تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الثلاثاء، عن الشفَة الأرنبية (Cleft Lip)، التي تتشكل عند الجنين بين الأسبوعين الرابع والسابع من الحمل.
وتقدم النشرة تفسيرا علميا لـ الحنك المشقوق (Cleft Palate)، الذي قد يعاني منه الطفل المصاب بالشفة الأرنبية، موضحة المشكلات المصاحبة لكلا الإصابتين، وطرق العلاج التي تختلف تبعا لشدة الحالة.
ما هي الشفة الأرنبية وما هو الحنك المشقوق؟ هي فتحة أو انقسام في الشفة العليا تحدث عندما لا تلتحم بنية الوجه في الجنين بشكل كامل. قد تكون الشفة الأرنبية أحادية الجانب أو ثنائية الجانب. يمكن أن تكوّن الفتحة الموجودة في الشفة شقًا صغيرًا أو يمكن أن تكون فتحة كبيرة تمر عبر الشفة إلى الأنف، وقد يعاني الطفل المصاب بشفة مشقوقة أيضًا من شق في سقف الفم والمعروف بالحنك المشقوق (Cleft Palate).
ما هي الأسباب؟ تتشكل الشفة بين الأسبوعين الرابع والسابع من الحمل، ويتكون سقف الفم (الحنك) بين الأسبوعين السادس والتاسع من الحمل. عندما ينمو الطفل أثناء الحمل، تنمو أنسجة الجسم والخلايا الخاصة من كل جانب من الرأس باتجاه مركز الوجه وتتحد معًا لتشكيل الوجه. يشكل هذا الالتحام بين الأنسجة ملامح الوجه، مثل الشفاه والفم. تحدث الشفة الأرنبية إذا لم يلتصق النسيج الذي يتكون منه الشفة تمامًا، ويحدث الحنك المشقوق إذا لم تلتحم الأنسجة التي يتكون منها سقف الفم معًا بشكل كامل أثناء الحمل. وقد يكون الجزء الأمامي والخلفي من الحنك لدى بعض الأطفال مفتوحين، بينما يكون جزء فقط من الحنك مفتوحًا لدى آخرين.
ما هي المشاكل المصاحبة للشفة الأرنبية و/أو الحنك المشقوق؟ 1- مشاكل الأكل: مع وجود انفصال أو فتحة في الشفة والحنك، يمكن أن يمر الطعام والسوائل من الفم إلى الخلف عبر الأنف. لحسن الحظ، تتوفر رضّاعات وحلمات مخصصة للأطفال تساعد في الحفاظ على تدفق السوائل إلى أسفل نحو المعدة. قد يحتاج الأطفال المصابون بالشفة والحنك المشقوقين إلى ارتداء حنك مصنّع لمساعدتهم على تناول الطعام بشكل صحيح والتأكد من أنهم يتلقون التغذية الكافية حتى يتم توفير العلاج الجراحي.
2- التهابات الأذن/ فقدان السمع: يتعرض الأطفال المصابون بالحنك المشقوق لخطر متزايد للإصابة بالتهابات الأذن، لأنهم أكثر عرضة لتراكم السوائل في الأذن الوسطى. إذا تُركت دون علاج، يمكن أن تسبب التهابات الأذن فقدان السمع. لمنع حدوث ذلك، يحتاج الأطفال المصابون بالحنك المشقوق عادةً إلى أنابيب خاصة موضوعة في طبلة الأذن للمساعدة في تصريف السوائل كما ويجب فحص سمعهم مرة كل عام.
3- مشاكل الكلام: الأطفال الذين يعانون من الشفة الأرنبية أو الحنك المشقوق قد يعانون أيضًا من صعوبة في التحدث، وقد يصدرون صوتًا أنفيًا، كما يكون من الصعب فهم كلامهم. لا يعاني جميع الأطفال من هذه المشاكل، وقد تحل الجراحة هذه المشكلات تمامًا لبعضهم. بالنسبة للآخرين من الممكن تلقي العلاج من متخصص لحل صعوبات النطق.
4- مشاكل الأسنان: الأطفال الذين يعانون من الشقوق أكثر عرضة لعدد أكبر من التجاويف في الأسنان، وغالبًا ما يكون لديهم أسنان مفقودة أو زائدة أو مشوهة تتطلب علاج وتقويم الأسنان. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يعاني الأطفال المصابون بالحنك المشقوق من عيب في الحافة السنخية (Alveolar ridge defect) وهي سلسلة من التلال العظمية التي تحمل تجاويف الأسنان. ومن مشاكل الأسنان التي قد يعاني منها المصاب: – إزاحة الأسنان الدائمة أو قلبها أو تدويرها. – منع الأسنان الدائمة من الظهور. – منع تشكيل الحافة السنخية. يمكن إعادة إصلاح هذه المشاكل من خلال جراحة الفم.
ما هو العلاج: يمكن أن تختلف الخدمات والعلاج تبعًا لشدة الشق، وعمر الطفل واحتياجاته، ووجود متلازمات مصاحبة أو عيوب خلقية أخرى أو كليهما. عادةً ما تكون الجراحة لإصلاح الشفة الأرنبية في الأشهر القليلة الأولى من الحياة ويوصى بها خلال الأشهر الـ 12 الأولى من عمر الطفل. لإصلاح الحنك المشقوق يوصى بإجراء جراحة في غضون 18 شهرًا الأولى من عمر الطفل أو قبل ذلك إن أمكن. غالبًا ما يتطلب العلاج عدة عمليات جراحية والاستعانة بعدة تخصصات على مدار 18 عامًا.