حاتم القرعان
كلّ الأحلام التي لا تصدق تجرح ، وكل الأمنيات التي لا تكتمل تترك ألماً في القلب ، كذلك الحياة تريحنا تارة وتخيفنا تارة أُخرى ، وترتجف الأرض على رحيل أبنائها ، فنستمع ذاك الخبر على مَضَضٍ ، والغصّة هي الغصّة .
في تمام السّاعة التاسعة من صباح اليوم الأحد ٥/٦/٢٠٢٢ ، أُعلن الحِداد على شهادة طيارين أردنيين ، أثناء تواجدهما بطائرة تدريبيّة من نوع ( GROB) تابعة لسلاح الجوّ الملكيّ ، الرّائد الطّيّار بلال الشوفيين ، والنّقيب الطّيّار بهاء أبو غنمي ، بسبب عطلٍ فنيّ للطائرة , وسقوطها في مساحات خاليّة في مدينة إربد – الرّمثا .
نتذكّر في هذا الحادثة الأليمة ، رحيل طياراً أردنياً لقي حتفه في ٢٠١٨ ، نتيجة تعرض طائرته العمودية من نوع ليتل بيرد ، لحادث سقوط خلال رحلة تدريبّة في ولاية تكساس في الولايات المتحدة الأميركية.
الشوفيين ، وأبو غنمي ، خرجا في حصة تدريبيّة ، يجوبون سماء الأردنّ ويتجوّلون بها ، لتعلّم كلّ المهارات المُمكنة ، للدّفاع عن الأرض ، لا يعلمون بأنها الحصّة الأخيرة من القُمرة ، يتمعّنون في سهول إربد وهضاب عمّان ، وقلاع عجلون ، وأعمدة جرش ، يبحثون في كلّ شبرٍ من هذه الأرض ، يحلّقون طائراً عربيّاً يحمل كلّ دلالات الكرامة والعزّة للدفاع عن الأرض والعَرض .
أثناء حصول الخلل ، إنّ الأرض تعرف رجالها ، تودعهما السّماء من كفّيها ، وتتمسّك برائحة الذّكرى لهما ، وتستقبلهما ذرات التّراب المليئة بالشّغف ، تأخذهما أمّاً وتربتُ على كتفيهما ، لا تحزنا ، أنتم الأعلون .
رحم الله الشّهيدين ورتق جرح الأردنِّ .
حفظ الله الأردن وشعبه وجيشه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين.