د. علي منعم القضاة
ألا حيّها عجلون من بُرْدَةِ الهوى أسامرها بدراً؛ فترسمني شمســا
القراء الأعزاء أسعد الله أوقاتكم بكل الخير، حيث كُنتُم، وحيث بِنتُم، نتذاكر سويا في شذراتي العجلونية، ففي كل شذرة منها فكرة في شأن ذي شأن، ننطلق من عجلون العنب والذهب، عجلون الحب والعتب، لنطوف العالم بشذراتنا، راجياً أن تروق لكم.
من علامات الساعة
ساقني القدر يوماً أثناء رحلتي في التدريس الجامعي التي أعشق، أن أقوم بتدريس إحدى طالباتي المحترمات، وهي من إحدى قرى عجلون، وكان النقاش بيننا حول مصطلح باللغة الإنجليزية، حيث قُلت (None Above Law)، وهي تقول لا المصطلح (Law Over All)، فقلت لها يا ميس ألا ترين معي، أنها من علامات الساعة، أنه اثنين من عجلون يتناقشون حول مصطلحات أجنبية.
أعتقد أن نقاشي هنا ربما سيكون من علامات الساعة، مناقشة حياة حزبية في الأردن، سيقودها، الذين قادوا الأردن إلى ما نحن فيه. فتحية مُزجاة إلى طالبتي العزيزة ميس بدر، حيث كانت، وتحايا كبيرة إلى أخي العزيز الدكتور رحيل الغرايبة، وأنا أناقش معه، وجهة نظر (تحقيق حلم حياة حزبية ر برامجية حقيقية) أعتقد أن قيام الساعة أقرب منها.
وجهة نظر في حقوق الإنسان الأردني
ربما يكون من قبيل ممارسة حقوق الإنسان ولو صورياً في بلدي، أن أناقش وجهة نظر رئيس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان في الأردن، وأرجو أن لا يتسبب النقاش في مساءلة قانونية. فقد طرح وجهة نظر محترمة، حول تحزب كبار رجالات الدولة، وأصحاب المناصب، وكبار المتقاعدين؛ مدنيين وعسكريين. ولكنني أرى أن تحزبهم من وجهة نظري أمرٌ غير محبب على الإطلاق، من عدة جوانب:
أولاً: ليس في انضمامهم أي تشجيع للشباب؛ بل ربما سيؤدي وجودهم إلى عزوف أكبر من ذي قبل؛ لأن هموم الشباب، هم سبب رئيس فيها، وفي عدم انخراطهم بأحزاب سياسية أشبه ما تكون بأشجار الزينة، ألوان مختلفة دون طعم، أو رائحة، تماماً مثل فوكه البلاستيك، لن تستفيد إلا من صورة سيلفي بجانبها.
ثانياً: ستزيد الهواجس وتخوفات في الصدور، ولن تزول أي منها؛ لأن الممارسات القديمة ما زالت قائمة، حتى لو أن حجمها أقل بكثير وغير ملموس مثل ذي قبل. وأن بعض الناس يمنعون من أعمال بعينها لمجرد اتهامهم بالانتماء الحزبي، وهو اتهام لا أساس له من الصحة، ومنهم صاحب هذه السطور، التي تقرئون، ورئيس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان في الأردن، يعلم ذلك.
ثالثاً: إن وجود مثل هذه النخب على رأس الهرم في أحزاب جديدة؛ سيكون بكل تأكيد التفافاً على الحزبية، واحتواءً للبرامجية، وإقصاءً لأي رغبة في الممارسة الحزبية الحقيقية، وهي من وجهة نظري، إذا كان مسموحاً إبداء وجهات النظر، ضربة لأحزاب قائمة ومرخصة منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود في الأردن، بعد العودة للحياة الديموقراطية والانتخابات.
رابعاً: لن يخضع أي منهم لتنافس حقيقي، وستكون الانتخابات فيما بعد مسرحية دُمى لا أكثر، ولو كان المقصود تكتلات لألتحق القوم بأحزاب موجودة، وشكلوا معها تكتلات مما هو موجود، إلا إذا كان هناك تشكيك بما هو قائم من أحاب، وعدم قناعة.
خامساً: ستبقى المظلات قائمة، وممارستها فعلية وفاعلية، ولن تنتفي طريقة استخدام البرشوت للمناصب إلى يوم الدين، أو أن يرث الله الأرض ومن عليها.
سادساً: في كل دول العالم هناك منافسات حقيقية، وأظن أن بعض المنافسات جرت في الأردن، وكانت نتائجها واضحة للعيان، عندما كانت الانتخابات تتمتع بقدر من النزاهة.
هذا غيض من فيض