تضع نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، بين يدي القارئ اليوم الأحد، معلومات مهمة عن (الصُلب المشقوق)، الحالة التي تؤثر على العمود الفقري وتظهر غالبا عند الولادة.
وتوضح نشرة المعهد ماهية الصُلب المشقوق، وأسبابه، وأعراضه، وكيفية تشخيصه، والعلاج الذي يختلف من شخص لآخر، إضافة إلى نصائح لتقليل خطر الإصابة به.
ما هو الصُلب المشقوق؟
ليس معروفًا ما الذي يسبب السنسنة المشقوقة، لكن نقص حمض الفوليك قبل وفي المراحل الأولى من الحمل هو عامل خطر كبير.
هي حالة تؤثر على العمود الفقري وعادة ما تظهر عند الولادة، وهي نوع من عيوب الأنبوب العصبي الذي يتكون في بداية الحمل ويغلق بعد حوالي 4 أسابيع من حدوث الحمل.
يحدث الصلب المشقوق عندما يتطور العمود الفقري والحبل الشوكي للطفل بشكل غير صحيح في الرحم، مما يتسبب في حدوث فجوة في العمود الفقري ويمكن أن تحدث في أي مكان على طول العمود الفقري إذا لم ينغلق الأنبوب العصبي بالكامل مما يؤدي غالباً إلى تلف الحبل الشوكي والأعصاب.
قد يسبب الصُلب المشقوق إعاقات جسدية وذهنية تتراوح من خفيفة إلى شديدة. حيث تعتمد الشدة على:
1- حجم وموقع الفتحة في العمود الفقري.
2- الجزء المصاب من الأعصاب والنخاع الشوكي.
أنواع الصلب المشقوق:
القيلة النخاعية السحائية: وهي أخطر نوع. في هذه الحالة، يتشكل كيس من السوائل من خلال فتحة في ظهر الطفل. ويحتوي هذا الكيس على جزء من النخاع الشوكي والأعصاب حيث يتسبب هذا النوع في إعاقات متوسطة إلى شديدة، مثل مشاكل في التبول والإخراج، وفقدان الإحساس في الأطراف السفلية، وعدم القدرة على تحريك الساقين.
القيلة السحائية: هناك كيس من السوائل يبرز من ظهر الطفل ولكن لا يحتوي على النخاع الشوكي والأعصاب وقد تسبب إعاقات محدودة.
الصلب المشقوق المخفي: وهو أخف نوع، حيث يكون هناك فجوة صغيرة في العمود الفقري بدون أي فتحة في الظهر، وقد لا يتم اكتشافه إلا في الطفولة المتأخرة أو بعد البلوغ وعادة لا يتسبب هذا النوع في أي إعاقة.
ما هي أسبابه؟
سبب الإصابة بانشقاق العمود الفقري غير معروف، ولكن هناك عوامل يمكن أن تزيد من خطر إصابة الطفل بهذه الحالة:
– انخفاض تناول حمض الفوليك أثناء الحمل.
– وجود تاريخ عائلي من الصلب المشقوق.
– تناول بعض الأدوية، حيث ارتبط تناول بعض الأدوية مثل حمض الفالبرويك (دواء يستخدم لمنع حدوث نوبات الصرع) أثناء الحمل بزيادة خطر إنجاب طفل مصاب بالصلب المشقوق.
الأعراض:
عادة ما يكون الجهاز العصبي قد تضرر بالفعل، مما قد يؤدي إلى مشاكل مثل:
– ضعف أو شلل كامل في الساقين.
– زيادة حركة الأمعاء وسلس البول.
– فقدان الإحساس بالجلد في الساقين وحول الجزء السفلي، فلا يستطيع الطفل الشعور بالحرارة أو البرودة، مما قد يؤدي إلى إصابة عرضية.
– الاستسقاء الدماغي حيث يعاني العديد من الأطفال أو يصابون بالاستسقاء الدماغي (تراكم السوائل في الدماغ)، مما قد يؤدي إلى مزيد من الضرر للدماغ.
– صعوبات التعلم، يتمتع معظم المصابين بالصلب المشقوق بذكاء طبيعي، لكن بعضاً آخر يعاني من صعوبات في التعلم.
كيفية التشخيص:
يمكن تشخيص الصُلب المشقوق أثناء الحمل أو بعد ولادة الطفل. وقد لا يتم تشخيص النوع المخفي حتى مرحلة الطفولة المتأخرة أو مرحلة البلوغ، أو قد لا يتم تشخيصه مطلقًا.
أثناء الحمل، توجد اختبارات ما قبل الولادة للتحقق من الصُلب المشقوق ومن هذه الاختبارات:
– ألفا فيتوبروتين (AFP): وهو فحص دم بسيط يمثل بروتين عابر من الطفل إلى دم الأم، وقد تدل النسبة العالية منه على وجود عيب خلقي في العمود الفقري وهو جزء من فحص ثلاثي يكشف عن العيوب الخلقية العصبية والعيوب الخلقية الأخرى.
– التصوير التلفزيوني (Ultrasound): وقد تكشف الصورة التلفزيونية عن وجود فتحة في العمود الفقري اذا كانت من النوع الأول أو الثاني، ويتم مواءمة الصورة مع النسبة العالية من ألفا فيتوبروتين.
– فحص السائل الأمنيوسي (Amniocentesis): يقوم الطبيب بأخذ عينة من السائل المحيط بالجنين وقياس نسبة الـ AFP فيه بالإضافة إلى العديد من الفحوصات الأخرى الدقيقة.
– بعد ولادة الطفل: قد لا يتم الكشف عن وجود شق في العمود الفقري إلا بعد ولادة الطفل، وفي هذه الحالة هناك العديد من العلامات التي قد تدل على وجود فتحة خفية مثل وجود كتلة شعر أو غمازة في أسفل ظهر الطفل، وعندما يشك الطبيب في وجود الخلل قد يطلب صورة أشعة، طبقية أو مغناطيسية لتأكيد التشخيص أو نفيه، وقد لا يتم اكتشافه أساساً.
ما هو علاج الصلب المشقوق؟
ليس كل الأشخاص الذين ولدوا مصابين بالصُلب المشقوق لديهم نفس الاحتياجات، لذلك فإن العلاج سيكون مختلفًا لكل شخص. حيث يعاني بعض الأشخاص من مشاكل أكثر خطورة من غيرهم. وسيحتاج الأشخاص المصابون بالقيلة النخاعية السحائية والقيلة السحائية إلى علاجات أكثر من الأشخاص المصابين بالصُلب المشقوق المخفي.
نصائح لتقليل خطر الإصابة بالصلب المشقوق:
– أخذ 400 مايكروغرام من حمض الفوليك كل يوم قبل التخطيط للحمل وأثناء الحمل، وقد تحتاج إلى عيار أعلى من حمض الفوليك إذا كان هناك حمل سابق مصاب.
– عدم أخذ أي أدوية أو مكملات غذائية أثناء الحمل إلا باستشارة الطبيب.
– إذا كانت المرأة تعاني من السكري أو زيادة الوزن فلا بد من معالجة هذه المشاكل قبل حدوث الحمل.
– تجنب الممارسات التي تساهم في ارتفاع درجة حرارة الجسم أثناء الحمل كما في الساونا أو حوض الاستحمام الساخن. كما يمكن للحامل استخدام الباراسيتامول لعلاج أي حمى تعاني منها.