معاذ البطوش
الاصلاح الحقيقي مرفوض عند الجميع حكومة وشعب واجهزة ومؤسسات وعشائر ورجال اعمال ونخب ونقابات لان كل منا يريد اصلاح لا ينال من مكتسباته….عندما ارادت حكومة الدكتور معروف البخيت أن تعالج التشوهات المتعلقة في فرق الرواتب بين العاملين في الهيئات المستقلة المستحدثة بعدعام 2000 والعاملين بموجب نظام الخدمة المدنية خرج الجميع منهم للشوارع على شكل اعتصامات واضراب عن العمل…عندما اراد الدكتور محمد الذنيبات ضبط التعليم خرجت أصوات ضده ودار الاعلام ونقابة المعلمين انذاك المعركة ومحاضر لجنة التربية في مجلس النواب تشهد على ذلك…
عندما اراد فارس شرف ان يضبط دخول وخروج المساعدات والمنح والقروض تم انهاء خدماته ومنع دخوله للبنك المركزي ولم يحرك احد ساكنا…عندما نذهب لانتخابات النقابات المهنية نتسلح بالجهوية والاقليمية والعشائرية والمناطقية والطائفية….عندما نشاهد يافطة مكتوب عليها عبارات تحث على المحبة منقولة من كتاب مقدس للاخوة المسيحيين نمارس اشد انواع التنمر…عندما يقتل مروج مخدرات في اي محافظة او منطقة بالاردن تقوم الدنيا ولا تقعد ويصبح شهيد اسمه بجانب اسماء شهداء الجيش العربي…
عندما يقع حادث سير في دابوق لا يسمح للقانون بالتدخل بل يحتكم للعطوة العشائرية …عندما نذهب لصناديق الاقتراع مهما كان قانون الانتخاب او البلدية نعرف مسبقا ان الفائز الاكثر ثقلا من حيث تعداد السكان العشائري او المناطقي اذا كان من سكان عمان او الزرقاء….عندما يطرح اصلاح التعليم والصحة والنقل وحتى الاندية الرياضية والفن والاعلام يصبح الكل معارض لاي طرح إصلاحي… نحن جميعا لا نريد الاصلاح …
نحن نريد فقط ما يخدم مصالحنا على المستوى الضيق وليس على مستوى مصلحة الوطن …نعم لا للأصلاح الحقيقي..