بترا-رزان المبيضين-
خلال شهر رمضان المبارك وفي ظل جائحة كورونا وظروف الحجر، يقضي الناس وقتا لا بأس به في منازلهم، ما يوفر لهم فرصة ذهبية لتطوير ذواتهم إما بالاستزادة من الميادين العلمية أو لممارسة وتعلم المواهب المختلفة، او لتقوية اواصر العلاقات داخل الاسرة الواحدة.
ووفقاً لمتخصصين، فإن سعي أصحاب الحرف والهوايات لاكتساب مهارات جديدة خلال الشهر الفضيل، يفتح لهم بابا لتفريغ الطاقات، والترويح عن النفس، ويمهد أمامهم سبيلاً للكسب المادي الإضافي، فضلا عن أن كسر “الروتين” اليومي، يعد علاجا فعالا لمشكلات نفسية، وربما اجتماعية.
كثر من استغلوا مواقع التواصل الاجتماعي، لتطوير ذواتهم، وتعزيز معارفهم، واعتبار فترة الشهر الكريم، وكأنها مدرسة متجددة لاستكمال التعلم، والنهل من القراءة، وتدعيم المعارف المختلفة، وتجديد مخزون الذاكرة من مختلف المعلومات.
وقالت خريجة طب الأسنان تقى بني عيسى، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن دراستها لم تمنعها من ممارسة هوايتها في الرسم، حيث كانت تبتعد بها عن ملل الروتين اليومي.
وأردفت: “بدأت أفكر في تطوير موهبتي حباً بممارستها وجعلها مصدراً لكسب المال، فبدأت قبل أشهر معدودة باستقبال طلبات الرسم عبر حسابي على تطبيق (انستغرام) والحمد لله أني وُفقت ونجحت”، محولة شغفها خلال الظروف التي فرضتها الجائحة، لبوابة عبرت منها لعالم خاص امتلأت به ألوانها.
المستشارة في شؤون العمل والمهارات الوظيفية دينا علاء الدين، وجهت الأفراد للتركيز على مجال تخصصهم ومتابعة تطوراته والتحديثات التي تطرأ عليه من خلال الاعتماد على المصادر الموثوقة.
وحثت علاء الدين الأفراد على فهم “السوق” الذي يعملون ضمنه وملاحقة التغييرات الحاصلة فيه، سيما وأن تقنيات الذكاء الاصطناعي تجتاح العالم ويمكن أن تحل (الروبوتات) محل العنصري البشري.
ونصحت علاء الدين الأفراد باستغلال أوقات الفراغ في الشهر الفضيل من خلال التوجه للمنصات التفاعلية والمواقع التعليمية على اختلاف مضامينها، عوضا عن قضاء الوقت بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وإدخال الكلمات المفتاحية عبر محركات البحث لقراءة الموضوعات التي يرغبون بسبر اغوارها.
وأشارت إلى أن تحقيق إنجازات بسيطة يومية يجعل من الوصول للهدف الرئيس أمرا معقولا وسهلا، لافتة إلى أهمية جدولة الأهداف المرجوة ضمن إطار زمني محدد يحث على تعلم شيء جديد كل يوم.
من جهته، قال أستاذ إدارة الأعمال وخبير إدارة الجودة الدكتور إبراهيم العجلوني إن الشهر الكريم فرصة لتنمية الذات في جوانب كثيرة، أهمها إدارة الوقت بما ينفعها.
وتابعت: يتعود الفرد على النظام في شهر الصيام، فينتظم طعامه وصلاته وعمله، وتقوى إرادته جراء الامتناع عن الطعام والشراب لوقت طويل في ظل درجات الحرارة المرتفعة، وهي فرصة لتقوية الإرادة لما بعد شهر رمضان المبارك.
ودعا العجلوني لاغتنام الشهر المبارك لمعالجة نقاط الضعف سواء أكانت صحية أو سلوكية أو روحية، مشيراً إلى دراسات أثبتت أن الصوم يحسن مؤشرات الصحة بشكل عام من حيث الوزن ومعدل السكر، ويتعود الإنسان ضبط انفعالاته وضبط لسانه عما يخدش صيامه فيستقيم سلوكه، ويرتقي روحيا فتزيد النوافل والصدقات.
وأضاف: من ثمرات الشهر الفضيل تحقيق النتائج الايجابية، فمنه يتعلم الإنسان التركيز على إتمام الصيام والخروج عن الأعمال اليومية الروتينية، لافتا أيضا لتنمية العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة الصغيرة، عند اجتماعها على مائدة واحدة، وهذا ما لا يتحقق دوما في باقي الأيام.
وقال: رمضان فرصة لترشيد النفقات وزيادة فرص الانخراط في العمل التطوعي من خلال التواصل مع الجهات القائمة على العمل الخيري ما يصقل خبرات الفرد، مؤكداً أن تحقيق الأفراد لما يصبون إليه بوابة الوصول للرضى والسلام الداخلي كثمرة كبرى للصوم.