فارس الحباشنة
لم اقرا اي رد او تعليق من نواب حول تهريب الجلسة والغياب المتكرر لنواب عن جلسات المجلس .
من غير المعقول ما يجري تحت القبة ، وان رئاسة المجلس تفشل باتمام النصاب لعقد جلسة واحدة ولو يتيمة في اسبوع كامل .
فلماذا ينصرف النواب عن الجلسات ؟ وماذا يفعلون ؟
النواب كانوا يشكون من قلة جلساتهم ، ويشكو اكثر من المدة الزمنية للدورات العادية ، وطالبوا بالتوسع من خلال النظام الداخلي في الدورات العادية
و مدة انعقادها .
فلمن يبعث النواب رسائل تهريب النصاب والغياب المتكرر عن الجلسات ؟ لرئاسة المجلس ام للحكومة ام لحزمة التشريعات السياسية من قانوني احزاب وانتخاب وعقوبات وتنفيذ في عهدة النواب وتنتظر اقرارها؟
لا اظن ان للنواب موقفا سياسيا من قانوني الاحزاب والانتخاب ، وسيقران كما تم احالتهما من الحكومة ، ومع رتوش خفيفة من التعديلات .
حضور وغياب النواب بلا شك يشكل ازمة مستعصية . وهي ظاهرة غير مسبوقة في البرلمان الاردني ، وفي تاريخ النواب لم يتكرر تعطل عقد جلسات
بسبب تهريب النصاب والغياب المتكرر بهذا المستوى والمنسوب .
النواب بالتاكيد يقدرون انهم يخسرون من رصيدهم الشعبي.. ويقدرون ان عدم عقد الجلسات ثالوب وعيب نيابي .
الموضوع ايضا رقابي وتشريعي .. ولا اظن ان تداعي الموضوع والفشل في عقد جلسات لا يصيب الحكومة في سهامه المتراشقة .
فاين الحكومة من النواب اذن ؟ ومعقول بكل ما تمر به البلد من ازمات وظروف غير اعتيادية وحالة طواريء اقتصادية وسياسية ووبائية تقابل بلا مبالاة نيابية.
في مسالة تهريب النصاب ، لنذهب الى ما هو ابعد بالسؤال ، ما بين حضور وغياب نواب عن الجلسات ، فما هو الفارق ؟
الديمقراطية الاردنية مازومة .. ونتهم احيانا باننا نصعد من الهجوم على النواب والديمقراطية والعملية الانتخابية في البلاد .. ودائما انا اقول واكرر انه قبل البدء بالاقتراع واعلان الانتخابات لابد من حماية شرعية صندوق الانتخاب ، وهذا هو الاهم وصلب العملية الديمقراطية .
من المؤسف حقا ان الديمقراطية الاردنية وصلت لهذا المنحنى والمنزلق ، ومؤسف اكثر تعطيل سلطة دستورية «رقابية وتشريعية « وتركها رهينة لمزاج واهواء نواب .
كم اتمنى لو الاعلام ومركز «راصد» يسلطون الضوء اكثر على تهريب النصاب والغياب المتكرر للنواب ، وان تنشر الاسماء ، ويفتح حوار بل حوارات للوقوف وراء هذا السلوك النيابي .
واكثر ما اضحكني منشور قراته يطالب بان يخصم من رواتب ومكافات النواب المتغيبين عن الجلسات . واذا ما وصل التفكير في ازمة النواب وانعقاد الجلسات لهذا الحال ، فاقرا على السياسة الاردنية السلام !