فارس الحباشنة
حركة حماس خارج عباءة التنظيم الاممي للاخوان المسلمين .وما بعد حرب غزة فان الحركة تسعى الى اعادة ترميم علاقتها في الاقليم، اعادة الوصل و
الفصل مع دول عربية وفي مقدمتها الاردن ومصر، وسورية .
« مصر رمانة» الملف الفلسطيني، وتعدو كقوة اقليمية مركزية في ادارة القضية الفلسطينية . وما بعد حرب غزة ترجمت مصر دورا مباشرا في القطاع، وتولت ادارة دفة وقف اطلاق النار واعادة الاعمار في غزة، والاغاثة الانسانية، وقطعت الطريق على فرقاء اقليميين ينتظرون الفرصة ليحجزوا دورا في الملف الفلسطيني .
قيادات حركة حماس في الداخل الفلسطيني اكدت مرارا ان موقفها من اي شخص او جهة او حكومة او دولة لا يقرر من طريقة تعامله وتعاطيه مع الاخوان المسلمين . وان موقف الحركة المركزي القضية الفلسطينية والمقاومة ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي .
حماس المقاومة والقيادة السياسية والعسكرية في الداخل الفلسطيني لا تنظر لمصر مثلا من زواية علاقتها بالاخوان المسلمين، وما تتعرض العلاقة بين
الدولة والاخوان في مصر الى حالة من التشنج والصدام والتوتر، والاشتباك المصيري والعداء المطلق .
مصر الان تعلب دورا في تثبيت وقف اطلاق النار، وحماية المقاومة الفلسطينية ودعمها ورعايتها، ومصر عنوان من عناوين صمود مقاومة غزة .
و الصور الحميمية بين مسؤولين امنيين مصريين وقادة حماس بعثت رسائل في رحاب الاقليم والعالم بان مصر ملتصقة بالقضية الفلسطينية و صعب استبدالها واقتلاعها .
يبدو ان هناك تكتيكا سياسيا جديدا لحركة حماس .نعم، عودة سياسية ناعمة وهادئة الى الاقليم، وتنظيم علاقاتها على الصعيد العربي والاسلامي، وذلك مع انظمة وحكومات وقوى سياسية، واقرب ما ترمي حماس بعد مشهد النصر الذي هز الوجدان العربي والاسلامي سعيها الى تعميق العلاقات الشعبية
و السياسية مع الحواضن الشعبية المؤمنة بفكرة ومشروع المقاومة .
واشد ما تحتاجه حماس ان تنفك وتتخلص من رواسب صور علاقتها عن تيارات الاسلام السياسي، الاخوان المسلمين وغيرهم . بعد حرب غزة تموضعت حركة حماس في المشهد لتكون قوة « مقاومة تحررية « .و اصبحت قوى سياسية ومنها الاخوان المسلمين يحاولون ركوب موجته واستغلاله لترميم اخطاء وعثرات جسيمة ارتكبتها التنظيمات الاخوانية في سنوات ما يسمى الربيع العربي .
في موجة التطبيع العربي الجديد، الاخوان المسلمين في بلدان عديدة لاذوا بالصمت عن التطبيع والسلام الجديد، وانجرفوا صامتين وراء مباركة موجة التطبيع، وقرار التطبيع مع اسرائيل لم يمثل لديهم اي فضيحة سياسية ووطنية واخلاقية، ومن المفترض ان يكونوا اول الرافضين والمناوئين للتطبيع، ويقودون الحراكات الشعبية الوطنية الرافضة والساخطة لاي علاقة لبلد وشعب عربي مع العدو الصهيوني .
وبعد ذلك، فان تحديات المقاومة وحركة حماس سياسية حاسمة . وما بعد «حرب غزة» ما عاد ممكن حصرها في نطاق علاقات ومصالح محدودة، فالتحدي
بلا شك كبير . وحماس لا تنتظر فتوى ورايا من تنظيم الاخوان المسلمين، ولا تقدم نفسها للمجتمعات العربية والاسلامية من بوابة التنظيم الاخواني .