أجابت منظمة الصحة العالمية، خلال مقابلة تلفزيونية، عن أسئلة مهمة تتعلق بمدى حاجة الإنسان إلى المطعوم المضاد لكورونا بعد الإصابة بالفيروس، والفترة الزمنية التي يجب أن تمر بعد الشفاء من أجل تلقي اللقاح.
وترجم معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، المقابلة التي أجرتها فسيمتا غوبتا، مع سوميا سواميناثان، لوضع المجتمع بصورة كل جديد يتعلق بالفيروس، وسلالاته المتحورة، واللقاحات.
وتحدثت كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية، خلال المقابلة، عن المناعة الطبيعية مقابل المناعة التي تسببها اللقاحات المضادة للفيروس.
السؤال الأول: إذا كنت مصابًا بـكوفيد-19، فهل ما زلت بحاجة إلى التطعيم؟
الجواب: بعد الإصابة بـكوفيد-19، يحصل الأشخاص على استجابة مناعية، لكن هذا يختلف من شخص لآخر ويعتمد ذلك على ما إذا كنت مصابًا بعدوى خفيفة أو ما إذا كنت مصابًا بعدوى أكثر خطورة. ونحن نعلم من العديد من الدراسات الآن أنه إذا كنت مصابًا بعدوى خفيفة جدًا أو بدون أعراض، فقد يكون لدى العديد من الأشخاص مستويات منخفضة جدًا من الأجسام المضادة التي تتشكل لديهم. لهذا السبب ما زلنا نوصي بأنه حتى لو كنت مصابًا بعدوى كوفيد، يجب أن تمضي قدمًا وتأخذ المطعوم عندما يكون متاحًا لك، لأن اللقاح يعمل بعد ذلك بمثابة تعزيز لجهاز المناعة.
السؤال الثاني: كم من الوقت يجب أن أنتظر بعد الإصابة بعدوى كوفيد للحصول على التطعيم؟
الجواب: يمكنك أخذ اللقاح حقًا بمجرد التعافي من كوفيد، ويوصى بالانتظار لبضعة أسابيع. يجب ألا تظهر عليك أي أعراض على الإطلاق، ويجب أن تشعر بتحسن تام عندما تأخذ التطعيم. ومع ذلك، هناك اختلافات بين البلدان. توصي بعض الدول الناس بالانتظار لمدة ثلاثة أشهر أو ستة أشهر حتى بعد الإصابة، وذلك لأن لديك أجسامًا مضادة طبيعية ستبقيك محميًا لفترة طويلة على الأقل، كما انه ونظرًا لوجود نقص في إمدادات اللقاح في العديد من البلدان، فإنهم يطلبون من الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى الانتظار لمدة ثلاثة أو ستة أشهر. ولكن من وجهة نظر علمية وبيولوجية، يمكنك أخذ اللقاح بمجرد أن تتعافى تمامًا من كوفيد. في هذا الوقت، لسنا متأكدين بالضبط من مستوى الأجسام المضادة التي توفر الحماية ضد العدوى بعد الإصابة. وبالتالي، لا نوصي الأفراد بالذهاب وإجراء اختبار الأجسام المضادة للتأكد مما إذا كان لديهم مناعة أم لا. علينا الانتظار مرة أخرى للحصول على مزيد من البيانات حول الحماية (المناعة الطبيعية).
السؤال الثالث: ما الذي تعلمناه حتى الآن عن المناعة التي تحدث بعد الإصابة بفيروس كوفيد-19 مقابل المناعة التي تسببها اللقاحات؟
الجواب: يختلف نوع المناعة التي نشأت بعد العدوى الطبيعية من شخص لآخر، ومن الصعب جدًا التنبؤ بها. تم توحيد اللقاحات من حيث جرعة المستضد التي يتم تناولها، وكان هذا بناءً على العديد من التجارب السريرية التي تم إجراؤها. لذلك عندما يتلقى شخص ما لقاحًا، يمكننا أن نكون واثقين إلى حد ما ونتوقع نوع الاستجابة المناعية التي سيحصلون عليها بالطبع في غالبية الناس. إذن هذا هو الفرق الرئيسي بين المناعة التي يسببها العدوى الطبيعية والمناعة التي يسببها اللقاح.
هناك دراسات شيقة للغاية تجري الآن للنظر في الاستجابة المناعية عندما يحصل شخص ما على جرعة من اللقاح بعد إصابته بعدوى طبيعية وأيضًا عند إعطاء نوعين مختلفين من اللقاح واحدًا تلو الآخر ما يسمى بنهج المزيج والمطابقة. ويعتقد العلماء أن هذا النوع من النهج الهجين ربما يعطينا في الواقع استجابة مناعية أقوى بكثير من مجرد العدوى الطبيعية وحدها، أو إعطاء التطعيم بنفس اللقاح وحده.
لكن هذه أفكار مثيرة للاهتمام وعلينا انتظار البيانات حتى تأتي من الدراسات. نحن واثقون جدًا الآن من أن جميع اللقاحات التي تلقت قائمة استخدامات الطوارئ من منظمة الصحة العالمية تمنع المرض الشديد والاستشفاء من جميع السلالات المتحورة الحالية للفيروس. ومع ذلك، ما زلنا نعتقد أن اتخاذ الاحتياطات الشخصية مثل ارتداء قناع ، والحفاظ على مسافة تباعد، والحفاظ على نظافة اليدين وتجنب الأماكن المزدحمة والمغلقة، بالإضافة إلى التدابير الصحية والاجتماعية الأخرى التي اتخذتها الحكومات ضرورية لعدم وجود عدد كافٍ من الناس في العالم يتم تطعيمهم. وأينما تعيش، من الجيد اتخاذ تلك الاحتياطات بالإضافة إلى التطعيم لأن هذا ما سيؤدي إلى انخفاض معدلات الإصابة في المجتمع.