بقلم باسم سكجها
مع أنّني أكتب، الآن، عن انتخابات نقابة الصحافيين، فالحديث يُمكن أن يُعمّم على غيره، وليس هناك في العالم الديمقراطي سوى أن يقبل الخاسر فيهنئ الفائز، وينتظر جولة أخرى من صناديق الاقتراع، وهكذا فنحن لن ننسى التهنئة، وفي الوقت نفسه نُعلّق على النتائج…
أوّل الخسارات كانت في أنّ إمرأة واحدة لم تصل إلى مجلس النقابة، وهذا لم يحصل من دورات ودورات عديدة، وثاني الخسارات هي في أنّ التجربة الجديدة حيث تشكيل الكتل فشلت، وإذا كان النقيب الزميل المحترم نجح فليس معه من كتلته سوى إثنين، أمّا الآخرون فقد كانت الأقلية القليلة منهم من كتلة أخرى، والأغلبية من المستقلين الذين لم يحملوا سوى برنامجهم وعلاقاتهم الشخصية…
لن أقول إنّ المرشّحة لمنصب النقيب/ النقيبة، بين مرشّحين إثنين كانا نقيبين أصلاً، قد خسرت، بل أنّني وفي قناعة تامة أقول إنّها نجحت في إختراق غير المألوف، وظلّت تنافس حتى الرمق الأخير، وهذا واضح في الفارق بين الأصوات الناجحة، وتلك التي لم تستطع أن توصل مرشحتها.
ما أقوله، هنا، قد يتناقض مع ذاك، فهناك مرشّحة نافست على موقع النقيب/ة، وهناك مرشّحات لم يستطعن الوصول إلى المجلس، والمهمّ أنّ مرشحاً من قائمة تترأسها المرشحة نفسها، حصل على أعلى الأصوات في كلّ الكلّ، وهو ابراهيم قبيلات الذي تفوّق في عدد الأصوات على النقيب ونائبه والآخرين أيضاً، وبرقم لا يستهان به…
ما أقوله، أنّ إنتخابات نقابة الصحافيين حملت معها نتائج تؤشر إلى ما يمكن تعميمه على غيرها من الانتخابات المقبلة، في عصر “التحديث السياسي”، حيث الذكورية العالية النسبة، والغيابية شبه الكاملة عن التكتيل، والبحث من الناس عن الشخص لا برنامجه، ولن أنسى أنّ الشباب كانوا الاغلبية الغالبة، ولكنهم لم يفرزوا لهم ممثلاً من عمرهم..
وما أقوله، أيضاً، فإنّ هذه هي الديمقراطية، التي لا نحبّ لنا فيها أن أن نقبل غياب النساء عنها، ولا الشباب، ولا الكتل، ولا البرامجية، وكلّ ذلك موجود، ولكنّها الديمقراطية التي ستجعل من النقيب الجديد المتجدد راكان السعايدة أمام مجلس ليس معه سوى القليلين من كتلته، والآخرين الذين تباينوا مع برنامج قائمته، والمستقلين الذين شكّلوا أغلبية…
وما أقوله، أيضاً، وأيضاً، فإنّ على النقيب الذي أعلن أنّه سيكون نقيباً للجميع، أن يأخذ في اعتباره كلّ ذلك، ليكون تمثيل للمرأة والشباب والآخرين من غير الناجحين، في اللجان كلّها، ولا يبقى سوى أن أقول: لا عزاء للسيدات، في مجتمعنا حتى الآن، وللحديث بقية!