كامل نصيرات
من السماء جئتَ وإلى السماء عدتَ.. أتقنتَ اللعبةَ منذ البواكير.. كان مسدسك البلاستيكي هو التدريب.. تخبّئ مصروفك كي تحفظ معه فلسطين عن ظهر قلب.. والقلبُ اللاهث فيك لا يلهجُ إلاّ بذكر دمع الأعداء الذين يطمئنون في شوارعنا.. يرتعون بلا رادع على تلالنا وربيعنا.. يعزفون مواويلهم المسروقة من أعماقنا بتواطؤ مسبق مع شرذمة من أبناء جلدتنا ..!
جئتهم أيها الرعدُ من كلّ خافق و صببتَ عليهم حقّك الرصاصيّ الدافق وجعلتَ عاليها أسفلها.. جعلتَ «تلّ الربيع» يُرتِّل «سورة الإسراء» بأحكم التجويد كي تخشع ذرات التراب فيه و ينشده المارّون ويستسلمون لمرمى مسدسك الحقيقيّ..! جئتهم من أمامهم ومن خلفهم حتى حسبوا كل رصاصة من الطير الأبابيل..!
إيه يا رعدُ يا رعدَنا.. وأنت تغرف من ميعة شبابك وتودّع فلسطين أجمل وداع.. إيه على نصرك المبين وفتحك الفاتح دربًا لعصافير فلسطين المقهورة.. إيهٍ على إيهٍ يا ولدي وأنت تغامر بالحياة الدنيا وتركب براقك عائدًا به إلى الله منتشيًا فرحًا: ربح البيعُ يا ربي.. والملائكة تحفّك في درب الصعود مُهللةً: أيْ والله ربح البيعُ يا رعدُ..!
لن أقول لك: نم مطمئنًا .. بل عِشْ مطمئنًا أيها الصانع فينا لذائذ الرعشات.. أيها الممسكُ أعداءك على طبقٍ بقبضتيك وتهزّه هزّ الكرة الأرضية وللآن ما زالوا يعانون الكركبة من أثر السقوط..!
أيها الرعدُ اللاعبُ بالدم.. قد فتحتَ باب اللعبة على مصراعيه و القادمون ممّن أغرتهم لعبتك سيجيئون زرافاتٍ ووحدانا.. فلله درّك من رعد كلّما اطلق رعده أشتت الدنيا رصاصًا ولعنةً على الذين ظنّوا أن الاحتلالَ طمأنينة..!