فارس الحباشنة
انا حزين على جامعات اردنية ومؤسف ما قد وصلت اليه من حال كارثي .
ومن المعقول ان اخبار جامعات تحولت لكوارث وعنف وتحرش ، وازمة مديونية .
ما يمر به التعليم الاردني اليوم خطير ومرعب من الصف الاول الى ما بعد التوجيهي والكلية والجامعة، والدراسات العليا .
التوجيهي مخروق من اسواء سلوكيات طلابية ، غش وبلطجة .
و اول امس تداول الاردنيون فيديو لمعلمة في مدرسة بعمان الشرقية تزعم بترويج مخدرات في المدرسة ، واقدام طالبات على اجبار زميلتهم قسرا باخذ ابر مخدرات .
ما يعني قولا واعترافا ان جيلا من الشباب والفتيات ولدوا في عين عاصفة الوباء وازمة اقتصادية خانقة وبيئة جاذبة ومهيئة للتعاطي والادمان على المخدرات.
لم اسمع اي رد من وزارة التربية والتعليم حول فيديو المدرسة والمخدرات .
و فيما تقراون من تصنيف للجامعات الاردنية ، بالاول دققوا بتمعن في الجهة التي تصدر التصنيف وثانيا في معايير التصنيف . وبعض التصفنيات بالاصل غير معترف بها عالميا وصادرة عن جهات تجارية تقدم وتؤخر تصنيف الجامعة لمن يدفع بالدولار والجنيه الاسترليني اكثر .
مستوى متدن ومعيب لمخرجات التوجيهي والجامعات الاردنية ، ومتى يكتشف ذلك ؟ في امتحانات القبول الجامعي ، يخفق طلاب التوجيهي في تجاوز واجتياز امتحان اقل من عادي ، والغريب انه معدله في التوجيهي يكون عاليا ، ومع العلم ان مادة امتحان القبول والاسئلة من منهاج التوجيهي .
و ينسحب ذلك على خريجي الجامعات ، وكيف يتساقطون في امتحانات الكفاءة والقبول النقابي ؟
اكتب هذه السطور ، وانا اشعر بالحزن والاسى على التعليم الاردني .
التوجيهي بحاجة الى اصلاح جذري واعادة هيبة للامتحان ، وحماية من الغش واختراقات اخرى .
و المدرسة والجامعة بحاجة الى تحصين وفرض للامن وحمايتها من العبث وتحويلها الى مسارح للعنف والمخدرات .
المستوى التعليمي والاكاديمي ، وانصح الحكومة باعادة « امتحان المترك « الصف التاسع .
«المترك « اكثر من ضروري ، ويفلتر الطلاب ومستواهم الاكاديمي ، ويحدد مساراتهم الاكاديمية مهني وعلمي ، وادبي.
نملك في الاردن فرصا في التنمية والاقتصاد .. ولا يعرف كيف لا تستغل ؟
تعرفون ان ورش الانشاءات والمقاولات وهي قطاعات صاعدة وناهضة لا تعثر على فني ومهندس اردني يعمل في المشروعات .
وما عدا عن مهندس مشرف يزور المشروع مرتين عندما يباشرون في العمل ، وعندما ينتهي المشروع ويتم تسليمه .
الاردن لا يحتاج الى مزيد من الجامعات الحكومية والخاصة ، واي جامعة جديدة فانها تشكل عبئا ثقيلا وكبيرا على قطاع التعليم .
فقدنا فرصا كثيرة لاعداد جيل متعلم ومسلح بالمواهب والمهارات والكفاءات ..و رغم ان الاردن كان قدوة ونموذجا اقليميا وعربيا .
فكيف نرتقي بالتعليم اذن ؟