كتبت:يسرى أبوعنيز
ينتظر الكثير من الأردنيين موسم قطف الزيتون بشغف ،ليس للحصول على ما تنتجه اشجار الزيتون المباركة من خيرات فحسب،من زيتون والذي يتحول بعد عصره الى زيت ،او استخدامه كرصيع اما للبيع،او لإستهلاك من قبل الإنسان،بل لما يتمتع به هذا الموسم من اجواء عائلية ،وعلاقات حميمية بين افراد المجتمع.
ولموسم قطف الزيتون في القرى،والأرياف الاردنية اجواء لا يعرفها الا من يعيش فيها ،تتمثل بالفزعات ، والمعونة من الاقارب ،والجيران،للمساعدة في قطف الزيتون ،والتخفيف عن الأشخاص من أصحاب الأرض ،والمزارع خاصة اذا ما كانت المساحات المزروعة بأشجار شاسعة.
ويتخلل عملية قطف الزيتون أحاديث كثيرة ،ولعل الغالب عليها أحاديث الذكريات وبخاصة من كبار السن حول مواسم قطف الزيتون ،وكيفية عصره في السابق ،والاعتناء بهذه الشجرة المباركة،وزراعة المساحات الواسعة بهذه الشجرة على مدار عقود مضت ليُكمل الأبناء والأحفاد هذه المسيرة،وضرورة التمسك بالأرض،وزراعتها والاعتناء بها حتى يكون العطاء افضل في مواسمها المختلفة وبالذات موسم الزيتون.
وفزعة الأقارب ،والجيران في موسم قطف الزيتون تتمثل في المشاركة بعملية القطف،واحضار الشاي ،والقهوة،والعصائر للمشاركين في عملية القطف،وتبادل الأحاديث المختلفة ،ومن ثم توزيع ما تجود به نفس صاحب الأرض من مادتي الزيت و الزيتون بعد عملية العصر،أو اثناء القطف.
وتتجلى صور الألفة ،والتلاحم في المجتمع في هذا الموسم حيث تقوى العلاقات ،وتتوثق بين افراد المجتمع الواحد ،خيث يتناولون الطعام سويا خلال قطف الزيتون ،حيث أن المنسف الأردني هو سيد الموقف ،والوجبة الرئيسية في هذا الموسم،إضافة لصناعة الشاي ،والقهوة على النار ،مما يزيد من جمالية هذا الموسم.
كما أن اجواء موسم قطف الزيتون تعيد لنا سواء في القرى ،أو في الأرياف ،أو المدن الدفء في العلاقات بين أفراد المجتمع الواحد ،وذلك بعد أن باعدت جائحة الكورونا ،وهذا الفايروس القاتل بين الكثيرين من ابناء المجتمع،حتى عاش بعضنا في عزلة تامة .