فارس الحباشنة
من المفارقات ان الحكومة تتكلم عن مليون سائح عربي واجنبي ، وتتحدث باسهاب واطناب عن عودة السياحة ، وارخت الحكومة عضلاتها لاستقبال السياحة العربية والاجنبية .
و بالسؤال عن كيفية جلب المليون السائح ، وكيف سيصلون الى الاردن ، ما هي خطط الحكومة وجاهزيتها ،فلا نسمع غير رقم المليون دون ادنى حديث توضيحي اجرائي يشرح خطة السياحة الحكومية ،و يروج لرواية الحكومة ودعواتها خارج الاردن لجلب وجذب السياح العرب والاجانب .
بالاول ، الاردن خسر مئات الاف من مواطنيه المقيمين في الخارج ، وهم مواطنون تعثرت وتعقدت في وجه طريقهم العودة الى ديارهم ،و قضوا الى بدائل سياحية اخرى لقضاء صيف كورونا الملتهب ، قصدوا تركيا وجورجيا وقبرص وشرم الشيخ ، واوروبا الشرقية .
لربما هي تعقيدات اجرائية ولوجستية حالت دون تسهيل عودتهم الى بلادهم . وهذا العام الثاني الذي ينقطع به عودة اردني الخارج ، ورغم ان الاقتصاد الاردني وما يمر من ازمة عسيرة وصعبة بحاجة ماسة لاي دولار او يورو طائر في الهواء من أي بلاد عربي وعجمي .
نعم خسرنا عودة اردنيي الخارج .. واسمع كلاما حكوميا طريا عن المليون سائح عربي اوروبي .و لكن ،اكرر السؤال .. ماذا قدمت الحكومة من خطة سياحية لاستقبال السواح في هذا الموسم الاستثنائي ؟
المنشآت السياحية مغلقة ، والفنادق مرافقها الترفيهية ممنوعة من التشغيل ، والسوق الحرة في المعابر الحدودية والمطارات مازالت مغلقة ولا تستقبل زبائنها المسافرين ، وتشتد التعقيدات اكثر في قرارات اعادة تشغيل المقاهي والمطاعم دون مراعاة لاجراءات تبسيطية وحذرة في الوقت نفسه ،تسمح بعودة التشغيل بيسر وببساطة مع المحافظة على سلامة وصحة المواطن والمجتمع .
تعليمات شروط التلقيح لارتياد المقاهي والاندية والمراكز الرياضية الاماكن العامة مثلا بحاجة الى مراجعة مبدئيا .. والى جانب فان قرار اعادة فتح المنشآت السياحية ظلم منشآت وانحاز لاخرى ، فسمح لمطاعم سياحية وتم استثناء اخرى ، وخصوصا المنشآت المرتبطة بالسياحة الترفيهية .
ولنتحدث بصراحة ووضوح اكثر .. لماذا سمحت الحكومة بتشغيل مطاعم سياحية ومنعت عودة تشغيل «مطاعم سياحية « من فئة « بار « ،وكلاهما يمارسان نفس النشاط السياحي . وهذا التمايز في القرار دفع عشرات من اصحاب المطاعم السياحية الممنوع عودة تشغيلها بمحاولة ايصال اصواتهم
الى الحكومة وزارة السياحة من باب الانصاف والعدالة والمساواة اسوة ببقية رفاق القطاع السياحي .
في القطاع السياحي منشآت تكبدت خسائر مليونية . كلف ايجارات لم يوقف المالكون عداد حسابها يوميا وشهريا رغم قرارات الحظر الشامل والاغلاقات ، وقروض بنكية لم يتوقف اقتطاعها الشهري ، ورواتب عمال وموظفين وضمان اجتماعي وفواتير كهرباء وماء وانترنت ماكينتها تدور ايضا رغم كل عطل وعطب كورونا .
لماذا يزور السائح الاردن ؟ اذا ان وزارة السياحة لا تملك جوابا عن هذا السؤال . فهذا من اكبر واخطر الكوارث في مطبخ صناعة القرار الاقتصادي
و السياحي معا . منشآت سياحية سيسمح بعودة تشغيلها مطلع ايلول المقبل . وما يعني ان فصل الصيف قد انقضى ، وان موسم السياحة قد رحل ، وان السواح عادوا الى بلادهم ، وان تنشيط السياحة عادت بخفي حنين .
السائح بالاول والاخير سواء عربي او افرنجي يبحث عن مرافق ومنشآت للترفيهة والاستجمام ، ويبحث عن مرافق سياحية ليلية للسمر ، ومكان للندماء ورفاق المسير . هذا هو تعريف السياحية الترفيهية في كل ثقافات العالم .. سياحة لها اقتصادها ونشاطها ومرافقها وخدماتها ، وتفاصيلها الاخرى ، السائح يقطع الاف الاميال وينفق الاف الدولارات ليقيم السهر ويبحث عن اجواء للامتاع والاستجمام والرفاهية .
الفرصة مازالت مواتية لدى الحكومة ووزارة السياحة ومركز ادارة الازمات لمراجعات قرارات الغاء الاغلاقات وعودة الحياة . وفرصة اخرى لتصويب القرارات وتحقيق العدالة والمساواة في قرارات كورونا الجديدة، والمضي نحو موسم سياحي ناجع ومثير لاعادة الاردن على خريطة السياحة العربيةو الاقليمية بمتوضع متفوق ومنافس .
2020 يا لها من صعبة مرت على الناس .. ولم يصدق كثير من متضرري كورونا ان تنفسوا الصعداء في عودة الحياة .الاقتصاد السياحي اخطبوطي ،و نعم وخيرات وفضائل اي القرار تدب في شرايين شرائح اجتماعية واسعة عاملة ومستفيدة ومرتبط عملها ومهنها بالسياحة وتوابعها .