن وأهله، وافاء عليه من فضله. حفظكم الله
وفي الاثناء، قدم الشاعر الاردني، بكر المزايده، قصيدة رائعة. بين يدي الورقة قال فبها
الله أكبرُ كمْ أهواكَ يا وطَني
يا نفخةَ الروحِ والانفاسِ في بَدني
مهما تمزّقُ ريحُ البعدِ أشرِعَتي
تَعُدْ إلى شطّّهِ جذلانة ً سُفُني
هذا هواكَ تقاسيمٌ وأغنيةٌ
يشدو بها القلبُ في سِرٍّ وفي عَلنِ
و العمرُ دنْدَنها لحناً على وتَري
والعينُ تشربُ في كأسٍ مع الشَجنِ
قلبي تشظّى غراماً فيكَ يا وطني
وفي عُيونِ الكرى ألقاكَ و الوسنِ
تاهتْ خُطى القومِ في أشواقها تعباً
فصرتُ أبحثُ عن عينيكَ يا وطني
واسألُ الدربَ عن أيامِ ألفتِنا
وعن ليالٍ مضتْ في غابر الزمنِ
واليومَ أقبضُ اشواقي لظًى بِيَدي
كقابض الجمرِ حرّانا من الفِتنِ