فارس الحباشنة
كما يبدو فان انتخابات البلدية ومجلس امانة عمان التي اقترب موعدها اشبه بحقل الغام سياسي .
اجراء الانتخابات وسط حالة العزوف الشعبي محفوف في مخاطر سياسية كبيرة .
و اخطر ما يواجه الانتخابات هو العزوف الشعبي . وكما هو لافت في الانتخابات البلدية ان ثمة عزوفا عن الترشح للانتخابات.
ويقال ان للانتخابات جوها وبيئها ، وان الانتخابات تجلب معها اجواء ومنافسة واخبارا اجتماعية وسياسية مختلفة .
و لكن ما يحدث الان العكس .. ما كان يمكن ان تسال مواطنا اردنيا هل ستشارك في الانتخابات البلدية ام لا؟
مركز راصد اعلن قبل ايام عن استطلاع را?ي حمل رقما خطيرا يكشف عن اتجاهات اراء الاردنيين ازاء المشاركة في الاقتراع .
و قال 60 % من الاردنيين انهم لن يشاركوا في الانتخابات .. وهو?لاء سياسيا يسمون مقاطعون للانتخابات .
و لربما ان مؤشرات المزاج العام تقول ان نسبة المقاطعين ورافضي المشاركة في الاقتراع قد ترتفع الى حد اعلى مع اقتراب موعد يوم الاقتراع .
العامود الفقري لاي انتخابات هو معدل المشاركة ، والاقبال على الاقتراع ، وتصوروا ان ياتي يوم الاقتراع البلدي ولايخرج الاردنيون الى صناديق الاقتراع !
الاردن اليوم في غمرة ورشة اصلاح ونهوض سياسي ، ولا يستقيم الامر سياسيا اجراء انتخابات البلدية وسط اجواء ملبدة بغيوم الحرد ، واعلان احزاب وقوى سياسية لتعليق مشاركتها في الانتخابات .
في الفضاء السياسي الاردني يتردد كلام عن احزاب جديدة وقانون انتخابات ، وتمكين للقوى الحزبية ، وانتقال سياسي نحو مربع المشاركة الحزبية . فلماذا لا تتزامن انتخابات البلدية الحالية مع انتخابات النواب القادمة ؟
حتى الان فان اجواء انتخابات البلدية غير مريحة سياسيا ، واجراء الانتخابات قفز نحو مجهول ، وقد تكون الفرصة مواتية لتاجيل موعد اجراء الانتخابات البلدية .
لنفكر قليلا في اطروحة التاجيل ، ولنفكر بما هو ابعد واعمق في اجراء انتخابات في ظل الظروف الراهنة ، وما يمكن ان يضع الانتخابات البلدية على جدول اعمال ورشة الاصلاح السياسي .
هل الهدف فقط اجراء انتخابات بحد ذاتها ؟ اظن ان الجواب لا . بالتا?كيد للانتخابات سياسيا اكثر من هدف ومقصد ، وخاصة ضمن الاوضاع الساي?دة في البلد . ومن وجهة نظري المتواضعة فان اجراء الانتخابات البلدية في موعدها المعلن قفزة نحو المجهول .
لربما يقول البعض ان اقتراحي ونصيحتي قد تاخرت . نعم ، هذا صحيح ، ولكن في تقديري كلما اقتربنا من موعد انتخابات البلدية لامسنا اكثر أن التاجيل هو الخيار الانجع والصواب ، والاكثر واقعية وعقلانية في الظرف السياسي الراهن .