حسين دعسة
1- شهر آب اللهاب
جادت السماء بعواصف حارة تحملها اجواء وانواء صيفية عجيبة، انه آب اللهاب، كنا نقف، ننتظر نسمات خفية الى ان هلّ الصباح بكل ثقل النوم المتعب، وأما في الصباح.. فقد جاءت لحظة، قالت لي الفراشات:
-حرير الروح تلحقنا نحو النور الإلهي، تسابقنا إلى ثريات لازرد الغيوم.. تغني وتحكي عن الشوق، تتناوب السفر بين عينيك، ولا تغادر إشراقة قمر النهر الصامت.
..وان عليّ ان: «إحكي»، فكان ان قلت بهدوء الصيف وصخبه:
– تناثري بين أصابعي ،هذا مؤكد فلا مجال لان نعرف النوم، فالاخبار تقتلنا اكثر من سحب الصيف ورطوبته.
فما كان من حرير الا ان نثرت سحباً من عطرها وجمالها ومزناً تتبعها:
-.. صباح الياسمين.
فغابت تلك الانواء الى حد التلاشي، وخيل لنا ان الطيف يشبع شاشة عملاقة تحتل مسرح الحكاية ذاتها،لنترقب.
2 – النوارس يا سلام..!
وانا كنت معكم.. غالبا لا اتذكر، وطبعا انا لا انسى، انا غير ذلك ال «ناسي»، وإنما كنت معك، طيف يتنازل عن رف اليمام ليلاحق تلك النوارس وهي تلتقط الاسماك في عمق البحر.
مال الحزين من نوارس القارب القديم، همس في أذني:
– لن احكي لك عن قصة القطة وبائع التبغ الذي يفتت بقايا السجار في اطراف البحر ليصيد سمك الجحور ويداعب ظله ضاحكا.
3 – حوار عن قلبها الطيب
قالت وقالت تقدم لي صورة عن قلبها الطيب:
-احاول كتابة حوار ع الورق..
وانا كنت في لحظة جنون المتيم،راق لي طيف السلسة ووهج تلك الكراسي الصغيرة،التي تحدثنا عن ظلال العشاق والباعة وتجار الممنوعات،كراس تحمل اسرار الزمن وخوف النوارس، قلت:
– اه يا حكايتي، قلب في حالة عشق، ليعلم النورس،انني أرسلت عبر البوابة الزرقاء تلك ».. القلوب الثمانية، كلها تنبض..».
وحده قلبها الأثر والحكمة والحاضر تماما.
احدثها وانقش بعض الاغاني من انغام او حليم او نجاة..او..وتبقى لوعة القلب الطيب عندما يرتعد من حكاية نجاة في تلك اللوعة: «ساكن قصادي وبحبه».
يأتي بريد القلب من عطر وريح البحر وبلسم نبطي.
4 – حوار الصباح
-صباح الخير.
كنت انال من عقلي واتحايل على الصمت.
– القصة جميلة
– سهى
– صباح الجمال.. وال ثلاث «سهى» ومدرج النهر وخاتم الوعد
– ابتسمت وتناقشت وكانت الوردة الحمراء تتوسط المكان:
– القصة الأولى شغف و حاليا احتاج لرقصة اخرى مع حرير الروح، جديدة، تجعل الوقت ماسة تتنقل مع طيف عالمنا، لعلنا نفك الشوق والشغف ونحكي عن احداث العالم وتلك الطرقات التي عم بها البلاء والوباء، فيروس يحتاج الى عشاق مجانين يتصدون له وهم القدوة.
ثم سألتني عن عمي الحلبي،وعن حكايات سهى:
– يحميها من ماذا؟ لا تنسى انه هو الذي تركها إلى مكان آخر،يسكن فيه.
– قصة عمي الحلبي قديمة وخطيرة جدا، لما إرسال لك القصة كاملة ستصعقي، قصة مختلفة من دفاتر المجنونة
– حسيت أن فيها صدقاً، شذرات منها بس عيشتني جوها
لقد أرسلت
تخيلي، المنشور اقل من ٢٠ بالمية، قصة فيها عوالم حقيقية من حياة عمي كلمني عنها طويلا
– ماذا عن ملفاتك؟- الآن اضع أمامي الملفات والأوراق اريد تحرير ما تحتاجه البوابة الغربية
– رائع.. احبك
– حياة القلب وروحه
لكنني متعب،تمر الاوقات مملة فقد حرمت من شرب القهوة،تتعب حنجرتي واوتاري الصوتية، احلم انني اصرخ،..وانادي:
-. وعندما تغيب القهوة؟ يا عالمي الصغير، هل استطيع ملاحقة طيف حبيبتي بين النهر والقدس وجبال ووديان السلط البلقاء وهي تنجح في سجل التراث،لاننا عشقنا حكايات المحبة في وادي شعيب ومدرسة السلط وسيل الحمام والاسواق التي تتبخر بالمسك والعنبر والشيح والريحان.
– القهوة فارت
لكنني كنت كمن احسن وثاقه الى زاوية في الحرم القدسي يتأمل ما يحدث ويحاور حرير الروح في علياء السروات:
-.. أيضا،هذه قصة جديدة، تدريب لقصة ربما تكون جيدة، بعد أن تنشر كاملة، لن انشرها، لأن فيها جزءاً من تعب وتجربة الكورونا. سأؤجلها لما تختمر، وانت تساعديني فيها، هي لك اقرب، مثلما هي للقدس والسلط ولقمر النهر البدر الواسع.
تحاورني، تبعث شذرات الذهب وتغني وقاربت وهج الآتي فقالت: يا حبيبي فهمت دلوقتي علاقة القهوة بالكورونا وتحسسك منها.
فتنال مني صور وكالات الانباء بين وباء وكوفيد 19، وحدوثة حي الشيخ جراح فأتذكر واقول هامسا:
– أبحث اليوم، بل اريدك ان تبعثي صوراً من البيت، ما انت عليه الآن، اموت فيك، محتاج اكون جنبك بالصور على الاقل،صور النهر وغيوم القدس وتلك الشرفات التي تتبتل بها الروح تعج بها خلايا الحركة والصوت..وداعا للاطباء ولشبح الادوية.