سميح المعايطة
اذا كان من الحديث عن الرسالة الملكية للاردنيين فانها تعتبر الاهم بعد الاوراق النقاشية التي قدمها الملك خلال عدة سنوات، وهي رسالة هامة وفيها مايجب التوقف عنده طويلا.
لكن للرسالة الملكية جانب اخر وهو ايمانه بقدرة الاردنيين على الانجاز وصناعة التغيير وتجاوز الخلل ،وايضا خيبة امل من فئات حظيت بالفرصة والثقة على مدار السنوات لتتولى مواقع المسؤولية لكنها خذلت الاردن والاردنيين والملك ،وكل صفة تحدث عنها الملك في رسالته يجب توفرها في المسؤول من اداء الواجب والشجاعة في اتخاذ القرار وعدم الخوف وعدم البحث عن الشعبوية، كل صفة من هذه الصفات توفر نقيضها في فئات من المسؤولين فصنعوا الخلل الذي تحدث عنه الملك ،وكان من اسباب الفجوة بين الدولة والناس ،وتقاعسوا عن اتخاذ القرار الذي فيه المصلحة خوفا او نفاقا لصورتهم ومصالحهم.
وحين يعلن الملك ان الديوان الملكي سينظم ورشة وطنية لوضع خطة اقتصادية لسنوات قادمة فهذا ليس لان الملك يريد ان يعطي الديوان صلاحية الحكومة بل لان السلطة التنفيذية التي كان عليها فعل هذا لم تفعل واكتفت بعناوين وإجراءات.
لا يكون الملك سعيدا حين يضطر لترميم الواقع العام وان يتولى بث الامل ومحاربة الاحباط واليأس في المجتمع ،وما كان يريده ان يقوم بهذا من هم مكلفون به من حملة كل الالقاب ،وكان الملك يريد ان تتولى السلطة التنفيذية مهمة ادامة الحوار مع الناس وتقديم المعلومة والحقائق لهم اغلاقا لابواب الاشاعات ،لا ان يضطره تقصير المسؤولين ليتولى بنفسه هذه التفاصيل وهو الذي يدعو منذ ان اصبح ملكا للعمل الميداني والاقتراب من الناس.
الملك قال ما يتحدث به الناس ودعا المسؤولين لتقبل النقد وان كان قد رفض ان يسيطر الاحباط على الناس ،لكن توجيهه المهم ان يتم تقديم المعلومة للناس وليس الاختباء وراء مقولة ان هناك جهات تستهدف الاردن على مواقع التواصل وهي مقولة صحيحة لكن تقصير المسؤول وصناعة الازمات هو من يقدم الفرصة لإعطاء الاردن لتعزيز اليأس والسوداوية.
كم نتمنى ان لايكون حماس السلطة التنفيذية فقط بعد اي توجيه ملكي، وكانهم يسمعون عن واجباتهم لاول مرة ،ولن يكون الملك سعيدا باي مسؤول يصنع ازمة او معركة وهمية وصغيرة للدولة بل سيكون سعيدا ان يرى من منحهم الفرصة مبادرين وليسوا مصدر خيبة امل.