الدكتور محمد القرعان
حديث شخص بحجم رئيس وزراء الاردن الاسبق الاستاد طاهر المصري حول قرب الدولة من اعلان “الافلاس” يأخذ على محمل الجد وهو في منتهى الخطورة بعلوم الاقتصاد والامن والاجتماع والسياسة ، وذلك لما ينطوي عليه هذا التصريح من اثار عكسية وكارثية ، وحقيقة ان المختصين في هذه المجالات والمسؤل يدركون بعد واثار وتداعيات “الافلاس”، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ويحتاج لاجابة فورية ، لماذا لغاية اليوم لم ترد الحكومة على هذه التصريحات، وماذ تنتظر؟ فتصريح من رجل دولة بثقل دولة المصري يأخذ ابعادا خطيرة على المستويين الداخلي والخارجي، الا اذا كان هناك نية مبيتة او رضا عما صرح به المصري وكما يقولون (السكوت علامة الرضا)، والمطلوب ان يكون هناك رد رسمي صريح وواضح للمجتمع لطمأنته ولطمأنة المستثمر الى جانب القطاعات الاقتصادية برمتها، وهكذا تصريح من رجل بثقل وخبرة ودراية طاهر المصري يحتاج الى تفنيد ويحتاج الى شرح وتحليل، الا اذا كان هذا الكلام في مكانه!! عند ذلك فالينتظر الاردنيون مزيدا من الضغوطات المادية وتداعياتها الاجتماعية.
فارتفاع الدين العام الى 40 مليار نتائج وخيمة ، والابعد من هذا ان ذلك يؤثر بشكل مباشر على المستقبل ، وثقة الاردنيين به في وقت فقد المواطن كل اواصر الثقة بحكومات الاردن التي غاب عنها الصدق والمكاشفة والصراحة.
وما ارتفاع فاتورة الدين العام الا نتيجة فشل التخطيط الاستراتيجي للحكومات وذهابها باشخاصها لمهاترات وصراعات شخصنة وواسطات ومحسوبيات حتى الت الامور الى ما نحن عليه ، بل كانت سببا مباشرا في اقصاء كل رأي سديد ومحاربة كل فكر وابداع وريادة حتى تراكمت الأزمات الاقتصادية المتلاحقة ولا يدفع ثمنها الا المواطن المغلوب على امره والي لا يكاد يؤمن قوت يومها ويدفعها ضرائب ومخالفات وبيروقراطية وتراجع في الخدمات الصحية والتعليمية والبنية التحتية ، يدفع فشل لم يكن له ذنب فيه سوى (سكوته).
لم يعد هناك متسع من الوقت للتلاهي ولم يعد هناك متسع للترف وتغطية الاخفاقات الرسمية وقد أصبح (الغلاء وقهر العيش والغش والتلاعب ) على مسافة واحدة من الجميع ناهيك عما ينتظر المواطن اذا ما تحققت هذه المقولة ، فرض المزيد من الضرائب، و ارتفاع نسبة البطالة، والتضخم ، وتآكل المداخيل وانخفاض القوة الشرائية، والانعكاس علي أداء السوق والسيولة النقدية وحركة المال اليومية، وبالنتيجة زيادة الفقر والفقراء وبنسب عالية لا مثيل لها.
وكل هذا امام تباطوء الخطى والعرج نحو مزيدا من التقدم وضبابية المشهد وغياب كل مظاهر الرفاهية والسعادة لدى الاردنيين.