كتب: الصحفي علي فريحات يعتبر مشروع التربية الاعلامية مشروعا وطنيا لتطوير معرفة ومهارات الشباب وتحسين قدراتهم في التعامل مع مصادر المعلومات ومواجهة الرسائل الاعلامية المظللة في ظل الاعلام الحديث وسرعة انتشاره . وجاء تركيز الحكومة على إبراز هذا المشروع ليصبح مكونا اساسيا من مشروع دعم الاعلام في الاردن لتوعية وتثقيف الشباب وتمكينهم من الفهم الكامل لوظائف وسائل الاعلام الحديثة وزيادة وعيهم لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة من خلال تطوير قدراتهم للتعامل معها في ظل الثورة المعلوماتية الهائلة بالاضافة الى زيادة القدرة على التمييز ما بين الخبر المؤكد من مصادرة الموثوقة وما بين الأخبار المغلوطة والإشاعات الإعلامية المتداولة . وبناء على ذلك كان يتوجب على الحكومة تعيين عدد من خريجي الصحافة والاعلام لتدريس مادة التربية الاعلامية في المدارس على غرار التخصصات التي يدرسها اصحاب الاختصاص و الخبرة و الكفاءة لأن خريجي هذا التخصص هم الاجدر والاقدر على تدريس هذه المادة لأنهم يمتلكون الخبرات الدراسية و العملية كون تخصصهم من التخصصات الراكدة خصوصا في ظل عدم توفر الوظائف في المجال الاعلامي في القطاع الحكومي و الخاص حيث اصبح القطاع الخاص يعاني من مشاكل اقتصادية وخاصة الصحف التي اصبحت تعاني من مشاكل مالية بسبب تراجع الاعلان وضعف التوزيع حيث لجأت عدد من ادارات الصحف الى اجراء الهيكلة اما القطاع الحكومي فاصبح يعاني من ندرة الوظائف الحكومية في المجال الاعلامي وان بعض الوزارات و المؤسسات تقوم عدد من غير اصحاب الاختصاص في المجال الاعلامي خلافا للانظمة و القوانين . كما يسهم المشروع في افادة خريجو الصحافة والاعلام الذين يزيد عددهم عن 6 الاف خريج ما زال اغلبهم دون وظائف اعلامية حكومية وغير قادرين للانتساب لنقابتهم بسبب عدم تعيينهم وتوفر ضمان اجتماعي لهم حيث يوفر هذا المشروع فرص عمل لهم لتدريس مواد التربية الاعلامية في المدارس بعد تدريهم على مهارات واساسيات التدريس بالاضافة الى تعميم مساقات التعليم في التربية الاعلامية كمتطلبات اختيارية او اجبارية على مختلف الجامعات إضافة الى تنفيذ عدد من الانشطة المتعلقة بالتربية الاعلامية ضمن النشاطات اللامنهجية لتعميم الفكرة ونشر مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية . ان اندماج الأردن بالتربية الإعلامية و المعلوماتية يعزز مفهوم المواطنة ومفاهيم حقوق الإنسان لأنها أصبحت ضرورة حضارية وواجب وطني لبناء واستثمار طاقات الشباب للتعامل مع معطيات الإعلام المعاصر والتوعية و التثقيف بسلبياته وخصوصا بث ونشر الاخبار المغلوطة والاشاعات المغرضة الغير مبررة والمظللة التي تنساق اليها بعض الشرائح الاجتماعية . ويستهدف مشروع التربیة الإعلامیة والمعلوماتیة تعزیز وعي الطلبة وتعلميهم حول كيفية الاستفادة من المواقع والمعلومات على شبكة الانترنت والتحقق من المعلومات التي تنشر عليها ومدى مصداقيتها والتمييز ما بين الشائعة والخبر الحقيقي وما بين وجهة النظر والمعلومات واهمية ذلك في عالم الانترنت والمعلومات والمجتمع الرقمي. ويساهم المشروع في بناء ثقافة النشئ حول المعرفــة الرقمية المطلوبــة وتحصينهم من مخاطر وافات وسائل التواصل الاجتماعي لذلك يستوجب من الحكومة الاسراع في اصدار الوثيقة المقترحــة واعتمادها وتدريس مادة الثقافة الاعلامية في المدارس لنشر مفاهيم التربية الاعلامية و المعلوماتية التي تمنح الشباب والنشئ مساحة واسعة من المعرفة للتمييز بين الاخبار الصحيحة والمظللة الى جانب التصدي لخطر الاشاعات التي قد تؤثر سلبا عليهم . ان استخدام منظور التربية الإعلامية والمعلوماتية باعتباره أداة من أدوات إصلاح التعليم وتحسين جودته وبناء الموارد البشرية الوطنية وتحسين قدرات المجتمع الأردني وتحديداً الشباب والأسرة في التعامل مع وسائل الإعلام ومصادر المعلومات، خاصةً وسائل الاتصال الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي. بات من الضروري عقد دورات توعوية وتثقيفية لتمكين الشباب من الفهم الكامل لوظائف وسائل الاعلام الحديثة وزيادة وعيهم لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة من خلال تطوير قدراتهم للتعامل معها في ظل الثورة المعلوماتية التي تشهدها وسائل الاعلام الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي التي يتعامل بها جيل الشباب لساعات طويلة الامر الذي يستوجب تدريس مساق التربية الاعلامية ضمن المدارس والجامعات لتمكين الشباب من مهارات التفكير الناقد والإبداع والابتكار والتعبير الحر عن النفس وتقديم الأدوات التي تمكنهم من تجنب قضايا مثل خطاب الكراهية والتطرف والعنف بالاضافة الى تمكينهم من التعامل الصحيح مع وسائل الاعلام . كما تبنت نقابة الصحفيين الاردنيين مشكورة الوقوف الى جانب الخريجين حيث قامت بمخاطبة الحكومة لادراج مادة التربية الاعلامية ضمن المنهاج الدراسي للمدارس اعتبارا من العام الدراسي المقبل والذي سيكون له انعكاسات ايجابي على صعيد التعاطي السليم مع الواقع الاعلامي وضمان التوجيه السليم للاجيال في ضوء اتساع الفضاء الاعلامي والتداخلات التي طرأت على المشهد الاعلامي بشكل عام وتعظيما للفائدة ولتكاملية الاهداف التي كانت منشوده من هذه الخطوة وحصر تدريس هذه الماده بخريجي الصحافة والاعلام وخاصة مع ارتفاع اعداد الخريجين من هذا التخصص واستحداث العديد من كليات الاعلام في الجامعات الاردنية
لذلك نوجه رسالة شكر و تقدير للحكومة والجهات التي قامت بتبني برنامج التربية الاعلامية وتوفير ماده تدريبية للشباب ومنها وزارة الثقافة و المعهد الاردني للاعلام و مركز زها الثقافي والمنظمات الدولية والهيئات التطوعية منها الــ undp وجمعية البيئة الاردنية من خلال الدورات والبرامج التي تنفذ على امتداد الوطن