حسين دعسة
صحوة قبل الفجر
ترك الصندوق، خلط الوان التراب الازلي، علق قلب الورق والكتان بحركات، ضربات فرشاة ماهرة.
هربت من بين يديه، لا ينام إلا وحرير الروح، تؤرخ حالة الصحوة، اشتباك ما قبل الفجر.
تمسح دموعه، تعانقه ويختفي ظل الليل، تخاف احتراق تلك السروات النابضة بالثمر، عطر عطش مهيب.
ينبش في حواف صندوق عجوز، ركب القطار من حلب، تعلق قلبه مع عروس غيبها فراق ام، لتدرك أعشاب المخيم على طرف تلك البراري من فيافي مدينة الزرقاء.
يحدثها بشغب عجيب، يقلي معها بطاطا آخر النهار، يحدثها عن خفايا وغبليل الصندوق.
تعانده تلك العصابة عندما تحرك أصابعها لتشتت صحوة مفتقدة.
انشغل بالمناورة، يقولون، حدثها، ان علامات واعلام وروايات الحزب، مثل طبولها، تتقدم.
هذا ما حدث.
وجدنا تلك الصورة، عندما جلست العروس على غطاء الصندوق المشغول بالصدف من خشي الورد الدمشقي، ودموع أمهات ترملت خصلات شعرهن باكرا، فبقيت، خصل وحيدة تنتظر وصول الصندوق.
2 – ظل حكاية.. وسؤال
يغفر باحثا عن الرد:
-من للغريق؟
في طرف المقهى المترامي الأطراف، جلس يناجي اطلال وديعة ام كلثوم، لصوتها قداسة، نشبت في الروح والنفس، تنتبه حرير الروح إلى دفتر المذكرات، تقلب حنايا مشتعلة، تتذكر ان القصيدة تفضح صبابة العمر الجميل:
-تأتيه اطلال قلب هده الحزن ويتأمل القمر ويخاف من حروب صغيرةفي تلك الاعضاء، غالب النوم، يعلن الحرب.
يعلن عن غياب المريض.
عبر غيم مشرع على صفحة كونية، جاد مطر السؤال:
-طمني عليك
– الحمد لله، الأمور مرت بهدوء وسلامة،..
تخدير موضعي مثل المضمضة وخلاص
-الحمد لله
-قرأت قصص ..
– نعم القصص أحلى من بعض
-.. ها أنا هنا.. والله العظيم.
– ساهم الطرف كأحلام المساء
– عبق السحر كأنفاس الربى.. ساهم الطرف كأحلام المساء
– أين مني مجلس أنت به.. فتنةٌ تمت سناء وسنى
وأنا حبٌ وقلبٌ هائمُ.. وخيالٌ حائرٌ منك دنا
-أول مرة أسمع الأطلال بالتأثير ده!
قلبت خوفي، تناسلت لحظات من الدمار ومحاصرة العصابات، وغنيت لها:
– أين من عيني حبيبُ ساحرٌ.. فيه نبل وجلال وحياء
3 – مجرد فحص.. قلق.. هذيان
تابعت الطبيبة حديث يعج بالسخف، تملق، تناديني، اقبل، نريد أن نجري المزيد من الفحوصات الطبية.
كان الكائن في مرآة الغرفة (…) يعلن صورتي، صوتي مترهل، أطلقت إشارات، ان اتركوني لنهاية مرضى، لا اريد المزيد، أريد البقاء مع طيف يعبر افق خيالي، اراني مع حبيبتي فقط.!
-.. وحدك، والعصابة، وانتظار موعد السفر.
يوم عصيب انتابني حزن على ما يتعربش سطح مكتبي، من قصص، لوحات، عشرات القطع السردية المؤجلة، مثل ملابس البحر، نؤجلها لرحلة صيفية.
انتابني رائحة عفن عيادة مرضى ما بعد وهم الحياة!
-ماتت أمي بالجائحة (…) يطلقها الشاب، ويبكي:
-انا تعبت من اشتداد الأعراض، ولا يتوفر في جيبي ثمن العلاجات.. هل سأتبع أثر ابي في تلك المقبرة البعيدة.
ناولته صبية بقية من أثر عرق ياسمين ابيض، شد يده على ألم.
قال لها:
– في بريدك، هناك حكاية لقد أرسلت اليوم، الساعة 8:26 صباحا.
لم تسمعني فقد غافلها صوت الطبيب: -أزهرت الحديقة، فتليف ما حولها، سنجري عملية تعشيب، لمنع الاختناق.
رفضت
قلت بين الحديث، وتعب خروج الكلمات، اختار ان اكون من عشب الحديقة:
-اتركوا لي أعشابي،ساعتئذ تذكرت تلك الايام الربيعية عندما كان قمح وشعير التبن والطين ينبثق من وسط بيوت طينية،ووسط عيونهم قامت لحظة عطش الى البكاء:
-سنحرث ارضنا انا وحرير الروح معا، لا مزيد من ألم العلاجات الرديئة، سنحلم بالاتي.
اتركوني فقط، سأبحث في قاموس الحكايات المنشية عن تأويل لحلم لا يليق بي!
لقد أرسلت اليوم، موعد ردود المختبر،كانت القطة تموء تنتظر وصولنا الى مؤشر عقارب الساعة 8:39 مساءا
،حين أخبرك أني بخير.
..ونسيت صديقنا الذي غنى:
..«حين أخبرك أني بخير.
..وأنت لست هنا
لا تصدقيني
فأنا في غيابك
أكون كذابا».
..وعندما منعتك العصابة عن تلقي الخبر، تذكرت ان في الكون» قراصنة يطلبون ملايين الدولارات لإعادة بيانات سرقوها من شركات تقنيات أميركية وعالمية في وادي السيلكون»
..كان طيفك يقرأ معي:
-تم نشر طلب الفدية على مدونة ، يطلق عليها إسم «ريفيل»، متخصصة في الجرائم الإلكترونية، وهي مجموعة مرتبطة بروسيا، وتُعد من بين أكثر المجرمين الإلكترونيين انتشارًا في العالم، وفق وكالة «رويترز».
اصابني حزن على صورتك وانا اتخيلها بين ايدي القراصنة، سأدفع لهم فدية مقابل ان أرى ابتسامتك المغرية، الساحرة.