د. عزام عنانزة
لقد عاشت المملكة الاردنية الهاشمية فترة عصيبة في ظل جائحة كورونا بكافة فئات المجتمع وشرائحه مما أدى إلى تعاظم العبء على الأجهزة الأمنية منها عموما والخدمية خصوصا وبالتحديد جهاز الدفاع المدني الذي تحمل العبء الأكبر وخط الدفاع الأول في مواجهة هذه الأزمة التي لم ترحم صغيرا ولم توقر كبيرا مما أدى إلى تضافر جهود كوادر الدفاع المدني بكافة أطقمه ومرتباته في توفير كل ما يلزم من جهود مشكورة في سبيل تخفيف المعاناة عن الشعب الأردني حيث لعب دوره الخدمي مرة والصحي الإسعافي مرات عديدة بتقديم كل ما يلزم لكل ذي حاجة ملهوف.
ومن خلال تجربتي مع كوادر الدفاع المدني والتي امتدت لأكثر من ست سنوات فإني اعتبرها شهادة مجروحة بحقهم لكوني عاجزا عن شكرهم من خلال ما قدموه لوالديّ رحمهما الله عز وجل وذلك بعدم توانيهم والذي فاق سرعة الضوء في مقياس البشر القاصر عن الوصف في إسعاف وتقديم يد العون في حال احتياجنا لهم دون تردد يذكر فهم من ينطبق عليهم قوله عز وجل: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) فهم جند الله على الأرض وخاصته الذين اختارهم لمثل هذه المهام والتي لا يصلح لها إلا هم وهم فقط فبارك الله فيهم وفي جهودهم التي نلنا منها الكثير في سبيل إسعاف المرضى وكل ذي حاجة من الوالدين وبالتحديد الوالدة رحمها الله عز وجل والتي غدت تعرفهم كما تعرف أبناءها وتسأل عنهم بالإسم وكأتهم أبناؤها وهم كذلك ولله الحمد وذلك لما كانوا يقدموه لها ليلا ونهارا، دون الاكتراث بتوقيت ولا ساعة معينة، من رعاية واحترام وتقدير مقرون بتفقدها والسؤال عنها وكأنها أمهم الحنون وهم الأبناء البررة.
يقول الله عز وجل:(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون). فهنيئا لهم بما عملوا وقدموا ويقدمون للناس من خدمة لا يعلم قيمتها إلا من هو بحاجة إليها ومن هو في وضع والدي ووالداتي رحمهما الله وما وفروه علينا من المخاطرة بصحتهم وبحياتهم أولا وبصحتنا ثانيا لما كانت تشكله الطرق من مخاطر في الشتاء من انعدام الرؤيا وبرودة الطقس وانعدام وسائل الإسعاف الأولي معنا حيث قامت هذه الكوادر أدامها الله ووفق ذويها ومنتسبيها بتحمل هذا العبء عنا وعن كل أردني ومن هو على أرض الأردن لتترك لنا الوقت كل الوقت لترتيب أمورنا باللحاق بوالدتي ونحن آمنون مطمئنون وهم على ما يبذلونه من جهد فرحين سعيدين .
إن ما فاجأني وأدمع عيني أنهم بعد كل مرة يقدمون لنا فيها يد العون والمساعدة يبادروننا بالشكر وهم به أولى وله أجدر وأحق فبارك الله فيكم يا ملائكة الرحمة وتباشير الخير ونوافذ الأمل، يا من لهم ترفع القبعات وتطأطىء لهم الرؤوس تقديرا وعرفانا على ما قدموا ويقدمون فهم من قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس أنفعهم للناس وهم خيرة الخيرة بتسخير الله عز وجل لنا أمثالهم وكذلك هم من ينطبق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله فهم منا كما نحن منهم وهم خيرة الخيرة في الأهل والعشيرة والمجتمع . . داعيا المولى عز وجل بأن يا دار لا يدخلك حزن ولا يغدر بصاحبك الزمان. فنعم الدار انتي لكل ضيف إذا ما ضاق بالضيف المكان.
وختاما فإني أتقدم بالشكر الجزيل المقرون بخالص الاحترام والتقدير لكوادر الدفاع المدني في محافظة عجلون ذكورا وإناثا بكافة رتبهم ومرتباتهم وعلى رأسهم عارف بيك شديفات واحمد بيك العنانزه الذين ما توانوا في تقديم يد العون لكل ذي حاجة ملهوف ليكونوا بذلك خير .سفير لجهازهم الخدمي والصحي الإسعافي.