
د.سفاح الصبح
كورونا الانفلونزا الموجّهة .. إذ تحوّلت إلى مادة مسرحية ملهمة في صالات المسرح السياسي العالمي التي بدأ عرضها مباشرة بعد أفول نجم مسرحيات الإرهاب المستهلكة .. تحوّلت لدى مخرجيها العالميين ذاتهم – تحت وطأة التضخيم الإعلامي المرعب للشعوب و عبر ممارسة السلطة التقليدية على دول النخب الثاني و توظيفها كومبارس للمسرحية – إلى السلاح الجديد لضرب منظومة القيم الأخلاقية و التعليمية للشعوب و إعادة ترتيب الأسواق المالية و ابتلاع أموال العمال و تحويلها إلى أصحاب المليارات المتكدّسين في مجالات الاقتصادات الرقمية المنتجين الأساسيين لهذا النوع من المسرحيات
و قد أصبحت كورونا كذلك لدى أنظمة الدول الفاشلة فرصة كبيرة و قارب نجاة لحل مشكلة تظاهر شعوبها و احتجاجاتها في الشارع و نضالهم للحصول على حياة عادلة كريمة و بذلك وفّرت كورونا فرصة ذهبية لقمع الشعوب و وصفة مجانية للتقشف في النفقات العامة و موسما لجمع المساعدات الخارجية من الدول الغنية و التصرّف بها بأساليب غير شفافة و بالنهاية مهربا للتخلّي عن مسؤوليات كثيرة لدى غالب الأنظمة السياسية تجاه شعوبها الخانعة
و مع وصول أهداف إطلاق كورونا إلى منتهاها و أخذا بقانون عدم تجاوز الهدف فهل نحن و نهايات مسرحية كورونا على أعتاب تحضير لمسرحية عالمية جديدة تستهلك الشعوب ضميرها و مواردها و إبقائها في خدمة نظام عالمي يسهل معرفته و يصعب مقاومته !!