أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، احترام الحكومة لحرية الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، باعتبارها عاملا من عوامل قوة المجتمع ومنعته.
وقال المومني خلال لقائه عددا من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في دار رئاسة الوزراء أمس الاثنين، إن الحكومة حريصة على بقاء استخدام تلك الوسائل والمحافظة عليها، مؤكدا “أنها لن تسمح للقلة القليلة باستخدامها لبث خطاب الكراهية والفتنة ونشر الاشاعات المغرضة والاكاذيب التي تخل بالسلم المجتمعي”.
واوضح المومني ان وسائل التواصل الاجتماعي تخضع لقوانين الاتصالات، كونها متاحة لجميع المواطنين وليس للصحفيين فحسب، مشيرا الى أن القانون يجرّم اي سلوك غير منضبط ومخالف عبر تلك الوسائل.
وقال، انه “لا يجوز أن تصبح تلك الوسائل معاول هدم للمجتمعات لبث خطاب الفتنة والكراهية بين الناس، مثلما لا يليق بالمجتمع الأردني ولا بوعيه أن تبث الاكاذيب والاشاعات المغرضة عبر تلك الوسائل”، مؤكدا أن الاستخدام الرشيد والمنضبط يجعل من هذه الوسائل معول بناء لخدمة المجتمعات وبث الخير والمحبة، اضافة الى التواصل بين الناس.
وأضاف، اننا “على ثقة بأن وعي المواطنين سواء من نشطاء “السوشال ميديا” او الصحفيين أو غيرهم، جميعهم على درجة عالية من الوعي والثقافة تجعلهم يميزون بين الغث والسمين”، مؤكدا ان الاختلاف على السياسات والقرارات والتباين في وجهات النظر، يجب الا يكون مدعاة للجدل بشأن الثوابت القيمية والوطنية التي يلتقي عليها جميع الأردنيين.
ودعا المومني الى التحلي بثقافة التحقق من المعلومة، والتمحيص بين الخبر الدقيق وغير الدقيق، معتبرا ان هذه المهمة تقع على عاتق الجميع، حيث يستوجب البحث في المعلومة، وتمحيصها والتأكد من صحتها قبل نشرها واشاعتها.
وحول الورقة النقاشية السادسة التي طرحها جلالة الملك عبدالله الثاني، قال المومني، ان طرح اوراق للنقاش يعد بحد ذاته قيمة ورسالة تعبّر عن جوهر الدولة الاردنية وعمقها الحضاري والقيمي، مشيرا الى ان القيمة العظمى للأوراق هو بتأثيرها العميق في الوعي الجمعي الوطني حول منظومة القيم الوطنية الأردنية.
واكد ان من عوامل قوة الدولة ان حباها الله قيادة واسعة الصدر تتسم بالحلم والتاريخ المشرف، ورعت الدولة لتصبح بلا دماء سياسية باعتبارها الحاضن لكل ابنائها، المعارض منهم قبل الموالي.
وحول المسألة الاقتصادية، اوضح المومني ان معدلات التضخّم للسنوات الثلاث الماضية ثابتة وقليلة بالمقاييس الدولية والعلمية، مؤكدا ان الحكومة تنشد الأفضل وتسعى إليه، وان الانضباط المالي والنقدي الذي مارسته الدولة قد نجا بها من كثير من الازمات الاقتصادية.
وفي رده على سؤال حول اتفاقية الغاز، قال المومني اننا “اتخذنا القرار الذي نعتقد انه في صالح الاقتصاد الوطني والصناعة الوطنية”، لافتا الى ان الدولة تستورد ما نسبته 97 بالمئة من موارد الطاقة، وتنفق عليها ربع الميزانية، ما جعلها تجهد بالبحث عن مصادر رخيصة للطاقة.
واكد ان الحكومة مستمرة في البحث عن مصادر رخيصة للطاقة، وافتتحت في الايام الماضية اكبر مشروع للطاقة الشمسية في معان، الى جانب التمديد للشركة الاستونية بخصوص استخراج الصخر الزيتي.
وقال: اننا ندرك حجم التحديات التي تواجهنا سواء السياسية منها او الاقتصادية، ونواصل ليل نهار للتغلب على تلك التحديات، مؤكدا ان حجم اداء الدولة وصمودها في وجه التراكمات السياسية والامنية في الاقليم سيذكره التاريخ بأنصع صفحاته.
وأكّد المومني أن الحكومة وبجميع أعضاء فريقها تعمل كخدم للمواطنين كما يأمرنا جلالة الملك، لذا نحرص على تلمس حاجاتهم والتواصل معهم من خلال الزيارات الميدانية التي يقوم بها رئيس الوزراء والوزراء إلى مختلف محافظات ومناطق المملكة.
وحول القضية الفلسطينية، شدد المومني على أن الأردن هو الأقرب لفلسطين، وأن الجهود السياسية والدبلوماسية مستمرة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لحماية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ولحين استعادة الشعب الفلسطيني الشقيق لحقوقه الكاملة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس.
ولفت إلى أن الجهود الأردنية أثمرت أخيراً عن مصادقة المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) على قرار أردني فلسطيني ينفي أي صلة لليهود بالحرم القدسي الشريف، وهو ما يمثل انتصاراً سياسيا ودبلوماسياً وقانونياً مهماً.”بترا”