تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الإثنين، عن متلازمة تكيّس المبايض، التي تعد من أكثر أمراض الغدد الصماء شيوعا عند النساء.
وتضع نشرة المعهد بين يدي القارئ خصائص متلازمة تكيّس المبايض، وأعراضها، والأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بها، إضافة إلى العلاجات التي يمكن أن تخفف الأعراض وتحد منها.
هناك جدل كبير حول معايير التشخيص المحددة لمتلازمة تكيس المبايض عندما لا تكون كل الميزات الكلاسيكية لهذه الحالة واضحة.
يُعتقد أن متلازمة تكيس المبايض هي من أكثر أمراض الغدد الصماء شيوعًا عند النساء، حيث تصيب ما بين 5 و10 في المائة من النساء، وتتميز المتلازمة سريريًا بقلة الطمث وفرط الأندروجين، فضلاً عن الوجود المتكرر لعوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك السُمنة وعدم تحمل الجلوكوز وعسر شحميات الدم والكبد الدهني وانقطاع النفس الانسدادي النومي.
خصائص متلازمة تكيس المبايض:
– ضعف الدورة الشهرية: يبدأ عدم انتظام الدورة الشهرية عادة في فترة ما حول البلوغ، وقد يتأخر حدوث الحيض. عادةً ما يكون نمط الحيض واحدًا يتمثل في قلة الطمث (أقل من تسع دورات شهرية في السنة)، وفي كثير من الأحيان، يكون هناك انقطاع في الطمث (لا توجد فترات حيض لمدة ثلاثة أشهر متتالية أو أكثر). غالبًا ما تمر النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض بدورات أكثر انتظامًا بعد سن 40 عامًا.
– فرط الأندروجين: قد يشمل فرط الأندروجين علامات سريرية (كثرة الشعر، وحب الشباب، وتساقط الشعر من النمط الذكوري) و/ أو تركيزات مرتفعة من الأندروجين في الدم. معظم النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض لديهن أدلة سريرية وكيميائية حيوية على فرط الأندروجين. نادرًا ما تحدث علامات زيادة الأندروجين الشديدة، مثل تعميق الصوت وضخامة البظر، والتي قد تشير إلى احتمال حدوث فرط في المبيض أو ورم يفرز الأندروجين.
– تكيس المبايض: يظهر المظهر النموذجي لتكيس المبايض على الموجات فوق الصوتية عبر المهبل (Transvaginal ultrasound) في غالبية النساء المصابات بالحيض غير المنتظم وفرط الأندروجين. ومع ذلك، فإن هذا المظهر بالموجات فوق الصوتية غير محدد لأنه يمكن رؤيته أيضًا في الوضع الطبيعي في بعض الاحيان.
– مشاكل التمثيل الغذائي/مخاطر القلب والأوعية الدموية: ما يقرب من 40 إلى 85 في المائة من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يعانين من زيادة الوزن أو السمنة مقارنة بغيرهن من نفس الفئة العمرية. توجد مقاومة الأنسولين في كل من النساء النحيفات والبدينات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض (30 و 70 في المائة، على التوالي).
– تتعرض النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أيضًا لخطر متزايد للإصابة بمرض السكري من النوع 2. هناك مخاوف من أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يكنّ أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب التاجية من النساء الاخريات بغض النظر عن عوامل الخطر التقليدية للقلب والأوعية الدموية.
– تشمل المظاهر السريرية الأخرى المتعلقة بمتلازمة تكيّس المبايض التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (Non-alcoholic liver steatosis) وانقطاع النَفَس النومي.
– تبدل في الحالة المزاجية: هناك دليل على أن متلازمة تكيس المبايض مرتبطة باضطرابات المزاج (الاكتئاب والقلق)، وضعف جودة الحياة، واضطرابات الأكل (الشراهة عند تناول الطعام، حتى عند مقارنتها بالنساء اللواتي لهن نفس مؤشر كتلة الجسم).
ما الذي يسبب متلازمة تكيس المبايض؟
السبب الدقيق لمتلازمة تكيّس المبايض غير معروف، لكنه غالبًا ما يحدث في العائلات وغالبا ما يكون مرتبطاً بمستويات الهرمونات غير الطبيعية في الجسم، بما في ذلك المستويات العالية من الأنسولين (هرمون يتحكم في مستويات السكر في الجسم). تقاوم العديد من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض عمل الأنسولين في أجسامهن وينتجن مستويات أعلى من الأنسولين للتغلب على ذلك. هذا يساهم في زيادة إنتاج ونشاط الهرمونات مثل التستوستيرون. زيادة الوزن أو السمنة تزيد أيضًا من كمية الأنسولين التي ينتجها جسمك.
العلاج:
لا يوجد علاج شافٍ لمتلازمة تكيّس المبايض، لكن يمكن علاج الأعراض. إذا كنتِ تعانين من متلازمة تكيس المبايض وتعانين من زيادة الوزن، فإن فقدان الوزن وتناول نظام غذائي صحي ومتوازن يمكن أن يُحسّن بعض الأعراض. الأدوية متاحة أيضًا لعلاج الأعراض مثل نمو الشعر الزائد وعدم انتظام الدورة الشهرية ومشاكل الخصوبة. إذا لم تكن أدوية الخصوبة فعالة، فقد يوصى بإجراء جراحي بسيط يسمى حفر المبيض بالمنظار (Laparoscopic ovarian drilling). يتضمن ذلك استخدام الحرارة أو الليزر لتدمير أنسجة المبيض التي تنتج الأندروجين، مثل التستوستيرون. مع العلاج، تستطيع معظم النساء المصابات بتكيس المبايض الحمل.
يجب التحري في النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض عن أعراض الاكتئاب واضطرابات الأكل وتوقف التنفس أثناء النوم حيث أن جميعها شائعة في هذه الفئة. كما أن النساء اللواتي يعانين من فترات ما بين الحيض أكثر من 35 يومًا يعانين من قلة التبويض وقد يحتجن إلى فقدان الوزن و/ أو عوامل تحفيز الإباضة للحمل. يمكن تأجيل تقييم الخصوبة حتى تصبح المريضة مستعدة لمتابعة الحمل. ومع ذلك، يجب إجراء تغييرات في نمط الحياة مثل فقدان الوزن وممارسة الرياضة بعد التشخيص حيث يرتبط انخفاض مؤشر كتلة الجسم بتحسين احتمالية الإباضة والحمل.